الفصل ٣:حفل الزفاف...

76 20 24
                                    

دعني أخبرك كم من نجمة بحت لها بهيامي بك...

........................................................................

  ننظر حولنا فنجد أننا مجرد بيادق شطرنج على لوح الشطرنج.

أحدنا ملك..و أحدنا جندي و أحدنا وزير...
مختلفون في الهوية و الجنس و لكن جميعنا متشابهون في الغاية..و التي هي الحياة.

أن تعترض عن رأي لا يعني هذا أنك فقط تريد الاختلاف،إنما هذا يعني أنك تدافع عن مبدئ رأيته صائبا و قائما مقارنة برأي آخر.
و أن تصرخ مدافعا عن نفسك لا يعني هذا أنك فقط غاضب،إنما يمكن أن يعني أنك تريد شيئا من نفسك أن يبقى حيا بداخلك و أن لا يتلاشى.

فكم ممن صمتوا حين لا يجب الصمت فقدوا شيئا من أنفسهم.
و كم ممن آثروا اتباع رأي على اعتراضه وجدوا أنفسهم لا ينتمون حيث كانوا و لا صوت لهم يهمّ أو يُسمَع.

  و هذا تماما ما هي عليه إيفا الآن.

حقيقة أنها فقدت صوتا كان يجب استخدامه أثناء الحاجة جعل منها تفقد الكثير من نفسها و أولها الثقة.
ليس بالآخرين،بل بنفسها.

و حقيقة أنها فقدت الحق حتى في التكلم جعل منها تفقد السعادة و الراحة النفسية.
و كم كان صعبا هذا و لازال.

  فهاهي الآن تنظر إلى نفسها في المرآة بشرود في الفستان الذي ترتديه و الذي رغم جماله لم تشعر إيفا أنها تستحق ارتداءه.

فكيف سيكون شعور أي فتاة تزوجت مرغمة و لا تدري من يكون زوجها فهو قرر فجأة أنه لن يهتم لها!

تنهدت بتعب من التفكير المفرط الذي أصبح عادة لها مؤخرا لتتحرك نحو الأريكة الفخمة التي تبدو كقطعة أثرية وسط الغرفة الفخمة التي هي فيها الآن.

هي الآن في إيطاليا... أصبح الأمر رسميا.
و حتى أعمالها تم نقلها إلى هنا!

البارحة فقط كانت تحضى بالمتعة مع مديرة أعمالها التي لم تكف عن الحديث عن زوجها الذي لا تأبه له مطلقا.
فهي عزمت أمرها أنها لن تهتم له كما فعل هو معها.
إن كان لن يحاول هو فهي طبعا لن تفعل.

  و الآن هي هنا في الغرفة المخصصة للعروس في إحدى كنائس البندقية بإيطاليا.

هي تعلم بهذه الكنيسة.و تدرك أنها مخصصة للأثرياء في إيطاليا و الطبقة المخملية.

    تنهدت للمرة التي لا تعلم عددها وهي هنا تنتظر كزاندر أو باولينا أن يأتيا فيتسنى لها أن تخفّف من توترها.

و كأن الرب استجاب لدعوتها،فقد رفعت رأسها نحو الباب حين سمعت صوت فتحه لتبتسم باتساع سرعان ما اختفت لتستبدل بالهدوء حين دخلت عليها فتاة لا تعرف حقا من هي.

و بالنظر إلى ضجيجها وهي تحادث الجدّ عند الباب تمنعه من الدخول فهي ربما نسخة أخرى عن إدوارد.

الجنّيّة|𝕱𝖆𝖎𝖗𝖞 Where stories live. Discover now