٢| جَسد بِلا روح

164 13 43
                                    


......

"حَقاً؟!، سيدي!"، قلت بعدم تصديق بعد أن خَرجت مِن البِركة وقد كبحت ذهولي حين رأيت القائد أوستن يعبث مع شخصٍ آخر  والذي كان بالتأكيد قائد المجموعة تلك، ولأنه يرتدي ذات الزي الخاص بِقائدنا والذي كان عبارة عن قميص مِن القماش المرِن لونه أسود أكمامه قصيرة وبِنطال أسود وأحذية الجنود المعتادة، وأيضاً لأن صِفاته كما كانَت تتكلم عنه الصحف والناس..

عرفت إنه هو القائد جولِيان.

لَقد كان شاباً بِعكس قائدنا الذي يبلغ الثالثة والأربعون مِن العُمر، شعره أسود وعَيناه بُنية شاحبة وبَشرتِه تَميل لِلسمار، ذو بُنيه قويه تُخبرك أنه خبير بِهذا المجال بالضبط كما تقول الأخبار عنه.

نَظر كلاهما لي بعد أن قاطعت عبثهما، حيث عادت ملامحهما للجد، "سَيدي هَل كُنتَ تعلم بِهذا؟"، قلت أخفي أنزعاجي، نَظر لِي بِأبتسامه، "بِالطبع أعلَم، وهَل يستطيعون فِعل شَيئاً بدون إذني؟"، حَول نظره إلى القائد جوليان وثوانٍ حتى أرتفعت ضحكته بِصوت ضخم.

أنهم يسخرون مِنّا.

قلت مُنزعجة من السخرية، "الجنود جَميعهم مُصابون فَوق هذا الجرف، سيدي."، أشرت بِيدي إلى فَوق الشَلال، نهض يتقدم ثم وضع ثُقل يَده على كتفِي لِيقول وهو يَبتسم بِطريقة مُريحة مع ملامحه مُتوسطة العمر، "أنتِ لَم تُصابِي أليس هذا كافِياً يا ثِينا؟"، نظرت له بِحيرة، "أنا لَم أُصاب أجل لكِن الآخرين.."، قاطعني القائِد الآخر، جوليان، أيضاً ينهض من مكانه وهو يقول مُقدماً لي رِداءاً، "حَسناً لا يبدو لِي أنكِ مِن النوع الذي يَهتم لِرفاقه أيتها الجُندية."، أخذت الرِداء أضعه فَوق ثِيابي المُبتله، لَقد كانَ مُحقاً نوعاً ما أنا لا أهتم، على الأقل لا أهتم لِلجميع.

لقد أعطاني تقييماً بِهذه السرعة ومن دون مُقدمات.

نظرت له مُطولاً ولم أفكر بِقولي الذي خرج من فمي دون أرادتي، "أحترامِي سيدي لكن لا أعتقد إنني بحاجة إلى تقييم لعلاقتي مع رفاقي من قائد آخر، خصوصاً لو كانَ قائداً لفرقة قد عاملتني وفِرقتي كالفرائِس الحيوانية، سيدي." قلت بِهدوء، أنهيت كلامي وقد مشيت مُتوترة قليلاً لأنني أعلم أن قولي كانَ مُبالغاً به، في النهاية هو قائِد ويستطيع طردي بأي لحظة.

تقدمت مِن صخرة متوسطة الحجم أجلس عليها وأحتضن يَداي لأن الجَو بدأ يبرد أكثر بِسبب ثيابي المُبتلة، لقد رأيته يتقدم بأتجاهي وحيث مَر بريقاً على عرض عَيناه عِندما قال ينظر إلى الأسفل، لِي، "أنتِ مُنزعِجة لأننا عاملناكِ أنتِ كالفريسة، وليس لأننا عاملنا رفاقكِ."، أعتقد إن هذا سبب قيادته للسنة الثالثة وهو بِهذا العمر الشاب، لأنه للمرة الثانية يصر على إنه لا توجد رابطة قوية بيني وبين رِفاقي.

أحمـَـر || REDWhere stories live. Discover now