حقيقة العالم الكاذب

الهروب الي المجهول

بعد نشر مقالاته عن نظريات المؤامرة، بدأ جوناثان يشعر بأنه ملاحق من قبل بعض الأشخاص المجهولين، كان يرى سيارات غريبة تتبعه في الشارع، وكان يسمع أصوات غير مألوفة في شقته، وكان يتلقى رسائل تهديد على هاتفه وبريده الإلكتروني، جوناثان أدرك أن حياته في خطر، وأنه عليه أن يهرب من نيويورك قبل أن يتم القبض عليه أو قتله

جوناثان قرر أن يتصل بالمخبر، الشخص الوحيد الذي يثق به في هذا العالم المجنون أرسل له رسالة بريد إلكترونية تطلب منه المساعدة والإرشاد، لحسن الحظ رد المخبر على رسالة جوناثان بسرعة، وقال له أن يلتقي به في مكان محدد في ولاية نيفادا بالقرب من المنطقة 51، قال المخبر إنه لديه خطة لإخراج جوناثان من هذه المشكلة وأنه سيكشف له المزيد من الحقائق عن ما يحدث في العالم خلف الظلال

جوناثان جمع أغراضه الضرورية وغادر شقته في ساعة متأخرة من الليل، تجنب استخدام سيارته أو هاتفه أو بطاقته الائتمانية خوفًا من أن يتم تعقبه، استأجر سيارة بالمال النقدي وسافر إلى صحراء نيفادا عبر طرق ثانوية، كان يشعر بالخوف والحيرة، لكنه كان مصممًا على مواجهة الحقيقة وإثبات صحة مقالاته

بعد يومين من السفر، وصل جوناثان إلى المكان المحدد من قبل المخبر، كان مكانًا نائي ومعزولًا في الصحراء بعيدًا عن أي حضارة كان هناك مظلة صغيرة تحت شجرة وكان هناك رجل يجلس تحتها، كان رجلاً طويلًا ونحيلًا، يرتدي نظارات شمسية وقبعة وسترة سوداء كان يحمل حاسوبًا محمولًا وحقيبة صغيرة

"أنت جوناثان؟" سأل الرجل بصوت هادئ

"أجل، أنا جوناثان، أنت المخبر؟" سأل جوناثان بحذر

"أجل، أنا المخبر. تفضل، اجلس، لدي الكثير لأقوله لك" قال الرجل وأشار إلى كرسي بجانبه

جوناثان نزل من السيارة وتوجه نحو الرجل شعر بالفضول والتوتر، ماذا يريد منه المخبر؟ ما هي خطته؟ ما هي الحقائق التي سيكشفها له؟

"من أنت؟ ولماذا تهتم بنظريات المؤامرة السخيفة هذه؟" سأل جوناثان بصوت مرتفع

"أنا صديقك، وأنا هنا لمساعدتك أما عن نظريات المؤامرة فهي ليست نظريات، بل حقائق، حقائق تخفيها الحكومات والمنظمات السرية عن العالم. حقائق تهدد حياتك وحياة البشرية كلها" قال الرجل بجدية

"ما هي هذه الحقيقة؟" سأل جوناثان بفضول

"الحقيقة هي أن العالم الذي نعيش فيه ليس حقيقيًا، بل محاكاة، محاكاة تم إنشاؤها وتشغيلها من قبل كائنات فضائية ذكية وقوية تسمى الزواحف، الزواحف هي التي تسيطر على كل شيء في هذه المحاكاة من السياسة إلى الدين إلى الثقافة. الزواحف هي التي تخلق وتدمر الحروب والأزمات والأوبئة من اجل مصلحتهم، الزواحف هي التي تستغل وتستعبد البشر وتستخدمهم كمصدر للطاقة والغذاء والتجارب، الزواحف هي عدونا الحقيقي، وعلينا أن نقاتلهم" قال المخبر بحماس وغضب في صوته 

"هذا جنون! كيف يمكن أن يكون هذا صحيحًا؟ كيف يمكن أن تثبت ذلك؟" صرخ جوناثان بصدمة

"لا يوجد جنون في هذه الحقيقة بل حكمة أما كيف يمكن أن أثبت ذلك فإن لدي دليلًا قاطعًا على ما أقول، دليلًا لم تره أبدًا في حياتك، دليلًا سيرعبك ويرضيك في نفس الوقت" قال الرجل وفتح حاسوبه المحمول

"ما هو هذا الدليل؟" سأل جوناثان بترقب

"الدليل هو هذا" قال الرجل وأشار إلى شاشة حاسوبه

جوناثان نظر إلى شاشة حاسوب المخبر، وفتح فمه من الدهشة. ما رأه على الشاشة كان