8_:الجدُّ مَاركُو.

18.9K 918 563
                                    

-كومِنت بينَ الفقَرات~.

-أجعلِ النجمَة تلمَع بإصبِعكِ~.

-أستَمتعِ لطِيفتِي~.

-

"آنَا مرِيضةُ قلبٍ، ولِهذَا هي لمَّ ترغبُ بِها.."
بقِيتُ أُناظِرهُ مُنتظرةً بِهذا أنَّ يُتابِع ما لديهِ، فـ هذا ليسَ بالسببِ الذَّي قَد يجعَلُ أمٌ تَتخلي عن طِفلتها لِأجلهِ! أنَا أنتظِرهُ أنَّ يُتابع مُخبرِاً إيَّايَّ بِسببٍ أقَوى بِالرُغم من أنهُ لو تَواجد سببٌ أقَوى هذَا لنَّ يغفِر لهَا فِعلتُها الشنِيعةِ..

"مالذَّي تعنِيه؟! هذَا فَقط؟! لأنَها مرِيضةُ قلبٍ؟! ومَاذا إذن!"
هَسهستُ بِغير تصدِيقٍ بَعدما أوضَح لِي سكُونهُ أنهُ السَبب بِالفِعل لتخلِيها عنهَا، لا أستطِيع تخيُل هذَا ولا أودُّ أنَّ أتخيَلهُ من الأسَاسِ! كيفَ هو شعُور تِلك الطِفلة الصغِيرة لِكونُها تعِيشُ بِلا أمٌ..

"كانتَّ الأمُور على مايُرامِ مُنذ أنَّ سَافرتَّ إلى لندَن، لكنَّها عادتَّ مُؤخراً وبَاتتَّ تُطالِب بِرُؤيتِها، لستُ بِقادرٍ على مَنعِها من رُؤيتِها فـ آنَا تَودُّ ذَلك أيضاً.."
جُون تَابع بَعدما أرتكَز بِناظريهِ مُجدَّداً نَحو الأمَام، فـ لاحظتُ تغيُّر مَعالمَ وجهِهِ لأُخرى أكثَر هدُوءاً، جَعل قلبِي ينتفِض فَقد بَدا هدُوء ما قَبل العاصِفة بالنِسبةِ إليَّ..

"إذنَّ هي لمَّ تَتقبَّلها مُنذ أنَّ وُلِدتَّ فَقط لأنَّها مرِيضةٌ، والآن تودُّ رُؤيتها ومُلاقاتِها فَور عودتِها من لندَن؟! مَا بَالُها تِلك المَرأةِ بحقِّ السَماء! أنَّها لا تَستحِقُها!"
بَدا وكأنَّني تَحسستُ وللغايةِ من الأمرِ، لنَّ أُنكِر! أنَا كُنت أستشِيطُ غضَباً مِن تِلك المَرأة! عجزتُ بِصدقٍ أنَّ أمنَحها عُذراً قدَّ يُبرِّر سببُ فِعلتِها هاتهِ، لكنَّ لا يُوجد! لا شَيئٌ قدَّ يَغفِرُ لها شَناعةُ فِعلتها! أنَّ لمَّ تكُن لدَيها المسُؤوليةِ لِتربيةِ طفلةٍ لمَّ يكُن عليهَا أنجَابُها!

هو ألتَفتَّ إليَّ، ثُمَّ أخذَ يُطالِعني طوِيلاً بينمَا قدَّ أعتَلتَّ ثِغرهُ شَبحُ إبتسَامةٍ، بَللتُّ شِفاهي أثرُ هذَا ولازَالت أنظَارِي مُعلقةٌ عليهِ، أستمِع إليهِ يعترِف:
"أجَل، هي لا تَستحِقُها.."

تَابع بِلا سَوابِق إنذَارٍ، يُخبِرني:
"آنَا مرِيضةٌ بِمُتلازمةِ أيزنمِينجر، أنَّها عيبٌ خُلقيٌ تمَّ تشخِيصُها بهِ بَعد فحصُها بِاللَّحظةِ التَّي وُلدتَّ بِهَا، أنَّها حَالةٌ مُهددةٌ لِلحياةِ، فـ تدَّفُق الدَّم في القَلبِ والرِئتينِ غَير مُنتظِم، كمَا أنهَا مُتلازِمةٌ تُسبِّب أضرَاراً دائمةٌ لِلأوعيةِ الدَّمويَّةِ الموجُودةِ في الرِئتينِ، وبِحَالتِها من الصَّعب عليهَا مُمارسةِ الأنشِطةِ التَّي تُسبِّب الأجهَاد، كالرَّكضُ و الألعَابِ الشَّاقة الخَاصة بِالأطفَالِ.."

جِينيتَّ:هديةُ جُون.Where stories live. Discover now