chapter two

36 7 3
                                    


أتت رفيف وكانت تحمل قالباً من الكعك المهيل وعليه بعض قطع من الجوز , كانت تبدو جميلة جداً بفستانها النيلي الداكن والذي يضيف جمالاً على عينيها الزرقوتان ورافعه شعرها الاشقر بماشة صغيرة على جهه من شعرها , دخلت وتعجبت بسرعتي بأكمال المنزل وتنظيفه ورائحه عطر الكاردنيا التي أضافت جواً الى المنزل , تناولنا الكعك مع الشاي و تكلمنا قليلا حيث أصبحت الساعه العاشرة مساءاً حيث قالت رفيف ( علي العودة الان , غدا نلتقي ) ( حسناً , شكرا لكٍ على كل شيئً حقا لقد انقذتني اليوم )
( لاتتكلمي هكذا أصبحتي بمثابة صديقة لي وأنا أحب مساعدة صديقاتي )
( تمام أذن , شكرا لكٍ يا صديقتي , الى للقاء أخر )
( الى اللقاء يا عزيزتي ) , أقفلت الباب وانتهى اليوم الطويل لي بنوم مريح على السرير الجميل .
حينما أستيقظت في صباح اليوم التالي لم أكن أفكر إلا بالرجل الذي قابلته ليلة أمس , ماهو أسمه ؟ ما هو عمله؟ أين يعيش ؟ , طردتُ تللك الافكار من رأسي ونظرت الى الساعه حيث كانت تشير الى السادسة صباحاً لا اعلم كيف أستيقظت بهذا الوقت على الرغم من تعب ليلة أمس لكن حماس بداية الصباح من جديد بهذه المدينة لم يجعلني أبقى نائمة لوقت متأخر , نهضت من السرير وذهبت لإصنع كوب من القهوة لي و أشربه في الشرفة مع نسيم الهواء البارد ورائتحهُ , كانت بقالة رفيف قريبة مني حيث أستطيع رؤيتها من الشرفة , أكملت قهوتي وبدأت مراسيم الصباح لدي بوضع روتين العناية بالبشرة و الاستحمام , وبعدها أخترتُ ملابس تناسب حالة الطقس المدهش فأخترتُ بنطال أزرق من الجينز و قميص أصفر بالون الليمون وعليه خطوط طويلة على جهه واحدة باللون الابيض وحذاء رياضي ابيض مريح خرجتُ للخارج لكي أكمل نواقص المنزل من ستائر و سجاد لكن قبل ذللك ذهبت الى رفيف لإلقاء تحية الصباح عليها
( صباح الخير , كيف حالك من بعد تعب ليلة أمس؟)
( صباح النور ,ما كل ذللك النعاس لقد تاخرتي بالنوم لم أعلم أنكٍ كسولة ؟ )
( حبا بالله لقد هلكت ليلة البارحه , لكني أستيقظت بالسادسة وهذا يعتبر أنجاز لي رجاءاً ) وضحكت
( أنا مستيقظة من الخامسة يا ناعسة العينين , قولي لي متى ستبدئين بالوظيفة ؟)
( غداً , أنا حقاً متوترة جداً لا اعلم كيف سيحل الامر )
( أنا هنا لاتتوتري وتخافي , أنتي ذكية وستحصلين على الوظيفة بسهولة )
( كم أتمنى ذللك حقاً يارفيف , على كل حال ساذهب لإكمل ماتبقى من أغراض المنزل , الى اللقاء)
( لاتتعبي نفسكي غداً اليوم الكبير , الى اللقاء يا صديقتي )
خرجت من البقالة وأنا بطريق لأستأجر عربة للنقل رأيت الشخص الجميل مرة أخرى لكنه في زي لأئق جداً حيث تبين لي بأنه شخص مهم حيث كان يرتدي سترة من القماش الاسود الكاتم و بنطال اسود ايضاً و قميص أبيض نظيف جداً لكن هذه المرة أنتبهت الى أنه أجمل و أكثر بياض من المرة السابقة وبدأ بهذ الزي أكثر طولاً و أهمية كان له شعر أشقر لحية شقراء بعض الشيئ وشاربه و  حاجبه لهم درجه من الشقار لكن بلون أفتح من الشعر و اللحية وعيناه كانت تبدو من بعيد وكانها قرص من الشمس يحيط بها اللون الاخضر و كمية هائلة من الرموش الذهبية تحيط بعيناه تجعلها وكانها شعاع شمسي يناظر لي من بعيد , مشيتُ بخطوات سريعة بعض الشيئ لكي لا ينتبه لي لكنه رأني وبدأ وكانه يريد التعرف علي ايضاً , أستقليت عربة الاجرة بسرعه لكي لا تلاحقني عيناه أكثر جلست في العربه وأنا أتنفس بسرعة قال لي صاحب العربه ( هل بكٍ شيئ ؟ هل من شيئ أزعجكي ؟ )
( لا ,لا أنها مجرد قطة و أنا أهاب القطط ) , قررت الذهاب الى السوق المصري المشهر بالسجادات الجميلة والرخيصة أيضاً , تجولت لدى العديد من تجار السجاد ولم يكن يوجد أي من السجاد الذي يوجد لدييهم يناسب الكنب الموضوع لدي حتى شعرت باليأس بعض الشيئ ولكن عند دخولي لاخر محل يبع سجاد تركي رائع وجدت لديه السجاد الذي يناسبني كان رمادي وأبيض وبه نقوش باللون النيلي و الازرق يناسب الصاله و غرفة النوم أيضاً إما المطبخ فأخترت سجاد له لون أصفر باهت بنقشة طويلة تجعله أوسع , و للاستقبال كان سجاده أبيض ورمادي غامق حتى يتحمل دوسات الاحذية عند الدخول والخروج , كان شعور رائع حقاً بأن يكون لديك منزل وتبدأ بتجهيزه . , و أخذت مراة كبيرة بيضوية من القمة توضع في الاستقبال لكي أشاهد زيي عند الخروج ومراه آخرى لغرفة النوم كانت دائرية وبها دروج من الاسفل من الخشب القديم يضيف الى الغرفة جواً دافئ , حصلت على كل ما كان بحاجتي وأنا أخرج رأيت كرة ثلج بنفسجية وبها ربطة بيضاء وبداخلها حقيبة ونظارة شمسية وكتاب تبدو و كانها تحف فنية غالية القمية فلم يطاوعني قلبي بأن أتركها من دون الحصول عليها , فأخذتها وكانت اعظم شي فرحتٌ بوجوده حتى الان , وعند رجوعي الى المنزل أتصلت على أمي لأسمع صوتها وأطمئن عليها وعلى خواتي فلقد أشتقتُ لهم جداً فمع هذه التجربة حسست بمعنى المسؤلية التي كنتٌ افقدها بسبب دلالي المفرط في السابق , حينما وصلت الى المنزل وبدأت بترتيب الشياء الجديدة بمكانها وأكملت المنزل من كل شي أتصلت رفيف لتطمئن علي وترى إذا أشتريت ما كان يلزمني أقترحتُ عليها أن ترى بنفسها التغيرات وان نحظى بالغداء معا , وافقت وأتت ومعها هدية البيت فكانت عبارة عن أجراس مختلفة الاطوال تعلق من السقف عند الباب لتشير الى فتح الباب وغلقه كانت مزودة بالاصداف والريش الابيض جميلة جدا وتناسب المنزل جداً , فرحت جداً بالهدية وشكرتها وحضنتها بعناق حميم وأنا اقول بأنها أجمـــل هدية أحصل عليها دخلت وأعجبت بكل ما أشتريته دخلنا لنباشر بتحضير الطعام للغداء ولم نصمت لدقائق حتى و أصوات ضحكاتنا كانت عالية بعض اللشيئ فلم نشعر بالساعتين حقا وعند الانتهاء طلبت منها أن تختار لي ملابس لكي أرتديها يوم غد , وبعد عدة محاولات أتفقنا بأنه سيكون فستان ابيض ذو أكمام طويلة مزودة بازرار ذهبية من الساتان وهو ليس طويل ولا يعتبر قصير لكنه يصل الى منتصف الساق مع حذاء ذو كعب عالي بعض الشيئ وأبزيم أبيض وبه حواف ذهبيه ايضاً كان اول حذاء من ماركه مشهورة أشتريه فهو من (ysl) يناسب الفستان وأضفنا بعض الاكسسوارات الذهبية كالاقراط الكروية والسلسال القصير . وهكذا أنتهت سهرتنا بكوب من الشاي واحاديث قبل ذهاب رفيف الى المنزل , وقبل أن أنام أتصلت على أخواتي و أريتهم ملابس يوم غد أذا كانت مناسبه , لقد أشتقت لهم حقاً أنهم أثنين ( رنا ) و ( سنا) هم اقرب الناس لي حقاً دعوا لي بان يكون يوم غد لطيف و سهلا علي من دون تعب , أودعنا بعضنا بحب واغلقت الهاتف وانا اقول لو أنهم هنا لكان كل شي أجمل وأسهل . أغمضت عيني وأنا قلقة فكيف سأواجه العالم و لاول مرة من دون أبي حقاً شعرت بأن العالم توقف لدقيقة ثم أخذت نفساً عميقاً متمنية بان يجري كل شي على مايرام من تعب أو قلق .
أستيقظت على صوت جرس منبه الهاتف في الدقائق الاخيرة قبل الانطفاء شعرت كأني متأخرة بعض الشيئ عن موعدي , أغسلت وجهي وحمدلله بأن الملابس كان جاهزة لبست بسرعة ثم شربت القهوة وأغلقت الباب وأتجهت الى المصعد الكهربائي وأنا أردد أدعية أمي التي أعطتني أياها لكني واجهت أمراة كبيرة أتضح بانها تسكن بالطابق معي بالسقة التي بجانب مني ألقيت تحية الصباح عليها ( صباح الخير يا خالة )
( صباح الخير يا فتاة ) ردت بهدوء
( هل أنتي جديدة على العمارة ؟ , ماسمكي يا أبنتي ؟ )
( نعم يا خالة أنه أسبوعي الاول هنا , أسمي رزان )
( اهلا بك يا أبنتي , أذا أحتجتي شيئ لاتترددي في مجيئكي علي , أسمي نازلي)
( شكرا سأفعل, تشرفت بمعرفتكي يا خالتي ) , ثم تودعنا وذهب كل منا الى عمله حيث ذهبت انا الى الجامعه القريبة مني كانت تسمى جامعه مرمرة حيث ان تقديمها حكومي ويجب ان يكون ذو درجة عالية من التخصص .
حينما وصلنا الى الجامعه كانت تبدو من الخارج بانها كبيرة وعظيمة ولها جدران عالية باللون الابيض وسقفها من حجر القرميد البرتقالي الذي كان يعطي طابع مهيب جداً وتحيط بها أشجار عالية حيث دخلت البوابة وبعدها شاهدت الهيكل الخارجي كان عبارة عن حصن عملاق حيث يوجد في وسطها ساحه كبيرة تنحصر مابين الجدران التي تحيطها في اربعة جهات وكان يوجد بها ايضاً محلات و مطاعم وكافيهات مخصصة للطلبة والعاملين بها أنها رائعة حقاً .
سألت شاب كان يمشي أمامي بأني أريد ألذهاب الى غرفة المدير فقال ( أتجهي الى اليمين وبعدها سترين علامات توضح أقسام وغرفة المدير ) ( شكرا لك ) , ومشيت يميناً كما قال وانا أشاهد جمال وبراعه تصميم الجامعه من الداخل , كان يوجد علامات عالية في كل ركن من الطريق يشير الى مكان ما ومن خلالها تعرفت الى غرفة المدير , طرقت الباب ثم دخلت ( صباح الخير يا أستاذ جان , أنا ألاستاذه رزان هل تذكرتني ؟ ) فكنت قد تكلمت مع الجامعه من قبل ان أتتي الى تركيا لأتاكد من فرصة قبولهم لي
( تفضلي , تفضلي يا أستاذه , أين هي أوراقك ؟ )
( ها هي يا سيدي )
( حسنا , لنرى ... , الان يجب عليكي أن تذهبي الى لجنة الشؤون القانونية لكي يتأكدوا من ألاوراق و يبدئون معكٍ بالاجرائات المقابلة أولاً وبعدها تعالي لي مرة آ خرى )
( حسناً سأفعل , شكرا لك ) , خرجت وبحثت على لجنة الشؤون القانونية حيث ان الصالة الكبيرة تضم عدد كبير من الناس العاملين بالجامعه من المحاميين وألأساتذة و الدكاترة وموظفين آخريين , سألت السكرتير الذي كان يجلس في بوابة الصالة عن الشخص الذي يجب أن أقابله ؟ ( أنه محامي يدعى أحمد , يوجد بتللك الزاوية )
( شكرا لك ) , ذهبتُ الى المحامي
( صباح الخير يا سيد احمد )
( صباح الخير , تفضلي بالجلوس )
( تفضل هذه أوراقي , لقد قال السيد جان بأن أتتي أليك )
نظر الى الاوراق نظرة مطولة وبدأ بطرح الاسئلة التي كان من الممكن معرفتها اذا دقق بالاوراق قليلاً لكنه فضل أن أجيبه مباشراً ( ما تخصصك ؟ وكم هو عمرك ؟ )
( انا في الخامسة والعشرون من عمري , تخصصي هو فسلجة الاحياء ) , دقق النظر مرة آخرى في الاوراق وبدأ بالاجراءات المباشرة ( أنا أكملت لك الجزء الاول من التدقيق يجب عليك ان تنتظري شخص أخر لكنه يلقي محاظرة الان عليك الانتظار لوقت قليل )
كان علي الانتظار لشخص غامض لكي أبدا بمهام عملي .
وبعد أقل من نصف ساعة دخل الشخص الغامض لكنه لم يكن غامض بالنسبة لي فهو يشبه لحد ما الرجل الجميل الذي قابلته عند حافة الشاطئ قرب منزلي , فأنا لم أتاكد منه لكونه لم يدير وجهه لي بعد لكن رأسه وظهره يوحيان بأنه هو , بعد ذلك نادى السيد أحمد عليه أدار ظهره وهو ينظر الى السيد احمد من دون النظر أللي لكن أنا تعرفت عليه مباشرةً فهو الذي سبق وناديته بالجميــــــل .
ناده السيد احمد ( سيدي المحامي هنالك فتاة أنتظرتك لوقت طويل لبدأ معاملتها ) ,
نظر اللي بعيناه الخضراء وأعطاني تللك النظرة الحادة التي جعلتني متراجفة لحد ما نهضت من الكرسي وقبل أن القي التحيه عليه قال ( مرحبا , هل تقابلنا من قبل !؟ )
( مرحبا ياسيدي ) ,
ولم أجيبه أذا قد تقابلنا أو لا وأكملت ( أوراقي جاهزة أذا أردت التدقيق بها )
( نعم , نعم أنا اسف قد جعلتك تنتظريني ) , ثم رفع يداه وبدأ بلمس لحيته وأطراف شاربه بأصابعه وهو ينظر ألي بنظرة تجعل قلبي يخفق بشدة لم يسبق لي أن أحسست بها فإن لعيناه جمال نادر ستيبقى أجمل عييون قد رأيتها ...
( أجلسي من فضلك , لأبدأ بعملي ) , جلست وانا أشعرت بجميع عظام جسدي تجلس معي على الكرسي
( السيدة رزان !؟) بصوت متزن
(نعم )
( هل متزوجه أو مرتبطة ؟ )
(لا), لم أساله لما !!
( ستعملين بجانباً مني , فأنا أقدم محاظرات للمراحل الاخيرة لطلبة القانون , أن العمل بهذه الجامعه مشوق للغاية أتمنى لكٍ عمل سعيد)
أبتسمت وأنا أشعر بأن الجو أصبح حاراً جداً
( أأمل ذلك يا سيدي )
(أسمي سليم ) بصوت عميق قال ذلك جعل من اذنتي تشعر باحرف أسمه بطريقة ما !
(ماذا! ) فلم أسمع صوته في البداية من شدة توتري
( أسمي سليم )
,( تشرفت بلقائكٍ سيدة رزان )
( وأنا أيضاً ) ,
بعدها دلني الى غرفة المدير لكي يضع لي الختم على اوراقي لكي أبدأ في التدريس , لكنه بعد لحظات قال ( أتعلمين ماذا ؟ تعالي لأوصللك بنفسي ) تفاجئت بعض الشيئ !!
وقف و أنا اتمعن شكله جيداُ كان يرتدي بنطال أزرق جينز وقميص بللون الاخضر الدافئ الذي كان يضيف الى عيناه حدة بلونهم , منستق معهم حذاء رياضي باللون الابيض وبه ميلين باللون الاخضر كان كل شي يلمع وكأنه جديد ويبدو متكامل , كان شكله يدل على شخصيتهُ القوية و ذات كبرياء قاتل سرحتُ قليلاُ وأنا أفكر كيف لشخص مثله وبهذا العمر ولايرتدي حلقة تدل الى انه متزوج ! فكان عمره يدل على أنه في الثلاثين على الاقل ... و أنا أسرح بخيالي معه ناداني ( يأنسة رزان هل هناك أمر ما !؟)
( لا , كل شي على ما يرام ) كذبت بالتأكيد لم يكن شي بداخلي على ما يرام
لحقتُ به الى غرفة المدير ودخلنا اليه معاً , وقع المدير وختم أوراقي حيث الان استطيع البدء بالوظيفة , قال المدير( مبارك لكٍ يا سيدة رزان أتمنى أن تكوني بقدر المسؤولية)
(شكرا لك , وأنا سأثبت ذلك لك )
قال سيد سليم (سأكون المشرف الخاص بها أثناء فترة التريب يا سيد جان ما رائيك؟)
( أجل بالطبع , سيكون من الافضل أن تحظي بفترة التدريب تحت أشراف السيد سليم فهو ناجح جداً يا سيدة رزان )
لم أتكلم بشيئ سوى أني بدأت أفقد أحساسي بجميع ما حولي ألا شعور الصدمة كان مرتبط بي فكيف ولماذا ولما سيحدث أشرافاً لي ألم أحصل على الوظيفة لما التدريب ؟! وأنا بداخل هذه الافكار ناداني السيد سليم ( ألم يسركٍ الامر؟ )
( لا, على العكس من الجيد بأني سأتدرب تحت أشرافك يا سيدي )
(حسنا لنخرج ولأعرفك على القسم وعلى جدولك )
خرجنا معاً مودعين الاستاذ جان أغلق الباب وبدأ السيد سليم يتكلم حول الجدول الدوام وكيفية العمل ( سأجعل من أيام دوامك متزامنة مع أيام دوامي كون جدولي مرتب ولن أرغب بتغيره )
( حسناً , كما تشاء يا سيدي )
أدار وحه بسرعه أللي للحد الذي كان ان يصدمني وقال ( لقد تذكرت أين رأيتك أول مرة , أنك تسكنين بحي بيكوز , أليس كذلك ؟ )
( نعم ياسيدي انا أعيش هناك ) , ضحك ضحكة خبيثة بعض الشيئ وكأنه يقول لقد توليت أمرك يا فتاة , أدار وجهه السعيد بأبتسامته العريضة وهو يقول
( أين تسكنين بالتحديد ؟ )
(أسكن في المجمع السكني )
أدار وجهه وهو حائر بعض الشيئ ( المجمع ألاخضر ؟ ) مع بعض التفاجئ على وجهه
( أجل , هو )
(أنا ايضاً , أسكن في العمارة الوسطية في الدور الثالث ) قال ذلك بسعادة واضحة
( أنا ايضاً أسكن في العمارة الوسطية , لكني في الطابق الرابع )
(أذن كل شي صدفة , صدفةٌ خيراً من ألف ميعاد ) يقول ذلك بأبتهاج ملحوظ  وهو يضع يده على رأسه , لم أفهم ما قاله حقاً فكان عقلي يغوص بخيالي كالعادة ( أجل يا سيدي )
( نادني بسليم , فلايوجد فرق عمر كبير بيننا على ما أظن ؟)
(هذا ما أظنه يا سيدي ) أجبت عليه وأنا أرتعش كشجرة صغيرة في يوم كثير الريح
, لا أريد رفع الالقاب بهذه السرعة خوفاً من تماديه
قال وهو ينزل الادراج ويمسك بالسلم الخشبي ( أذن لاتريدين رفع الالقاب )
لم أعلق على الموضوع شيئاً سوى أبتسامة خفيفة
(كما تأمرين يا سيدة رزان ) , كانت تخرج من فمه أحرف أسمي وكنها مطرزة وبها زينة ملونة كان يقول أسمي بطريقة مختلفة بصوته شعرت بأني أتعرف على أسمي حديثاً , نزلنا الى الطابق السفلي حيث كانت هناك القاعات التي سالقى بها الدروس كان كل شي ابيض ونقي يعطي طاقة للتركيز و الجدران تحتوي على لوحات كثيرة لكافة أنواع المعارف , لم يتكلم السيد سليم هذه المدة شعرت وكأنه أخذ على خاطره مني بسبب الالقاب تللك ’ لكن بالحظة ذاتها نادى أسمي ( هذه هي القاعة المخصصة لمادة الاحياء , هنا ستلقين حصتك الدراسية , وهذه القاعة التي تقابلها مباشرةً هي لمادة القانون ) , يتحدث هكذا وهو ينظر أللي من رأسي حتى نهاية جذعي وضع يده على لحيته و تبسم بخفاء وكأنه يقول لن تنجي مني ابداً
( أنها قاعة كبيرة جداً ياسيدي , كم عدد الطلاب التي من الممكن أن تحظر ؟)
(عددهم كبير ) , ثم تقرب مني بشدة وقال ( أن الامر في بدايته مخيف جداً , لكنكٍ ستكونين على قدر حمل المسؤولية ) ثم ابتعد بخطوات الى الخلف, أغلقت عيني لبرهه أحاول بها من تعديل نفسي وأظطراب قلبي وبعدها فتحت عيني وهو يقف أمامي ويضع يداه خلف ظهره متشابكتان
( أذن كيف هو الامر في البداية ؟ )
لم أجب مباشراً فأنا أرتعد خوفاً وحماس لقد كانت القاعات شبه خالية وأن عدد الطلاب قليل جداً مقارنة بالساحه الكبيرة ولم يكن لدي طاقة لاعبر عم شيئ سوى تقيماً لعطره الذي كان قد وضعه كان عطراً فواح غني وثقيل يشبه خشب الصندل وأضافه للعنبر و رائحه المطر و الغابات شيئ كذلك كان عطره فتاك دخل الى رئتي من دون أذن مني , أجبرت نفسي عللا الرد بشيئ بعد حالة الدوار التي عانيتها ( كل شي سيبان حينما اقدم الدرس وليس الان )
( أول محاظرة غداُ , وأنا سأكون في الصفوف الاولى ) , شعرت بصفعة كبيرة بمجرد شعور أن هذا الامر قد يحدث , لكن السيد سليم أكمل قوله
( اليوم أنتهى عملك لكن تعالي معي لأعرفك على الاساتذة الذين سيدرسون معك في الجامعة )
( حسناً يسرني ذلك ) , أشار بيده الى الامام حيث أن أمشي أمام منه صعدنا الى السلالم وأتجهنا الى الغرف الكبيرة التي كانت تضم عدد كبير من ألاساتذة و الدكاترة الكبار في السن بدأ يعرفني على الاساتذة الذين متخصصين بالاحياء و العلوم ثم عرفني على محاميين أثنين كانوا يبدون وكأنهم أصدقاء له , ثم قال بعد أن أبتعدنا قليلا
(هل تحتسين شراب دافئ الان ؟ أذ لم يكن لديك عمل؟)
( نعم سيكون من الافضل أن أحظى بشيئ دافئ الان , هل يوجد قهوة ؟ )
( أجل بالتاكيد , أذن أنتي من أنصار القهوة !)
( أفضل ألاثنين شاي أو قهوة لا فرق بينهم , لكنني الان بحاجه للقهوة ) , وأبتسمت بلطف , قادني الى المنطقة المنعزلة حيث كانت تقع الى الخلف من الغرفة الكبيرة التي يتواجد بها الاساتذة كانت تحوي على طاولات خشبية مستديرة ولها مقاعد محيطة بها بيضاء خشبية ولها مساند مريحه وملونة كل منهم بلون مختلف يضيف الى المنطقة جو لطيف ومريح خالي من توتر الجامعة وكان يوجد ايضاً أجهزة عديدة للقهوة وفناجيين و كاسات ملونة ذات الاستخدام الواحد , وقف السيد سليم في الجزء المخصص لعمل القهوة وبدأ بفتح علبة القهوة التركية ذات الرائحة القوية وأضاف السكر والماء الى الدلة حيث كان كل شيئ يبدو كفلم سينمائي قديم ورائع بدأ لي وكأني كبطلة في ذلك الفلم وان البطل يقدم لي القهوة بيده الحنونة , قدم الفناجين الى الطاولة التي جلست عليها سحب كرسيهُ بسولة وخفة وكأنــه يخطـــف حركاتـــهً خطـــف ثم جلس أمامي ,
( شكراً على القهوة )  وعيناي كانت تتبع خطواتهٍ بحب , مع وجود أشخاص في المنطقة المنعزلة إلا أني شعرت وكأني الوحيدة هنا 
( لاشيئ يستحق الشكر أنا أيضاً كنتٌ بحاجة لها بعد أعصار اليوم الطويل , أن العمل كقانونيً في الجنة القانونية أكثر مرونة لدي من مهنة التدريس وألقاء المحاظرات )
( ولما تفعل شيئ لا ترغب به ؟ )
( لم أرغب أبداً لكن مسؤول اللجنة أوصاني بهذه الخدمة بسبب جديتي وطريقتي في الاجرائات القانوية وانها ستفيد الطلاب في عملهم , وأنــا لم أرفض طلبه فلم أرغب ان احكر ما اعرفه )
( أن الاعمال القانونية صعبة للغاية وأن أي خطأ صغير قد يؤدي الى أخطاء كبيرة ممكن أن تسبب مصائب ولا تستطيع تصحيحها , أنا أفضل مهنة التدريس أكــثر )
( عملي لايتدخل في جرائم الدولة أنها فقط أستشارات قانونية و أوراق الطلبة داخل الحرم الجامعي , أنها أمنة ومن دون أخطاء أطمئني لن أدخل احدهم السجن يوماً ) قال ذلك وهو يمزح  ثم تبسم في النهاية
أنهيت قهوتي وأردت العودة الى المنزل ( هل أنتهى عملي لهذا اليوم يا سيدي ؟ )
( أجل الان تصرفي براحتكٍ وأخرجي الى المنزل اذا شئتي ! )
( أذن لأذهب الان و الى اللقاء )
( الى لقاء آخر ...)
شعرت بأني أسمع هذه الجملة بهذا الثقل لاول مرة ( غداً ان يشاء الله ) , وخرجت الى الخارج لاوقف عربة أجرة وأذهب للمنزل .
حينما وصلت أتصلت بأبي لأقول له ما حدث ( مرحبا , يا أبي كيف حالك وكيف حال أمي وأخواتي ؟ )
( أهلا بك ياأبنتي الجميع بخير ويدعوا لكٍ , قولي لي كيف حالك وماذا فعلتي في الجامعة اليوم أيوجد من أتعبكٍ أو أزعجكٍ ؟)
( أنا بخير و اليوم أنقضى بسلاسة من دون أرهاق والحمد لله , وأن غدا أول يوم لألقي به درسي , السيد جان مدير الجامعه أوصى شخص يدعى السيد سليم أستاذاً جامعية هو ايضاً ليكون مشرفاً لي خلال فترة التدريب )
( فترة تدريب ولما ؟)
( لا اعلم هكذا هي الخوارزمية الخاصة بالجامعه على الاغلب )
( وكيف هو السيد سليم أتمنى بأنه ليس شديد ولن يزعجكٍ !!)
( أتمنى ذلك أنا ايضاً لكنه اليوم بدا وكانه متساهل )
( حمداً لله , بعث لكٍ الله كل شخص جيد في طريقكٍ يا أبنتي العزيزة ,و أبعد عنكٍ من يقهركٍ ويزعجكٍ )
( أمين يأبي , لقد أشتقتُ لكم جميعاً )
( ونحن ايضاً لقد أفتقدانكٍ في كل شيئ في نومكٍ وصياحكٍ وطعامكٍ المفضل كل شي أصبح يذكرني بكٍ , ليحفظكٍ الله أينما كنتٍ يسعد لي قلبكٍ الحنون , أذهبي و خذي قسطاً من الراحة لابد أنكٍ متعبة الان فلم تنامي لوقتكٍ المتاخر كالعادة )
( أجل يا أبي متعبة للغاية أريد النوم للأبد وكأني , أوصل سلامي للعائلة وأخبرهم بأشتياقي لهم , لترافقكم السلامة يا أعزائي )
( ليرافقكٍ السعد يا أبنتي ) , أغلقت الهاتغ وأنا متاثرة من كلام أبي وعيناي تفيض بدموعها دخلت ال غرفتي وغيرتُ ملابسي وأخذت حمامً سريع لأستعد اللى النوم ومن بعدها أخذت قسطاً من النوم بدا وكأنه الى الابد أستيقظت بعد مرور أربع ساعات على الاقل بأتصال من رفيف لتطمئن علي ( مرحباً يا رزان كيف حالك؟ , كيف قدمتي درسكي اليوم ؟)
( أهلا أنا بخير, و أنتي كيف حالك ؟ , لم أقدم الدرس اليوم أليوم أكملوا لي أوراقي غداً سأبدا )
( هكذا أذن , وكيف حال الجامعة ؟)
( لم أعد أعرف أمري يارفيف أتضح بأنه أمر مخيف وعدد الطلاب كثير لا اعلم أذا سأستطيع فعلها أم لا )
( لاتقولي هكذا أنتي فتاتي الذكية , يمكنكٍ فعل كل شيئ الان عليكٍ التركيز بماذا ستقدمين معلومات غداً ولاتهتمي بالطلاب يجب أن تحصلي على أيشاد المشرف الخاص بكٍ )
( هل كنتٍ تعملين بأمر المشرف ؟)
( أجل بالتاكيد كل التدرسيين يجب أن يبقوا لمدة تحت أشراف مشرف لحداً ما ثم المشرف يحدد أذا كان صالحاً للعمل أو لا )
( لم أكن أعلم بهذا , هل تعملين من هو مشرفي؟! )
( من ؟ )
( أتضح أنه يسكن معي في العمارة يدعى السيد سليم )
(السيد سليم أنه قانوني ! كيف سيشرف عليكٍ؟)
( لاأعلم حقا يا رفيف لكن السيد جان كان فرح بكونهٍ مشرفاً لي , يبدو أنه ذو شأن مهم؟ , هل تعرفينهُ سابقاً ؟)
( نعم الشخص الطويل المحامي , أنه من أصول عربية على ما أظن و أنه شخص شاطر ونال تقدير الجميع منذ وصوله مع عائلتهٍ الى هنا , لكنه مبتعد عن أهالي الحي فلا يحضر أجتماعات البلدية و لا يتحدث مع أحد سوى يلقي تحية السلام أو يرد عليها , أنه غامض يا أبنتي بالنسبة لي أناديه بالنرجسي ممكن أن يكون أكثر الاشخاص نرجسية في العالم )
( أذن هكذا هــو )
(أجل هكذا بالنسبة لي , لكنه جميل جداً وحسن المظهر , أليس كذلك ؟ ) وضحكت
( نعم لابأس به يبدو وكانه أحد ابطال السينما البيضاء )
( اجل هكذا , أتذكر بأن عائلته قد سافرت منذ أكثر من ثلاث أعوام حيث أنه يسكن بمفرده لايوجد له أحد سوى أمراة تأتيه كل أسبوع أو أكثر لا أحد يعلم من هي أو ما الذي تفعله , حتى نساء الحي بدوأ بقول أنها عشيقه أو شيئاً من هذا الكلام لكنه لم يرد يوماً على أحد )
( حقاً!!!)
( أجل , هل يوجد شيئاً آخر ترغبين بمعرفته أنستي ؟) وضحكت ضحكةً ساخرةُ
( لا يا سيدة رفيف المعلومات كانت دقيقة جداً للحد الذي ظننت بأنكي من المخابرات العالمية ) وضحكنا كلانا معا بصوت عالي
( من أين تعملين بأنه محامي أذ لم يذكر شيئاً أمام أحد ابداً ؟ )
(أمه التي تكلت يوماً عنه بأنه محامي مجتهد ويعمل مع والده في مجال معارض السيارات الحديثة(
حسناً لقد فهمت , مارأيك بأن نحظى بوجبة عشاء بمطعم خارج المنزل ؟)
( حسناً ولما لا , يوجد مطعم صغير في نهاية الشاطئ لنذهب أليه ) , نهضت من السرير و أبدلت ملابسي لفستان ازرق بلون السماء ذو اكمام قصيرة محوفة بالدانتيل البني ورفعت شعري كذيل حصان وخرجت الى الخارج لأرى رفيف كانت تنتظرني بأسفل العمارة وحينما خرجت لاظت وجود عربة سوداء حديثة أشرت لها مازحة
( رفيف هل ترين تللك العربة ستصبح لي ),
( الان أم بعد سنة ) بمزاح ثم ضكحنا كلانا , ترجل رجل من تلك العربة وأنتبه علينا أننا نأشر الى عربيته وضحك قالت رفيف ( يا أللهي أنه هنا , حقيقة انه أبن حلال )
( من هو ؟) , ( السيد سليم يا حبيبتي السيد المشرف ) تكلمت وهي تضع يدها أماماً من فمها لكي لا يلاحظها , ألتفت لارى هل هو حقاً ! لمحتهُ بسرعة من ثم أدرت رأسي خوفاً من رؤيته لي , لكنه تكلم قائلاً ( مساء الخير يا أنسات )
أجابت رفيف ( مسائك خير سيدي المحامي )
(مساء الخير يا أستاذي ) أجبته وأنا أشعر بغثيان بمعدتي لمجرد رؤيته عيناه الخضراء المشعه أردت من حفظ مراسيم وجهه شبراً شبراً لكن رفيف سحبتني من يدي وأفقتني من تأثيره , حييانا بحركة بسيطة برأسهٍ لتوديعنا كانت حركة لطيفة ورجولية , مشينا مبتعدين عنه حيث قالت رفيف ( ما بك لماذا شردتٍ ؟)
(لاأعلم ربما بسبب العربة أنها كانت للسيد سليم لم أكن أعلم أنها له ) ثم تبسمت بخجل

, وصلنا الى المطعم وقضينا وقتاً ممتعاً معاً حقاً فكان للمطعم أجواء هادئة وشعبية حيث كان يطل على الاشجار الغابة الخضراء العالية من جهة ومن جهة آخرى يطل على الشاطئ أضافة الى الطعام اللذيذ , جعلتنا هذه الاجواء بأحسن حال وحينما مشيت لتوديع رفيف على الطريق نظرت الى السماء التي كانت تبدو بللون الاصفر الداكن  الذي كان يبدو ساحراً جدا في وقت الغروب وصوت العربات في الشارع ومع الاضواء الصفراء كانت تزيد من شاعرية المكان وخيالي ايضاً توقفت أمام البناية قليلاً لأتذكر ماحدث واللقاء الذي دار وكيف ان العربة الجميلة كانت للسيد سليم أبتسمت وقلت بأن كل شي صدفة و صدفةً جميلةً حقاً .


صعدتُ الى شقتي و قمتُ بتحضير المادة التي سأشرحها يوم غد ثم أتصلت على أختي لأستشارها أي زي علي أن أرتديه يوم غد , حيث قررنا بأن أرتدي سترة سوداء رسمية وبنطال رسمي بالون الكريمي الداكن بعض الشيئ مع حذاء أسود ذو كعب رفيع , أغلت الستائر وضوء الغرفة و أستسلمت للنوم .

حينّ أحببتك Where stories live. Discover now