chapter three

25 6 2
                                    





صحوت اليوم التالي بوقت المحدد من دون تأخر حيث كان لدي متسع من الوقت لأقوم بمهامي الصباحية أتمها , أكملت امهام ثم أخذت دفتر صغير للملاحظات كان باللون الزهري الفاتح وعليه نقوش من الريش الملون باللون الاصفر والازرق الفاتح وقلم بجانبه وخرجت من البيت وأنا جاهزة لهزيمة هذا اليوم ,
نزلتُ الى الحديقة قلقة أن أرى السيد سليم أمامي لكنه كان غير موجود , أطمئن داخلي قليلاً على الاقل أبدأ يومي بتوتر خفيف أستقليت عربة الاجرة ووصلت الى الجامعة و أنا بحماس كامل لأقدم أول محاظرةً لي مشيت الى الغرفة الكبيرة التي دخلتها أمس لكني لم أرى أي من الاشخاص الذين تعرفت عليهم أمس فأستغربت قليلاً بعدها ذهبت لأخذ فنجان القهوة الصباحي لكي أعدل به المزاج , وحينما أنتهيت ذهبت بسرعه الى القاعة التي سأدرس بها حيث رغبت بأن أدخل بعد دخول الطلاب لا قبلًا منهم لكن حينما رأيتهم وعددهم الكثير و أصواتهم العالية جداً شعرت بالارتباك و الدوار قليلاً أردت الرجوع الى الوراء بخطوات هاربة لكني أصطدمت بشخص ما ألتفت لأرى من هو فقال ( حاذري! , انها السيدة رزان صباح  الخير كيف حال معنوياتكٍ ؟)
( أنا اسفة لم أقصد الاصطدام بك أعذرني , أما بخصوص معنوياتي فهي جيدة مع بعض الارتباك ) لم أشئ أن أريه ضعفي على الاقل هو
( لاترتبكٍ كل شي بالممارسة يحل وسوف تعتادين على الامر سريعاً ), بعدها أشر بيده لأدخل قبلً منه الى القاعة , دخلت القاعة وهو ورائي شعرت وكأنه يحميني أذا سقطت ثم جلس في الصف الاول من المقاعد وأنا أعتليت الى الخشبة حيث سأشرح ونظرت الى الطلاب و قررت البدء فوراً من دون الاستماع الى أفكاري الخائفة , حيث عرفت عن نفسي وعن أختصاصي و رحبت بهم بالفصل الدراسي الجديد وأعطيتهم نبذة عن طريقتي في التدريس وكيف سيكون الامتحان ومن ثم بدأت بشررح المادة المخصص وبدأتها بالنبذة التعريفية عن الاحياء وأقسام الفسلجة ما هو تعريفها , حيث كانت محاظرة ودية جداً بالنسبة لي والطلاب كانوا وديين ايضاً فلم يعلقوا على شيئ ولم يجعلوني أكرر ما قلته فأنتهت بعلامة جيدة بالنسبة لي أما أهتمامي الاكبر كان عند العلامة التي سيعطيني أيها السيد سليم , خرج الطلاب جميعهم وبقيت أنا و السيد سليم أنتظر تقديري لكني لم أبين له أهتمامي بما سيقول حيث جعلت من نفسي مشغولة بعض الشيئ بدأت بجمع أغراضي و ترتيب المسرح من ثم تقدم هو لي وقال( لقد كان أدائك جيد كأول محاظرة لم تخيبي ظني , لقد ساعدتني بوضوع تقدير جيد لكٍ من دون مساعدةً مني)
( حقاً!!! , لقد أسعدتني حقاً يا سيد سليم شكرا لك , لقد صنعت يومي ) لقد تكلمت ببلاهه من دون أن أشعر بما أتكلم فهو أشاد بي وأنا أشدتُ به على الاغلب ...
خرجنا الى الخارج لنذهب الى المدير ويخبره بكيفية شرحي وأنا لكي أسلم له ملاحظات اليوم , دخلنا الى الاستاذ جان وكان السيد سليم يشيد بي حيث قال ( مبارك لك يا سيد جان لقد حظينا بفضللك على أستاذة جيدة جداً وفي يوميها الاول )
( لقد أسعدني مدحك يا سيد سليم , أتمنى منها أن تستمر بالإداء الجيد أليس كذللك يا فتاتي الصغيرة ؟)
( بالطبع سأفعل كل ما يتوجب مني أن أفعله , شكرا لكم على مدحكم لي )
( أذن تبقى لديك خمس محاظرات أشارفية من ثم تصبح حرة يا سيد سليم ؟ )
( أجل خمس فقط ) , صدمت قليلاً فبعد ألاشاد بلأداء الاول ظننت أني سأصبح حرة لكن على كل حال لم يتقبى الكثير , خرجنا الى الخارج ثم قال ( محاظرتكٍ الاخرى يوم غداً الان أنتي حرة )
( أذن ما علي فعله الان ؟ )
( أذا أردتٍ بأمكانكٍ الخول للمحاظرة التجريبية التي سأقدمها الان مع الطلاب لتستفادِ أكثر ؟)
( أنه عرضُ جيد سأحضر بالتاكيد ) , أتبعته الى قاعته ودخلت وجلست في الصف الامامي لأسمع لما سيقوله بدقه , بدأ محاظرته بطاقة كبيرة ونشاط يلاحظ عليه حيث كان يحاور الطلاب جميعهم ويشاقيهم ويعطي أمثالاً بأساميهم لقد كان حافظاً أساميهم على الاكثر كانت محاظرة رائعة حقا من الجيد الدخول اليها مختلفةُ جداُ عن ما شرحتُ أنا فهو ذو طاقة حركية ولطافة عالية عكس ما يظهر في الغالب بأنه نرجسي أو مغرور لقد كان مختلفاً جدا الان , وعند انتهاهٌ من المحاظرة وخرج الطلاب بعد أن ودعوه وسألوه أسئله تخصهم صعدتُ أنا لأشكره على السماح لي بحظور المحاظرة وقلت ( شكرا لك على سماحك لدخولي الحصة لقد كانت مفيدة جداُ لي حتى بأني قررت أن أقلل من جديتي أثناء محاظرتي )
( أن طريقتكِ تشبهك جداً ولأئق لكِ كثيرا و كذلك أنكِ تدرسين علم معين وليس مجرد طريقة للتعامل مع الاجرائات القانونية لذلك لا أسمح لك من تغير من نمطكِ ابدأً اليوم أوضحتي نمطكِ بكل ذكاء لطافة يجب عليكِ الاستمرار هكذا )
( حسناً كما تأمر يا سيدي شكرا لك مرة آخرى على مديحك المستمر )
( العفو , هذا المديح هو وقود البداية ليحفزكِ لأداء العمل بحب و نشاط أكثر )
( حسناً لقد فهمت شكرا لك ), شعرت بثقة كبيرة من بعد جميع ما حدث اليوم معي , أستأذنت منه لأرجع الى المنزل فقال ( الى لقاءٍ آخر ) مع أبتسامة تعلو شفتيه .
عدتُ الى المنزل وأنا مفعمة بالطاقة والحب فأتصلت بأمي لأخبرها بنجازي لهذا اليوم فدعت لي و حمدت الله على نجاحي الاول , قررت أن أجازي ذاتي بهدية صغيرة وهي طبق المعكرونة بالصلصة الحمراء الشهير الذي يدل على السعادة بالنسبه لي .

بعد عدة أيام من بقائي بمفردي بمنزل من دون عائلتي لم أشعر بالخوف أبد على العكس مما كنتُ متخيلة فكنت دائما مطمئنة وأشعر بالامان حينما أدخل المنزل لقد كانت تجربة رائعة حقا وبيوم الاثنين من أحد الاسابيع حدث خلللاً في كهرباء المجمع فكان علينا ان نقضي نهار وأمسية من دون ضوء فقط على ضوء الشموع حمدلله أني قد أشتريت عدد من الشموع في الايام السابقة حيث كنتُ أكافئ نفسي بها فاليوم أحتجتها جميعها فعند رجوعي من العمل خلال ذلك اليوم قال لي فرحات ( يانسة رزان أن الكهرباء قد قطعت لهذا اليوم من الافضل أن تحذري وتجهزي نفسكِ للبقاء بالعتمة )
(حقاً ما الذي حدث ؟ متى ستعود ؟ )
( لقد حدث خللاً ما وربما تعود غداً ) ( حسنا يافرحات شكرا على التنبه ) , ثم صعدت الى المنزل و بعدها أخذت قسطاً من الراحه دام الى المساء حيث صحوت وجدت المنزل معتم للغاية ولايوجد حولي أي شي لأرى من خلاله سوى هاتفي الذي كان ذو طاقة منخفضة فلم أشحنه منذ ليلة أمس وقد نفذت البطارية , لم أتصل على أبي و أطمئنه علي اليوم لا أعلم ما علي فعله الان , خرجت الى الشرفة الخارجية وشاهدت بأن الجميع يخرج الى الخرج حاملين معهم الطعام والشموع ثم رأيت السيد سليم جالس في شرفتهُ وحيداً على طاولته الخشبية المربعة والتي تحيط بها أربعة مقاعد من الخشب القديم , لمحني و أنا أنظر اليه ( مساء الخير يا أنسة , كيف حالكٍ مع الظلام ؟ قالوا بأن العطل سيدوم ليوم غد )
( مساء الخير يا سيدي , انها كارثة حقا لم يتبقى لدي بطاية للهاتف لأتصل بعائلتي )
( أذا ترغبين فأنا لايزال لدي بطارية بأمكانكِ الاتصال بهم )
( لا , شكرا لك لا ارغب في أتعابك )
( أي تعب هذا حباً بالله انه مجرد طابق واحدً ) , فلم أفهم ما الذي علي فعلهُ أ أنا التي ستنزل لأخذ الهاتف أم هو من سيأتي به
( شكرا حقا , أنا أخاف من النزول الان بالظلام )
(أبقي في مكانكِ أنا سوف أتي ) , شعرت بنبضات قلبي تنبض في جميع أجزاء جسدي نهضت مسرعة لأرتب المنزل قليلاً وأعدل شعري وبعدها بدقائق سمعت طقطقة الباب توترت قليلاً قبل أن افتح فكيف سأبرر لعائلتي بدخول رجل غريب الى المنزل وهو مظلم كان كل شي يزيد من حدة توتري لكن مع هذا فتحت الباب وأستقبلتهُ ( أهلاً بك , لقد أزعجتك حقاً )
( أذكري الله لم أفعل شي ) , دخل وقال بغضب ( أنا لا أقدر على البقاء في العتمة ابداُ ) , بدأ بالاعجاب بالمنزل وبرائحه الشموع التي كانت تملئ الصالة فهو كان كثير المجاملة واللطافة على العكس مما قالت رفيف فلم الاحظ الامر معي على الاقل .
جلس في الصالة فسألته ( ما الذي تفضلهُ شاي أم قهوة ؟)
( لا اريد كلاهما فأنا لا أحتسي المنبهات في المساء , أتصلي بعائلتكي الان قبل أن يطفئ هاتفي أنا ايضاً )
( نعم , نعم يجب علي الاتصال بهم ) , لم أتذكر لما هو أتى من شدة توتري
أتصلت بأبي ( مرحبًا يا أبي كيف حالك؟ )
(رزان ؟ هل أنتي بخير رقم من هذا ؟ )
( أنا بخير يا أبي لا تقلق , هذا رقم السيد سليم , لقد حصل خللاً في الكهرباء التي تمد المجمع اليوم وأن هاتفي لم يتبقى به بطارية ليسلم السيد سليم أعطاني هاتفهُ لأطمنكم عني )
(لقد أقلقتنا عليكِ يا أبنتي أنتظرناكِ كثيراَ للتصلِ بنا , من ثم حاولنا الاتصال بكِ لكنكِ لاتجيبن , حمداً لله أنني سمعتٌ صوتكِ , ليسلم السيد سليم على هذه الخدمة أوصلي لي سلامي لهً )
( حسناً يا أبي سأوصل سلامك , الى اللقاء )
( في أمانة الله يا أبنتي ), لقد تكلمت عن السيد سليم لعائلتي في السابق كثيراً حتى باتوا يثقون به على ما أظن , أعدت الهاتف للسيد سليم وشكرته وأوصلت سلام أبي له
( أامل بأن يكونوا بصحة جيدة هو والعائلة )
( أجل حمداً لله , لكنهم قلقوا كثيرا بسبب عدم مكالمتي لهم حين عودتي من العمل )
( أتتصلين بهم كل يوم ؟)
( أجل كل يوم مرتين حينما أذهب للعمل  وحين عودتي , و أحياناً آخرى أتصل بهم في اليل لأشتياقي لهم )
( آخر مرة أتصلت بعائلتي قبل أسبوع على ما أظن ) قالها مازحً
( ولما ؟)
( لا أحبذ الاتصالات المكررة والاخبار الاعتيادية اليومية ,أتصل بهم حينما يمرضون أو يكون لدي خبر مهم و كذلك في الاعياد أو الاحران , نحن عائلةً صغيرة أبي يعمل بشكل يومي دون تغير و أمي لايوجد لها عملاً خاص لكنها تذهب للسكن عند أختي الصغرى حينما تحتاجها , أما أختي فهي المدللة التي تتصل بهم كل يوم وبخبر جديد , فهي تدرس في جامعة خاصة ببلدة غريبة و يذهبون عائلتي لزيارتها كل نهاية أسبوع على الاغلب )
( الان فهمت , أنا أتصل بعائلتي كل يوم وكل يوم أتي لهم بخير جديد )
( وهل كلمتهم عني مسبقاً ؟)
( نعم , لقد قلتُ لهم بأنك جاراً لي وأنك مشرفاً لي و أنك ذو أصولاً عربية ايضاً )
(وماذا قالوا عني أذن؟) وهو يلمس لحيتهُ بأصابعه
( ما الذي يجب عليهم قولهُ , أنهم يفرحون عندما تشيد بعملً لي وحينما أعطيتني درجة جيد ايضاً والان أبي أواصني بأيصال سلاماً لك ! أيوجد شيئأً آخر؟), صمتُ قليلا لكوني علمتُ ما الذي أراد أن أقوله عنه من خلال نظراته وحركاتهِ
( حسناً أذن , ما رأيكِ بأن نتناول العشاء في الخارج في مطعم قريباً من هنا؟) قالها بعد أن صمت قليلاً
( أنا أسفة لم أخبر أبي بأني سأخرج , وأن الوقت قد تاخر قليلاً لا أستطيع الموافقة بالرغم من شدة جوعي )
( أجل أنا أسف لم أنتبه على الوقت أعذريني ) صمت قليلاً ثم أكمل ( أذن ما رأيكي بعشاء في الحديقة التي أسفل العمارة لا ترفضي فالوقت تاخر والجوع لايحتمل )
( حسناً أذن لكن ما الذي سأستطيع تحضيره بهذا الظلام ؟!) , لا أستطيع أن أرفض فأن جماله لايقاوم وحركاتهِ وكلامه وطريقة عرضهُ للطعام لي كل شي كان يبدو فاتناً و مغرياً
( لا تحضري أي شيئ سأتوكل أنا بالطعام كل ما عليكي فعلهُ هو أن تاتي في الساعة الثامنة)
(حسناً كما تأمر يا سيدي) , التفت لي ( نحن الان لسنا بالعمل لتناديني بسيدي أفضل أن تقولي سليم ) , نظرتُ بتعجب ما الذي يحاول فعلهُ ما الذي يقولهُ ( أني لا أجده مناسبةً حتى ولو كان خارج العمل )
( لنعقد أتفاقً أذن في العمل ناديني بالسيد سليم أما في المنزل فنحن جيران فيكفيني سليم ! و أنت رزان ما رأيكِ ؟)
بأبتسامةُ خجله ( حسناً كما تريد ) , ثم خرج من المنزل وقال (عند أتفاقنا عند الساعة الثامنة في الحديقة العامة ؟) , أجبت (حسناً فهمت) , أغلقتُ الباب وأنا أشعر بأن دمي ونبضي ليسوا على ما يرام فيجب علي أن أعرف كيف سأتكلم وما الذي سأرتديهُ كان هنالك مئة سؤال يراودني نظرت الى الساعة حيث كانت تشير الى السابعة والنصف وليس من الجيد التاخر في الموعد الاول أذا كان سيكون موعداً اول ...
بحثتُ عن ما الي ارتديهُ فظهر أمامي بنطال بالون الازرق البارد قميص فضفاض بالون الابيض وبه نقوش دائريه بجيمع الاوان تتمركز في نهاية القميص فتحتُ شعري على كتفي وجزءاً منه جمعتهُ خلف أذني , ووضغت القليل من مستحضرات التجميل , كان متبقى عشرة دقائق لحين وصل الساعة الثامنة لكن لا اريد النزول الان حيث سيكون منظري غير لائق , أنتظرت حتى أصبحت الساعة الثامنة وبعدها أطفئت جميع الشموع وأغلقت باب المنزل و نزلت الى الطابق السفلي حيث تلقاني فرحات ( أنسة رزان السيد سليم ينتظركِ في الحديقة الخلفية ) , ( شكرا لك يافرحات , ألاتعلم متى سيعود الكهرباء؟ )
( غداً يا أنسة ) , خرجت الى الخارج و ذهبت الى الحديقة الخلفية التي كان يتواجد بها أكواخ خشبية وبها مقاعد و طاولات متعددة كان جميع من في العمارة يتواجد بها فتبدو فوضوية و فرصة عثوري على السيد سليم صعبةُ الان , ناداني بصوتهِ ( أنسة رزان تعالي الى هنا ) , ألتففتُ يميناً فوجدته جالس بأحدى الاكواخ الخشبية و أمامه شموع كثيرة وسلة خشبيه بيضاء اللون يوجد بها الطعام مرتدياً زي رياضي متكامل باللون الاسود والرصاصي يبدو به جميلاً جداً , فتقربت منه ( مرحباً , لم أتاخر أليس كذلك)
( لا وأنما على الوقت , تفضلي بالجلوس )
( لقد أبهرتني فلم أتخيل بأنك ستحضر كل هذا بمفردك )
ضحك ( لست أنا من جهز ذلك أنه صاحب المطعم أنا لم أحضر سوى الشموع )
( ليكن, سلمت يداك كل شي يبدو رائعاً , أتمنى أن يكون الطعام لذيذاً كذلك حقاً فأنا متضوعة من الجوع )
( أجل أني أتناول الطعام من عنده بأستمرار أنه طعام مكسيكي كثير البهارات أتمنى بأن يعجبكي ؟)
( أنه لذيذ حقا لاتقلق سأتناول الطعام من دون تحجج ) ثم ضحكت
ضحك وقال (  لنبدء أذن ) , بدأت بتناول ما كان أمامي من دجاج مبهر و رز وهو ينظر لي وكأني الوحيدة بالمكان , سألته ( من يطبخ لك بأستمرار ؟)
( أنا لا أجيد الطبخ بعض الاحيان أتناول في الخارج والبعض الاخر تحضرهُ لي الخالة زمرد فهي المسؤلة عن أعمال المنزل والطعام منذ مجيئننا الى هنا مع العائلة الى يومنا هذا )
لقد بقية كلام رفيف عن تلك الفتاة التي تدخل باستمرار الى منزله في فكري فأردتُ أن أعلم من هي ؟ . عند حيدثُ عن السيدة زمرد شعرت بأني ظلمتهُ في البداية و أن رفيف ايضاً قد ظلمتهُ فلم أكمل كلامي معه بقيت بحالة من الشرود والصدمة لكنه أنتبه لي ( ألم يعجبكِ الطعام أم هنالك شي آخر ؟)
( لا على العكس الطعام لذيد ) حاولت أخفاء الامر فما الذي سأوضحه له بعد أتهامنا له بتللك التهمة الباطلة , لكنه لم يكف عن سؤالي ( من الؤكد هنالك شيئ ؟ أهو بسبب الخالة زمرد ؟)
( أنا أعتذر عني وعن رفيف نيابة عنها فنحن لم نكن نعلم من تللك السيدة , و أن سكان المجمع والحي قالوا لرفيف بأنها زوجتك أو عشيقةً لك , أكرر أعتذاري فلم أكن أعلم من تللك السيدة ) أغلقت الموضوع بصمت كامتٌ شعرت وكأني متندمةُ على قولي لذلك الكلام
سكت قليلاً وهو ساكن عن الحركة ايضاً ( ومالذي فكرتهِ عني بعد ذلك الاتهام ؟)
( وما شأني أنا , لا تفهمني خاطئً فرفيف كانت تتكلم هكذا من دون قصد هي فقط نقلت ما تكلمه الناس عنك , أما انا فلم أقول شيئاً عنك أنك رجل حر تستطيع أن تدخل من تشاء من النساء الى منزلك ) حاولت بكافة الطرق المدافعة عني وأن أهرب من المكان لكن نظراته الحاد وصمتهُ الحزين أُثير شيئاً بداخلي أردت من أن أمسك بيده و أهون عنه ما سمعه مني ( أكرر أعتذاري )
( لا تتأسفي أنتي لم تخطئي ولم تتكلمي عني بظهري كما هم فعلوا , أنا مسامحك حقاً شكرا لانك أخبرتني بما يدور حولي , لكني لم أتوقع منكِ أن تصديقهم فأنك على الاغلب بدائتي تعرفيني وتعملي معي اليس واضحاً عني بأني رجل مستقيم وليس لي مع الفتيات شيئاً؟ )
صمت لدقائق ثم أكمل ( لم أتكلم مع احداً من أهل الحي منذ قدمي الى هنا خشية أن أخطى بحق أحدهم أو أن أفتعل مشكلة ما حتى ندوات الحي الشهرية لا أذهب لها لكوني لست من أهالي المدينة ولا أريد التدخل معهم بمدينتهم لكن الناس لن يسلم منهم احداً ) ’ شعرت بالخجل كثيرا حول ما تكلم عنه فهم يرونهُ بأنه مغروراً وذو نرجسية عالية وهو لم يفكر حتى بالتعدي عليهم بالكلام حتى
( لقد أفسدتُ لك يومك , أنا متأسفة لا أعلم لما أخبرتك ) ظهر على ملامح وجهي الشعور بالخجل و الاسف
( لما أنتي التي تتأسفين لهذه الدرجة أنتي لم تتكلمي عني هم من تكلموا )
أجبت مسرعاً ( نعم , نعم لم أتكلم عنك بالسوء يوماً )
ضحك ( لم أتهمكِ لكني أعلم أنهم لم يرحبوا بي منذ البداية , أني من النوع الخجول الذي لايعلم كيف يبدء الحديث مع أحد )
( ربما لكونك لا تحدثهم أو تلقي عليهم التحية مثلاً ؟)
( ان التحية لا تفعل شيئ أنهم يريدون ان يتكلموا عن الناس وان يغتابوهم )
( كن كما تريد ولا تعلق على مسألتهم كثيراً )
( لا اريد منهم شيئاً , يكفني أنك تعملين من أنا ) ثم نظر الى عيناي وهو يكمل ما لم يستطيع قولهُ علناً بلغة العيون التي كان يمتلكها
أجبت مترددة و حائرة بعض الشيئ ( من أنا !!! ؟ ما الذي أعمله عنك أنك أكثر الاشخاص تعقيداً قد قابلتهم في حياتي )
نظر لي بنظرة تعجب ! ( أنا معقد !! )
( نعم فأنا لا أعلم عنك سوى أسمك وعمللك )
ضحك ساخراً ( أظن بأن هذا يكفي , لقد ظننت بأنكِ تعلمين أشياءً أكثر لكونكِ الاكثر تقرباً مني )
( لا أظن ذلك فأنا لا اعلم شي لم تحدثني عنه من قبل فأنا أمر الفتاة للتو قد علمتُ به ) , صمتُ قليلا حيث شعرت وكاني أللمح لشيئً ما أو أني مهتمةً به ( لقد شبعتُ , سلمت على العشاء )
أجابني بكل قوة حيث كانت عيانه تطلق نظرات جعلتني خائفة ( ما الذي تريدين معرفته ؟)
(أليس من العيب أن تسال أمراة بسوال هكذا؟... أن الايام ستوضح الامور ليس عليك أن تفسر شيئ ) هو لم يعرف كيف يلقي التحية على أهالي الحي فكيف له أن يصف ذاته؟!!
وبعصبيةٌ وعيناه مبتعدة عن عيني ( أني بعمر الخامسة والثلاثون وغير مرتبط ولي عمل مع والدي بمعرض سيارات وأني أسكن أسطنبول منذ قبوله في جامعة القانون حيث بعد تخرجي عينت بها ... أيوجد شيئ آخر ) من ثم أعاد نظره لي
( لا يوجد على الاقل علمت بأنك تكبرني عشرة أعوام ) ضحكتُ لكي أبدل من حدة الجو و ألطفهِ
( نعم بيننا عشرة أعوام لكني لم أجد هذا الفرق فأنتي تفهمين علي من دون عناء الشرح المطول )  , نظرتُ له وأنا أشعر بارتياح
( نعم أستطعت أن أفهمك على الاقل وتفهمت بأنك لا تستطيع التعبير كثيراً وكثير الخجل وأقترحت بأنك من مواليد برج الحوت [ تبسمت] لقد قلتُ لرفيف بأنك لست أنسان نرجسي أو متكبر على الاقل معي)
نظراً لي مطولاً من دون أن يبعد عينه عن عيني ( نعم ألم تشعري بتميز ؟) , دار صمتً بيننا ثم قال( وما الذي تعرفينه أذن عن برج الحوت ؟!)
تبسمت وكأني أنتصرت بخيالي( حقاً أأنت من مواليد برج الحوت !!)
( نعم لني لا اعلم شيئ عنه فأنا لا اتابع هذه الاشياء )
قاطعتهٌ ( وأنا ايضاً لا اتابع اخبار اليومية للابراج لكني أهتم بتفاصيل شخصيات الابراج وأستطيع أن أفهم كل شخص حسب برجه , على سبيل المثال رفيف أقترحت بأنها من مواليد برج العذراء من خلا كلامها وشخصيتها و أتضح بأني محقة ايضاً )
(أذن قولي لي ما هو المميز بشخصية برج الحوت ؟)
( أنه كثير الحب والحنان الفائض بعض الاحيان وكثير العصبية لكنه يفعل كل هذه الاشياء مع محيطه الصغير فقط فلا يستطيع التعامل مع أي شخص على سبيل المعرفة لكونه خجل بعض الشيئ لكن في حال بدأ موضوعاً ما فهو يبدع به ويدير حديث الجلسة لصالحهِ [ أبتسمتُ ] أنه أكثر الابراج ملائمة لبرجي )
( وما برجكِ أذن ؟!)
( ما الفائدة من معرفته لن يهمكَ الامر )
( أليس عيباً أن تعلمي شيئاً مهماً عني و أنا لا أعلمه عنكِ .. [ أبتسم ] لقد حدثتكِ عن تفاصيلي الصغيرة حتى أتبخلين علي بيوم ميلادكِ ؟!)
( أنني من مواليد برج السرطان ) ثم نظرتُ اليه بنظرة فخر ( وهذا أعظم ما قد تعلمهُ عني لاني لا أحبذ أن تعلم عني تفاصيلي هكذا )
أبتسم ( سأرجع و أقرأ كل ما يخص برجكِ وبرجي أذا كان عظيماً الى هذه الدرجة ) , نظرتُ الى العوائل حولنا حيث كانوا يجمعوا أغراضم بروية ليصعدوا الى منازلهم (أليس علينا الذهوض الان فلقد اصبحت الساعة متاخرة من دون شعورنا بالوقت , وغدا لدينا عمل ؟)
نظر الى ساعتهُ ( أن الصعود لان سيطيل من الوقت لحين موعد النوم فالساعة لازلت العاشرة وأنا لا أنام بهذا الوقت , لنبقى ساعة آخرى )
( حسناً لكن لنصعد بعد نصف ساعة من الان فيجب علي أن أختار ما سألبسهُ غدا اليوم سيكون صعب من دون حصول رأي كلاً من أخواتي , وكذلك يجب أن أحضر ما سأشرحهُ غداً )
( حسناً , أرتدي فستانك الاسدو ذو الاكمام البيضاء يليقُ بكِ كثيراً ) نظر ألي وعيناه كانت تقول كلامه المخفي
لا أعلم كيف لازال يتذكر ذلك الفستان الى الان حيث تفاجئت من شدة أنتباهُ لملابسي ( لقد حللت عني عملاً صعب ) أنا أقول لنفسي مالذي أتكلمهُ كيف سأرتدي ما أشار أليه ألن يكون عيباً
(  نعم أنه يليق بكِ جداً) ثم أخذ يتأمل وجهي بهدوء حتى جعلني أشعر بسقوط عينه في كل أرجاء وجهي وأنا أموت خجلاً بداخلي , سحبتُ شعري من على كتفي وجمعتهُ على كتفٍ واحد وأنا مرتبكةً
( دعيهِ متناثر حولكِ فهو جميل جداً ) , لم أرد عليه بشيئُ بقيتُ صامتةٌ متبسمة كل ما أرغب به هو أن أستجمع قواي وأن أنهض و أذهب بعيداً عن عيناه وأخبئ ذاتي في المنزل ما بين وسادتي وأفكر به من دون خجل ككل ليلة ...
( أنظري اللى القمر كم يبدو كبيرا ولونهِ داكن وكأنه شعلة بركانية وتحيط به غيوومً سوداء ما بعد الانفجار)
( أجل يبدو وكأنه في أيام النار التي تتكلم عنها المجلات اليابانية ), أخفضت نظري أليه حيث رأيته ينظر لي بتأمل ( ولما لا تنظر الى القمر أنت؟)
(ومن قال أن هنالك قمراً واحد هذا المساء؟!! فكل مننا ينظر الى ما يعنيه)
نظرتُ له بخجل وأنا أعتصر بداخلي لأنهض مسرعاً قبل ان تتطور الامور الى الحد الذي سيجعلني غارقةً به أكثر من الان , نهضت وأردت أن أتلاشى
( لما أنتِ مستعجلة , ستخافيين الان أذا صعدتي بمفردكِ)
( لا أأمل أن لا أخاف ) , ألقيت التحية لأهرب بعيداً
( يا لكِ من فتاة ذات مراسٍ صعب وعنيد , حسناً أنتظريني نصعد معاً لا تصعدي بمفردك فالسلالم خطرة الان ) , أنا أعلم بأن السلالم لم تكن خطرة لكني أنتظرتهُ حيث قام و أجمع السلة والشموع بمهلٍ ( هيا بنا لنصد الان أيتها العنيدة)
ذهبتُ خلفهُ حيث وصلنا الى الطابق الثالث حيث يسكن هو لاودعهُ فقال( لا تودعيني سأوصلك الى منزلكِ بسلامة و أطمئن عليكِ ومن ثم أذهب الى المنزل ) , أوصلني الى المنزل ( أحلاماً سعيدة يا أعند فتاة قد قابلتها , تصبحين على خير )
أبتسمت بخجل ( لم ترى عنادي بعد , تصبح على خير ), أغلقت الباب بعده و شعرت بأن المنزل المعتم أصبح منيراً فجاة وفراشات بيضاء وملونة تحيط بي , كانت أفضل أمسية قد قضيتوها منذ تواجدي بأسطنبول .

حينّ أحببتك Where stories live. Discover now