chapter five

9 1 0
                                    

أستيقظتُ في اليوم التالي و انا أبحث عن هاتفي لأرى الساعة و أجهز نفسي لأراه ...
خرجتُ الى خارج العمارة وأنا أبحث عنه أفزعني فرحات بصوته الخشن ( صباح الخير يا أنسة رزان , لقد تأخرتي اليوم فالاستاذ سليم قد سبقكِ الى العمل مبكراً على ما أظن )
( حقاً هل خرج مبكراً ... ) , على مايبدو لايزال منزعج من ليلة أمس
( نعم خرج مسرعاً وبيدهُ حقيبة رياضية لم أفهم لما!! )
( حقيبة !!! لا أعلم يا فرحات , حسناً سأذهب الان عملاً موفق لك )
( ولكِ أنستي ) , أين ذهب حباً بالله كيف سأخبره بأسفي الان بمكان العمل وأمام الناس كيف سأقنعهُ بأني معجبةً به كما هو معجب بي لكني أقل جراءة منهُ ...
عندما وصلت الجامعة و دخلتُ الى الغرفة الكبيرة لم يكن موجود أيضاً أين ذهب هذا الرجل ...
أستاذ احمد ( صباح الخير يا رزان كيف حالكِ ؟)
( صباح الخير أنا بخير , و أنت ؟)
( بخير حمداً لله , كيف حال أول يوم عمل بدون مراقب )
( لم أجربه بعد فماحظرتي بعد نصف ساعة , ألم يأتي السيد سليم بعد!!؟)    
( لا لم يأتي لما؟!!)
( لا يوجد شيئ كنتُ سأخبرهُ بشيئ , سأذهب الى قاعتي فلم يتبقى وقت , عملاً موفق لك سيدي )
( عملاً موفق لكِ سيدتي , عند أكمالكِ عملكِ تعالي لنشرب قهوةً معاً )
( حسناً سأفعل ) ... , خرجتُ وانا منزعجة فأين ذهب و أختفى فجاةً هكذا حملتُ الهاتف لأاتصل به لكن احد الطلاب سألني بعض الاسئلة و دخلتُ الى القاعة لألقي محاظرتي , لكن عند الانتهاء منها وخروج جميع الطلاب حملت الهاتف و أتصلت به مرة و مرتين لكنهُ لا يجيب لم اتوقع بأنه سينزعج لهذه الدرجة فلم يحدث بيننا الكثير بعد لقد شككت بأنه ليس بخير و ليس فقط منزعج ...
عدتُ الى الغرفة الكبيرة و جلست مع الاستاذ احمد لنشرب القهوة معاً فقال( لم يأتي سيد سليم أأمل بأنه بخير فهو لم يغيب من قبل من دون أذن )
( ألم يأخذ أذنً ؟ أتصلتُ به لكنهُ لم يجبني عساه بخير )
( نعم وانا ايضاً أتصلت به لكنهُ لم يجيب لقد أغلق هاتفهُ , على الاغلب أنه بزيارة عائلية أو شيئاً هكذا )
( اتمنى ذلك , شكرا لك على وقتكَ وعلى القهوة لكن علي العودة الى المنزل فلدي عمل اليوم )
( العفو , خذي وقتكِ سيدتي لكن لاتنسي أن تستلمي راتبكِ الاول , هنيئاً لكِ )
( شكرت , لقد نسيتهُ بالفعل , حسناً الى اللقاء )
( الى اللقاء ) , حقاً لم يخطر ببالي راتبي الاول محصود تعبي للشهر الاول لقد خلطت اوارقي ببعضها البعض دون دراية مني ... عند ذهابي لأستلام النقود كانت فرحتي تسع الدنيا بما فيها حقا شعرت وكأنها أول نقود أحصل عليها منذ زمن ربما لم يكن يخطر ببالي يوماً ان يكون لي حساباً بنكياً خاص بي أو حتى محصول شهري لكنه حدث وأنا الان بأستطاعتي أن اقدم بخطوة كبيرة الى مشروعي الذي تغربت من أجله مشروع أحلامي الخفي الذي لم يعلمهُ سوى أختي لا أعلم كم سأتحتاج بعد لجعلهُ حقيقاً لكني ارى بشارات خير الان ... حملتُ هاتفي لأتصل بأمي و أخبرها بحصولي على معاشي الاول كانت تبارك لي و صوتها مرتجف من سعادتها , لقد سعيتُ كثيراً لأكون على ما عليه الان ربما ليس شيئأ كبيراً كما يتخيلهُ الاخرون لكنهُ بالنسبه لي كان أعجوبة و ها أنا الان على قيد أعجوبتي أعيش ...
عند دخولي للمنزل رأيت هدية السيد سليم لازالت على المنضدة في الصالة حملت الهاتف لأرى أذا كان قد أعاد ألاتصال بي لكنه لم يفعل أعدتُ الاتصال بهِ مجدداً كان يظهر بأنهُ مقفل لقد قلقتُ حقاً أين أختفى ... أخذتُ قيلولة قصيرة الى المساء حيث صحيتُ على صوت الهاتف يضيئ بجانبي , حملت الهاتف لأرى من بهذا الوقت ؟ أذا أنه السيد سليم قد أرسل رسالة يقول بها 
( مرحباً رزان كيف حالكِ ... أنا أسف على عدم ردي على أتصالكِ لكني ليلة البارحة أضطررتُ الى السفر لوالدتي فلقد زاد مرضها فذهبت لها و أظن باني سابقى أسبوعاً مع العائلة , أتمنى أن تكوني بخير ) , حقاً كيف أسبوعاً بدونك ...
رددت عليه ( مرحبا بك لقد قلقتُ اليوم جداً حينما لم ألتقي بك في الصباح ,أتمنى أن تشفى والدتك بسرعة و أن ترد لها عافيتها , أطمني عليها و أوصل لها سلامي أرجوك )
...
( أتمنى أن تكون بخير بسرعة , سأوصل سلامكِ لها , كيف حالكِ انا اسف عن ليلة البارحة لقد أفسدتُ حفلتكِ )
( أنا بخير , لقد أحزنني ذهابك سريعاً ليلة البارحة و قلقت أنك لازلت غاضباً مني عندما لم أراك اليوم في العمل )
( أنا أسف لم أعلم أحد بسفري فلقد كان أتصالاً مفاجئاً من أختي لتخبرني بسؤء حالة امي فلم يكن لدي وقتاً لاخبركِ )
( لا مشكلة بذلك ’ لكنك لم تخبر السيد احمد و لا السيد جان لقد قلقوا عليك لعدم مجيئك اليوم )
( يا اللعنة لقد نسيت أمر الاجازة حقاً , ساتصل بهم اليوم )
( لا تقلق أنا ساخبر السيد احمد بوضوعك الحالي , أضافة الى هذا لقد أعجبتني هديتك جداً شكرا لك )
(لا لا , لا تتكلمي معه سأخبره أنا بنفسي , لقد أفرحتني بأعجابكِ بالهدية لم أكن أتوقع ما سيفرحكِ لذلك رأيتهُ سيبدو رقيقاً على يدكِ )
( أنه رقيق فعلاً , سيبقى ذكرةً جميلةً منك , أين تقيم الان ؟)
( أنا الان في  شقة عائلتي في بريطانيا )
( لم اكن أعلم أن علئلتك تقيم في بريطانيا !)
( أنهم هناك لأجل آن أختي سكنوا معها لاكمالها كليتها من ثم سيعودون هنا الى منزلهم )
( لقد فهمت , ماذا تدرس آن ؟!)
( آن تدرس الفن والادب الاوربي القديم , لم تقدم الى جامعات عربية أو تركية حيث أنها لا تتكلم سوى الانكليزية فذهبوا أبي و أمي الى لندن للأقامة معها )
( لقد أختارت قسماً جميلاً جداً , لكني تفاجئت بعدم تكلم آن العربية ألم تسكنوا في بلاد عربية من قبل ؟)
( لا أنا لقد سكنت لكن آن ولدت في كندا و بقيت هنالك حتى أكمالها المدرسة ثم أتت الى تركيا معي و بقيت سنة من دون دراسة لكونها لم تتعلم التركية بسهولة لذلك رجحوا أن يأخذوها لأكمال دراستها في بلاد أوربية )
( لقد تفاجئت من ذلك و تحمست لرؤيتها و التعرف عليها ألن تأتي الى أسطنبول بعد ذلك أبداً ؟)
( بلى لقد أتت في كل مرة تأتي أمي , أبي لزيارتي لكنها لم تبقى ألا القليل ثم تعود للندن , لكنها ستأتي هذهِ المرة مع والدتي لفترة طويلة حتى تكمل أمي علاجها , لقد بعثنا تقاريها الى طبيب تركي وسوف تراجع لديه )
( أجل أجل , حسناً أذن سأتعرف عليها عندما تأتي )
(أجل سأعرفكِ على عائلتي من دون شك ) . . .  حقاً لم أكن أنتظر قولاً كهذا أظن بأني أخفقتُ مجدداً لكن على كل حال
( لقد أصبحت الساعة الثانيى عشر يجب علي أن أذهب الى النوم فغداً لدي عمل )
( حقاً لم أنتبه الى ذلك سرقني الوقت من الواقع قليلاً أذن ... {صمت قليلا ثم تنهد وقال} أذن أذهبي الى النوم غدا لديكِ عمل )
(أجل , تصبح على خير :) )
(تصبحين على خير :) ) , يوماً أخر للعمل بدونك كيف سيحدث هذا ...
وعند صباح اليوم الاخر لم أستيقظ بحماس كما كنت أرتديت ملابسي ونزلت للاسفل ألقيت التحية على فرحات الذي كان يبدو عليه حماس من نوع أخر لم أحدد ما هو ذهبت الى العمل و ألتقيت بالسيد احمد الذي أخذ يكلمني عن أخبراه ونحن نحتسي الشاي الساخن منذ الصباح ثم دخلت الى القاعتي و ألقيتُ محاظرتي و من بعدها أكلمت العمل وأنا أبدو قليلة النشاط و الحركة قبل ان أخرج من الجامعه قال السيد احمد ( لقد أتصل بي السيد سليم و اخبرني بأنه سيغيب أسبوعاً لكنه لم يقل لي لما؟ هل تعلمين لماذا ؟)
( هااا لا لا أعلم عن أذنك يا سيدي علي الرجوع الى المنزل الان , عملا موفق لك )
(ولك ايضاً ) .   
لم يكن مرور ذلك الاسبوع سريعا بالنسبة لي أبدا فلقد كنا أنا وعائلتي نتكلم كل يوم لكن بدوت أشتاق لهم أكثر و أرغب في معانقتهم جميعاً وكنت كذلك اتكلم ما بين الحين والاخر الى السيد سليم حيث كانت والدتهُ بدأت تشفى قليلا وتحسنت حالتها الا أنها ستأتي الى أسطنبول في الاسبوع القادم لقد كان يحدثني في كل مساء تقريبا يصف لي كيف هو حاله و يشرح لي كيف يقضي يومه وكيف أنا أقضي يومي ايضاً حيث أخبرته يوماً أن الاساتذة قد أشتاقوا له و أن العمل من دونه بدأ ملل لكني لم أوضح له كيف اني بدأت في الاشتياق له لكني أشعر من خلال كلامهِ و تلميحاته بأنه قد أشتاق لي أيضاً قبل أن يأتي الى أسطنبول بيوم كان يوم الاربعاء أتصلت أمي بي حيث كان من المعتاد الاتصال بي ككل يوم لكنها قالت لي بأنهم سيأتون لرؤيتي في هذا الاسبوع وتعتقد أنهم سيأتون اليوم  لم تكن ردة فعلي طبيعية حيث فرحتُ كثيرا لكوني أشتقت لهم كثيرا ومن المؤكد بأني سأحضى بأفضل عطلة نهاية اسبوع منذ مدة , لكني عندما اغلق الهاتف تذكرت بأن سليم سيأتي الى أسطنبول خلال هذا الاسبوع ايضاً و يجب علي أن أرى عائلته و اتعرف عليهم للحظة ما شعرت ببعض الحزن حيث أني لن اراه في حال قدومه , على كل حال يجب عليمن تحضير الطعام لاستقبال عائلتي لاول مرة في منزلي لكني أحتاج الى من يساعدني في تحضير الطعام لم يخطر ببالي سوى اني أتصل برفيف لخبرها , حيث أن رفيف قد زارتني قبل أيام وكانت والدتي تتصل بي و ارادت التعرف على رفيف لذا من حسن الحظ قدومهم ليتعارفوا
أتجهت الى البقالة و أخذت رفيف معي لنتسوق القليل قبل البدء في الطبخ , حيث شريت العديد و العديد من الاشياء التي كنت بحاجة لها أو دون حاجتي لها من دون علمي بما يوجد في المنزل لم أكن أنتبه لهاتفي حيث أنه كان يرن في حقيبتي كان الاتصال من سليم لكني لم ألاحظ ذلك الا حين عودتي للبمزل وبدأت بالطبخ حيث احتجتُ ان أتاكد من الوصفة و أنتبهتبأنه قد أتصل بي أربع مرات ... أتصلت به حيث رد بسرعه
( مرحباً ... { لم اكمل )
( لقد قلقت عليكِ أين انتي بحق الله ...) من دون ان يلقي التحية حتى ,تفاجئت قليلا من حديت صوتهِ
( لقد كنتُ في السوق مع رفيف أتسوق , هل يوجد شيئ؟ )
( لقد رجعت الى اسطنبول اليوم انا و عائلتي وعند وصولي اردت ان ألتقيكِ أتيت الى منزلكِ رننت الجرس عدة مرات لكنك لا تجيبين و اتصلت بكِ مرات عد من دون جدوى و رد لذلك قلقتُ عليكِ )
( هاااا, أنا أسفة لم أكن اعلم أنكم ستأتون اليوم ألم يكن يوم الخميس موعدكم ؟ )
( اجل لكننا قدمناه , هل انتي الان في المنزل؟ )
( نعم لقد عدنا و الان أنا و رفيف نحضر الطعام سيأتون عائلتي اليوم لتقضية العطلة هنا ) , صدم قليلاً
( لم تخبريني بأن عائلتكِ ستأتي ؟)
( لم أكن أعلم حقا أخبرتني أمي اليوم بذلك )
( متى سيصلون ؟ من سيأتي ؟)
( على ما أظن أنهم في طريقهم الى هنا ربما في السادسة يصلون , ستأتي كل العائلة أخواتي و أبي و أمي ) أراد ألتاكد من عدم وجود ضيف فجائي آخر
( حسناً أذن أقضي وقتاً سعيداً مع عائلتكي لقد أشتقتي لهم كثيراً في الفترة الاخيرة ... لقد أقلقتني اليوم حقاً يا رزان لقد حسست بأنكِ أختفيتِ بلحظة وكنكِ طيف مَر على حياتي وهرب من دون الامساك بكِ ) بدأ عليه الحزن فعلاً كلامهِ كان عميق وصوتهِ يطبع على مسمعي بشدة
( أنا أسفة لم أتوقع حدوث ذلك , لكن تأكد من اني لستُ طيف يمر ويختفي بسرعة ) و ختمتها بضحكة مشاكسة
( أتمنى ذلك حقاً ... أذن هل نلتقي هذه الايام ؟)
ترددت ( لا أعلم بعد مخططات العائلة لتقضية العطلة أين , لكن نلتقي يوماً بلا شك )
( حسناً اذن لتجمعنا الصدف , أوصلي سلامي لعائلتكِ )
( سأوصلهُ بالتاكيد , و أنت أيضاً أوصل سلامي لوالدتك و آن )
( وأبي !!) بضحكة ساخرة
( أجل أجل بالطبع على الجميع ) خجلت بشدة
( حسناً أذن الى اللقاء )
( الى اللقاء ) , أغلقت الهاتف ولم أكن أشعر بشيئأ حولي حتى صوت رفيف وهي تناديني وتضحك لم أكن مستمعة له كل ما أريده الان رؤيته , هزتني رفيف وقالت ( سيدتي الحالمة ما بكِ )
( رفيف كيف يمكني التأكد من أني لست حالمة و أن ما يحدث حقيقة )
( أني أرى بعينكِ بريقاً يشبه بريق عينان العاشق أن كل ما تشعرين به حقيقي أطمئني ) ضحكت و أكملت ( رجل الحي الاعزب و الاكثر تعقيداً جعل من صديقتي طفلة  هاربة من الواقع ... أذن أخبريني كيف حدث ) , أبتسمت و أنا أخفي سعادة عيناي وقلت ( لا تبالغي لم يخبرني بشيئ حقيقي وملموس بعد .. )
قالت وهي مصدومة مني قليلاً ( هل يمكن ان يتصل احد على شخص ما عادي بالنسبة له أربعة مرات وحينما تعيدين الاتصال به أول شيئ يقوله لقد قلقت عليكِ !! كفاك من تخدعين بكلامكِ وخوفكِ هذا أن الحب يشبه الحفرة و يجب على الجميع السقوط بها )
( لكني لم أسقط أنا أشعر و كأني طائرة ولدي جناحين من الورد )
( أذن لتحظي بتحليق عالي يليق بكِ يا صغيرتي ) , ثم أكملنا الطبخ ونحن بمزاج رائع ومع انغام الموسيقى و الكلمات الناعمة واللحان أتممنا جميع الطعام وكانت تبدو جميعها شهية ولذيذة , أرسلت رسالة لأمي لأرى أين وصلوا وتفاجئت بأنهم قد وصلوا الحي وبطريقهم الى المنزل ... لقد أتوا ... وياله من لقاء رائع عند رؤيتهم جميعاً بسعادة و أحتضانهم لي وقبلاتهم التي كانت تنطبع علخدودي بأستمرار لقد أستحيقتُ هذا اللقاء بعد غربتي هذه , ثم بعدها حظينا بالطعام وكان شهي جداً حيث أنهم أشادوا على لذيتهُ بأستمرار و انهوا جميع الاطباق شعرنا انا ورفيف بالفخر السعيد لحصول ذلك  , حصلنا على أمسية رائعة حقاً قد طال زمن لي بدون سهرات عائلية مكتظة بأصواتنا و ضحكاتنا والدفى والحرية التي نكتسبها من العائلة و بعدها أختار أبي أن ينظم جدول لعطلة سريعة على مدار ثلاث أيام تتضمن رحلة بحرية وبعدها زرنا ألاماكن التاريخية الاثرية و كذلك تجربة مطاعم مشهورةو لذيذة لقد كانت اجازة لاتنسى حقاً وبعدها قرروا ان يذهبوا الى مدينة اخرى قبل عودتهم الى البلاد لكني لم اتمنكن من الذهاب معهم بسبب العمل وحينها كانت امي و اخواتي يقضون طوال الوقت معي منذ الصباح حتى ساعات متأخرة من الليل كنا نتكلم بأمور عدة ومن ضمن الكلام كانت تأتي سيرة الاستاذ سليم وتضيف حماساص مختلفاً لي بدون ملاحظة احداً من عائلتي الا ان اختي سنا الصغرى قبل أن يرحلون أشارت لي بأني اتكلم بكثرة عن امور تجمعني بالسيد سليم واني اتوتر في حديثي عنهُ و أثير الشكوك لديها فسرت لها ما الذي قد حدث وأريتها صورةً له قالت ( يارباه كم يبدو محترماً برجولتهِ ... أتمنى حقاً ان تكونوا لبعض يا حبيبتي يبدو ذو كبرياء شامخ أليس كذلك!؟)
( نعم لديه أسلوباً خاص لكن عندما يكون معي يختلف كل شيئ يخصهُ )
( وكيف سيسير الامر هل ستبقين بهذا الخف أم ستتقدمين بخطوة !)
( لا أعلم حقاً أتمنى لو أني جريئة أكثر لكي أكتسب وقتاً معهُ ... هل سيقول لي يوماً بأنه يرغب بي ؟)
( لا أعلم ما الذي يحدث بينكم لكني متأكدة بأن عيناكِ لم تبدو ببريق الزجاج منذ وقت طويل ... )
( لقد أضعت عمراً بدونه أتمنى أن لا أخطئ مرة آخرى )
( قلبي عليكِ يا أختي لتكن السعادة محاطة بك ) , تنميت لو أني متيقنة من شعوري مئة بالمئة لكي أكلم أمي و اختي أيضاً لكني لم أكن املك شيئاً حقيقاً بعد لذلك فضلتُ الصمت لحينهاا لكن في أخر أمسية لي مع أمي سألتني ( أذن ومن هو السيد سليم الذي لايسقط من شفاكِ ؟)
( أنه جاري يا أمي و أستاذ بجامعتي لما!!)
( و هل يسيطر الجار على جميع كلماتكِ و أنفعالاتكِ !!) بشكل ساخر
( كفاكِ يأمي لاتتكلمي هكذا , نحن في الشرفة أخشى أن يكون هو ايضاً )
(ولما تخشين هل يوجد شيئاً علي معرفتهُ؟)
( لم أتاكد من شيئ بعد لكن على الاغلب...)
( أنني أمكِ و أفهمكِ جيداً ... لا تتكلمي و تكملي لقد فمهت نظرات عينيكِ هي فسرت كل شيئ , لكن أريد أن ألتقي بهِ قبل سفري )
( لا أظن ذلك فهو مشغولاً الان فوالدتهِ مريضة وتسكن هي وأخته عنده لمدة قصيرة ولا أعلم أذ كان سيتمكن من التعرف عليكِ )
( ألم تزوري والدتهِ أو تسألي على أحوالها؟!)
( لقد اتصلت به لطمئن عليها لكن منذ قدومكم لم أتصل )
( لما يا حملي كان من الافضل أن تتصلي بهِ في وقت أنشغالكِ بنا لكي يعلم ما يكون هو بالنسبة لكِ أذ كان يشكل لكِ شيئاً خاص !!!؟ )
( لم أتجاوز حدود خوفي بعد يا أمي في كل مرة يحاول أن يوضح أمراً يخصنا أهرب ... لا أعلم أذا كان حقاً يهمني أم لا )
( وهل كنتِ بحاجة لكي تتصلي به في هذه الفترة ؟ أم لا )
( لقد أشتقت لوجوده بجانبي و سألهُ عن حالي كل ليلة لكن لا أعلم لما لم أتصل , أظنهُ لم يتصل بي بسبب ذلك لكوني لم أتصل بهِ !)
( من الطبيعي أن يبتعد عنكِ في حال أذ لم تظهري أي عواطف تهمهُ , أذا كنتُ بكامل أرادتكِ أخترتهِ سأبقى داعمة لكِ و متمنية لكِ كل الخير )
( شكرا لك على تفهمكِ لأمر هكذا , لكني لم أقرر بعد ٍاعلمكِ حين قراري ...)
( سأنتظركِ يا حملي الصغير ) أحتضنتني أمي كما اعتدتث سابقاً و أخذت تردد أدعيتها لي وأنا أنظر الى السماء التي كانت تعلونا بنجومها الساطعة . أخفضتُ عيني لأارى أذا كان السيد سليم موجود في منزله فوجدتهُ يخرج الى الشرفة يحمل بيدهُ كوباً من القهوة الساخن ومرتدي بجامتهُ الرياضية رفع رأسه ونظر الى الاعلى فلاحظني أراقبهُ تبسم ورفع يدهُ يحيني ( مساء الخير , كيف حالكِ؟)
( مساء النور , أنا بخير كيف حالك و كيف أصحبت والدتكَ لقد أنشغلت كثيراً ولم أتصل بك )
( لا بأس بذلك لقد علمت بأنك لن تتصلي فعائلتكِ بجانبكِ الان , أمي أفضل الحمدلله لكنها ستبقى أسبوعاً أضافياً لأكمالها العلاج )
( من الجيد سماع ذلك اتمنى لها الشفاء العاجل )
( لتسلمِ , أذن كيف حال عائلتكِ ؟ و كيف أنقضت العطلة ؟)
( أنها رائعة حقاً لن أنساها أبداً , ... امي هنا تريد أن تلقي التحية عليك!!)
أمي ( مسائك خير يا سيد سليم كيف حالك وحال والدتك؟)
( مسائك نور سيدتي أنا بافضل حال شكرا لك و أمي ستتحسن ان شاء الله )
( أتمنى لها شفاءاً عاجل , لقد كلمتني رزان عنك كثيراً حتى أردتُ معرفتك )
( حقاً و مالذي تكلمتهُ عني ؟)
( كل الخير يا ولدي , تفضل غدا و أشرب قهوتك عندنا لنتعرف عليك , أذ لم يكن هنالك عملاً لك ) نظرت الى أمي بغضب فلما تدعيهُ لتعرف أليه
( سأفعل , و أنا أيضاً أردتُ التعرف على عائلة رزان فهي كانت لاتفك في الحديث عنكم وعن كثرة أشتياقها لكم )
( سيسرنا حضورك يا بني , نتظرك غداً أذن )
( أنا أيضاً سيدتي , ... رزان متى ستأتين الى العمل فزملائكِ في العمل أحملوني سلاماً  لكِ و قالوا أن العمل من دونكِ ملل حقاً ) و أخذ ينظر لي مطولاً , أنا أعلم انه لايوجد لدي زملاء في العمل سواه لكني فهمت مقصدهُ فهو من شعر بالملل بدوني كوننا لم نتصادف ولم يتصل أحدنا بالاخر في الفترة السابقة
( أوصل لهم سلامي وقل لهم أني سأباشر بعد الغد أن شاء الله ) رددتُ بكل حب لكي يشعر بالامان بعض الشيئ , و من بعدها تبسم بلطافة و كأنهُ طفل تلقى ألاجابة على سؤالهِ و قال ( تصبحون على خير سيداتي )
( تصبح على خير يا ولدي ) .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 13, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حينّ أحببتك Where stories live. Discover now