وجبة *****

85 9 7
                                    


عدت لأستلقي ، لأنه من الصعب للغاية أن أجلس ناهيكَ عن الوقوف مثلاً
قدماي ضعيفتان لا قوة فيهما لحملي ، ورأسي خفيف
خفيف للغايه
لقد سألني طبيب ما - مُنذ زمن وليس اليوم- إن كنت أشعر بثقل في رأسي ؟ لكنني لا أشعر بالثقل مُطلقا
على العكس أنه خفيف كأنه يطفو ، كأنه قد انفصل عن رأسي وراح يتجول في الغرفة
الآن أشعر بالدوار ، أشعر بأنني اسقط عن السرير
انا أعلم تماماً ،علم اليقين أنني لا أسقط وأنه مجرد وهم لكنني مع ذلك أتشبث بالوساده ، اعود للوراء اكثر متمسكًا بسريري

وعندما أشد يدي يجري دمي الذي كان قد تخثر وتجمد ، يسخن ، يتوقف الدوار ، ويعود رأسي لجسدي ، يصبح ثقيلا بوزنه العادي ويتخلى عن خفته الطائره

ها أنا مجدداً في المنزل المُشترك مع أربعة رجال ، شرطي مجنون ، قاتل ، ورجل عادي ، تلك العاديّة الممُله

يايا - لست متأكداً من كونه شرطي فضلا عن كونه عاقل -
كان يحوم في المنزل مثل ذبابة محبوسه ، عندما يبدأ بفعل هذا أدرك أن شيئا ما حدث ، أو يحدث
على العكس من يايا القلق..المرتبك ..المشتعل ، براندون يجلس بهدوء على الأريكه ، يشرب ولكن كأس نبيذه نفذ

شاهدني بران قادماً من غرفتي فقال مُبتهجاً
- صباح الخير عزيزي رالڤ ..لدي خبر سار لك، المعهد الذي تنتسب إليه أرسلوا إنذاراً مُبكراً لك ! محذرين بفصلك ياعزيزي!
- بالطبع سيفصل..هل يبدو لك كشخص يريد التعلم؟

علّق يايا بشكل وقح ، تجاهلته ، قرأت الرسالة المختومه -التي قد قرأها بران من قبلي-
ثم سألت يايا : هل أنت بخير ؟ لماذا لا تتوقف عن الدوران في الارجاء؟
- القرد الغبي عليه أن يصمت!
التقطت كأس بران الزجاجي الذي كان يشرب منه ورشقته به ، هجم علي فنهض بران مُدافعاً ، قال له أن يهدأ ، ويتوقف
لكن يد يايا أمتدت الي رغم ذلك ، أنه لا يتورّع عن الشجار حتى مع يدٍ معقودة خلف ظهره ، يضرب بيدٍ واحده
يتحدى
يُظهر غضبه
يقول مايجول بخاطره دون تصفيته ، ولا يُبالي

ياله من مخلوق قوي .
أنا على الضفة الأخرى مخلوق ضعيف ، وإلا فلما لا أزال بنصف شكوك ، متردد مثل قطة عُرض عليها طعام يشي بالسُميّه ؟
لقد تزايدت جرائم قتل النساء بشكل مُخيف ، باتت الفتيات لا يغادرن منازلهن دون سكين مطوي مُخبأ
وبطبيعة الحال لن تجد أمرأة واحده خارج منزلها عندما تظلم السماء
ومع ذلك تتساقط النساء كما يتساقط الذباب ، الشرطة تُصدر بياناً ، تحذّر ، ترسل دورياتها في كل مكان
يتفقّد الشرطيون هوية كل رجل يشعرون بأنه مريب ، أو يشبه السلوك العادي للقتله
وجه بران يشعّ ، يتورّد ، دمائه تتدفق تملأه بالحياه ، يضحك ، يأكل بنهم ، يزداد سعاده مع كل امرأة تسقط
تطالب الشرطة من لديه معلومات أو يشك بأحد ما أن يساعدها . لكنني أكفّ يدي عن ذلك ، انتظر يايا ليفعل شيئا
لكنه يسترخي أكثر مع مرور الوقت فحسب .

" تختلف طرق القتل ، تتنوع الأساليب ، ومع ذلك هناك امرأة مقتوله بمعدل واحده لكل أسبوعين تقريبا ، لا نعرف هل القاتل شخص واحد أم مجموعة اشخاص ، لا نجد بصمات ولا أثار مقاومه ولا شهود عيان "

قيل ( من قال هو الفتى الذي يعمل في تلميع الأحذيه- صديقي الذي أنشأت علاقةً معه عندما كان بران مسافرا ) أن غالبية المقتولات عاهرات ، بنات هوى ، يُعثر عليهن عاريات أو بملابسهن ، في غرف نومهن، في أزقة ضيقه أو في مكان خالٍ وبعيد عن المدينة ، مدفونات مثل خرقةٍ باليه أو متروكات هناك فحسب في الهواء الطلق وتحت قمر لطيف في ليلة بارده  ،مكسورات الأعناق أو مطعونات حتى الموت.
ولذلك فموتهن لا يخيف الشرطه ، لا يحركهم كما ينبغي
الفتى قال بالحرف الواحد " موتهنّ لا يخضّ الشرطه!" ثم ضحك.
أنه محق ، لا يخض الشرطة ولا يخض احداً ، لأنهم يتوقعون هذا المصير لهن دوما . ولأنه المصير المألوف لكل شخص لا يملك عائلةً تتفقده أو شريكٌ يقلق لغيابه - لكل شخص مشرد . الموت مجهول المصير .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 29, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Dinner table. Where stories live. Discover now