ابن بائع الشمام | 1916

415 15 17
                                    


هذا الشاب ، الذي يتسكع بين ضفاف الأزقة المتعرجة في أسان وسط المدينة ، موعود بالزواج من إحدى قريباته آلتي اختيرت له منذ ولادته. لقد اختاروا له عطية زوجة. وعطية في اللسان الفارسي تعني «مستقبل» ، بيد أنها ليست المستقبل الذي يريدة.فهو مغرم بفتى يعمل في أسان حيث يكدس حبات الشمام في صناديق كل صباح ، ويقف في غطرسة بجانب أبيه وهو يفتصل الزبائن. ان جوشوا عاجز عن دره ذلك الفتى الفقير من ذهنه ، و يذهب إلى أسان لا لحاجه الا لاستراق لمحة منه وهو ينزع البذر من الشمام . وسط صخب وفوضى المحلات ، يراقب الفتى ذات الخرقة الصغيرة على راسة . فتى رث اسمالة ، ولكن كانه البدر في حسنه ، أنه صغير
السن ، ربما صغير جداً ، ولكن فاتن .

بسكين تبدو كالسيف ، يزيل والد الفتى الجزء الداخلي الرطب من الفاكهه بحرفية ثم يبيع الشرائح لزبائنه الظمأى . منهم من يشتري حبة شمام كامله ويلقي بها في سلته ، ومنهم من لا يطيق صبراً على حلاوة و بروده قطع الشمام مع الثلج . الثلج لا يقل أهمية عن الفاكهة نفسها ، فبائع الشمام يجلي قطعه منه إلى أسان كل صباح و يتولى الفتى حراسته بيقظة حيث يقف إلى جانبه ويداه على وركيه .

ترصف والدة جوشوا الأفكار لعناصر سفرة عرسه قائله :
- «لقد انتظرتها طويلاً حتى كَبُرَتْ ، وها هي ذي قريبتك اليوم في السادسة عشرة يانعة ، وحان لك قطافها . كنا نعلم منذ البداية أنكما لبعضكما » .

سعادة أم جوشوا لا توازيها سعادة ، تؤكد على الخادمات أن يتحققن من وجود ما يكفي من القرفة لتزيين الحلوى ليوم العرس . « في نهاية الصيف سيقام حفل زفافك يا جوشوا هونغ . أليست هذه افضل هدية لعيد ميلادك الثامن عشر ؟ »

وعطية تلك في نظر جوشوا أشبه بالزبادي السائل ولا يتخيلها الا عديمة الطعم مثله . أما الفتى الرث في أسان فيزوره في احلامه و يطعمه شرائح الشمام .

في أحد أيام الجمعة ، انطلق إلى أسان ليسترق النظر اليه ، فتوارى خلف عمود في كشك التوابل وراقب الفتى وهو يرتب الشمام في اكوام هرمية الشكل ثم يقطع الفاكهه الى شرائح غير متساوية .

ناداه رجل درد الفم أدهمت بشرته من فرط تعرضها للشمس المسفعة : « جونغهان ، تعال!».

جونغهان ، جونغهان ، جونغهان . اخذ جوشوا يردد إسمه بصوت خفيض كما لو كان سينساه يوماً . كما لو أنه لن يتوجع لسنوات طويلة كلما سمع اسمة .

تدافع المتسوقون ويتحاشدون ، والنساء كل منهن في تشادرها يحملن السلل بداخلها البقل والباذنجان ، والأطفال يبكون ،والباعة المتجولون ينادون على سلعهم . جونغهان ، جونغهان ، جونغهان

جوشوا هذا ابن أحد علماء دايغو الذين يحظون باحترام كبير ، وسيرسله والده قريباً إلى مدينه سيول لدراسة الطب ، معنى ذلك ان الفتى لا يتبغي ان يحتل فكره ، فهو يعمل مع والده في السوق . إنه ابن فلاح . إنه فتى ليس لديه شيء ، لا تفوق منزلته منزل الخادم الذي يغسل ثيابه .

 Two lovers do not meetWhere stories live. Discover now