أصبح جوشوا الآن منجذباً اليه اكثر من ذي قبل ، منجذباً لوقفته بقدمين متباعدتين ولحديثه الغليظ ولشفتيه المتوردتين ولوجهه القمري المدور الذي فيه رفع ذقنه المرتعش . لقد أصبح منجذباً حتى لرائحه الشمام آلتي سترتبط به إلى الأبد .كرر جوشوا بنبرة اكثر هدوءاً هذه المرة : « ضع الطشت » رما الطشت فتنطط على الأرض المتسخه محدثاً صوتاً خفيفاً يكاد يكون مضحكاً . كان يجب ان يحط باصطدام صاخب ، كان يحب ان يحدثاً صوتاً عالياً ، بيد أن الطشت تنطط في صمت ونزل على بضعه أقدام منهما واستوى هامداً على جنبه. بالتأكيد ، لم يكن أحد ليسمعه من بعيد ، أدرك جوشوا ان للفتى سبباً للخوف ، فالرصيف محفوف بالاشجار، وهو معه لا يراهما أحد ولا يعلم انهما هناك ، فالجميع في الكنسيه يصلون ويرفعون اياديهم للدعاء .
ولكنه سيطمنئه مره اخرى أنه لا يريد به سوءاً ، و سيؤكد انه فقط ... إنه يفعل فقط ماذا بالضبط ؟ يتعقبه . بالتاكيد ، لا يتسطيع مقاومة جاذبيته إلا أنه سيشرح له و يطمئنه ، فهو يحتاج ان يدرك انه رجل محترم .
ارتبك جوشوا وغضب لأن هذا الفتى له القدره على ارباكه . فهو الا شي ، أنه دونه منزله ، سيخبره أنه موعود بالسفر الى سيول لدراسه الطب بعد زواجه ...
واذ هو ينازع أمره كيف يصبغ كل هذا في كلام ، احس بنكهة الشمام الحلوة تغلفه . وهناك تحت الغروب غشيت ابصاره لوهلة واحس كانه يهذي . شيء لزج و دافئ نزل على خدّه ، و بقى لمده دقيقه لم يعرف ما ذاك ، وما هي الا لحظات حتى أدرك ان الفتى يقف بجانبه : لقد جاء اليه و قبله ، ظل واقف هناك على أصابع قدميه لمده بدت لهنتة من الزمن مستقله عن سواه . شفتاه اللزقتان و الدافئتان حطتا على وجهه لثوانٍ ستظل عالقة في ذاكره جوشوا إلى يوم يلقى ربه ، لحظه محفوظه في كره معزوله عن كل لحظات حياته ، ما استدبر منها وما سيستقبل .
لما وقف على كعبيه من جديد ، ولم يعد شفتاه على وجهه ، لبث جوشوا مستمراً لا يتحرك . لقد شل . تحول . لقد حولته جرأة هذا الفتى ولمسته الدافئه والمشتعلة -قبلته - إلى اخرس جامد .
- « هاك ! ها قد نلت ما تريد» .
خرج صوته رقيقاً هذه المرة . اما هو ، فلم يجرؤ على النظر في عينيه-«اليس كذلك ؟»
لمس دمغة القبلة ذات نكهة الشمام التي نزلت على خدّه ودون ان يفكر رفع أصابعه إلى انفه . يستنشقها . لن ينسى أبدا ذلك الطعم ، ولا حتى عندما يتزوج من عطية ، ولا حتى عندما يصبح أباً لاربعه اولاد ، ولا حتى عندما يقدّم إعمال السلف وأعمال الكُتَّاب الأجانب العظام للشباب الذين سيرتادون على مكتبته التي سيملكها في المستقبل ، و ابوه ، ما اشد خيبه أمله منه عندما سيختار هذا الدرب-« لديك الامكانيات لتصبح طبيب ، وأنت تريد ان تفتح حانوتاً؟ مثل بياع؟» .
اردف جونغهان اذ هو واقف في الشمس غير قادر على الحراك ، خائف من رد الفعل على قبلته ، وقد بدا ذلك من الطريقه التي يتنفس بها
![](https://img.wattpad.com/cover/352323939-288-k986641.jpg)
VOUS LISEZ
Two lovers do not meet
Nouvelles«العاشقان لا يلتقيان ، لان كل واحد منهما يسكن الاخر إلى الابد ». روايه قصيرة~