رساله | 1937

178 12 7
                                    


وصلت رساله جوشوا عبر البريد ، ووجهتها منزل جونغهان ، لم يجد صعوبة أذا في العثور على عنوان جونغهان ، ولا شك أن الامر لم يتطلب منه الا بحثاً بسيطاً ، فتح جونغهان الظرف وسط شعور غريب انه في موقف مرّ به من قبل ، فقد اجتاحه ذلك الشعور القديم و المألوف بالانتشاء وهو جالس في المطبخ

عزيزي يون جونغهان ،
بعد انتهاء حفل خطبتنا ، كانت غايتي أن اعوضك عن كل شيء ، لقد حزنت حزناً كبيراً لمحاوله أمي عرقله زواجنا ، كل ما أردته هو أن تكون لي أم عادية ؛ أمراة طيبه لا تهيمن على حياتي باستراتجياتها وحساباتها و خططها التي تُعدّ ولا تحصى من أجل صنع الحياه التي أرادتني أن أحياها ، كانت تريدني أن اتسلق درجات عالم البرجوازية الزائف الذي كانت تشتهيه ، كانت نوبات غضبها تفجعني وأبي معي ، كانت تلك النوبات تجتاحنا كقوة من قوى الطبيعة كسيل العرم ثم بعد انقطاع السلام في بيتنا ، على ندرته ، نقعد مرهقين واهنين كانت امي مريضه وتحتاج الى المساعدة لكننا لم ندر الى ذلك سبيلاً .

لقد ظلت بعد حفل خطبتنا بأيام ساخطة وجامحة ، فنصحها ابي أن تجلس لممارسه فن الخط الذي كان قد علمها إياه على امل ان يساعد في تهدئتها فيكون بها متنفساً وتسلية تمضي بعا الوقت ، ومن المدهش أنها أُغْرِمت بتلك الهواية ولو انها لم تستطع أن تجاري من تعلم ذلك الفن منذ سن صغيرة جداً و لقد علمت في وقت لاحق الدمار الذي ألحقته بنا تلك المهارة والصدع الذي جعلته في حياتنا ، فعندما جئت الى دار دوكستون قبل بضعه ايام ، أرغمتُ نفسي على الإقرار بما ظللتُ له منكراً طول الدهر ، لقد غيرتْ أمي رسائلنا ، او بالاصوب أنها عدلت في محتواها حتى تجعل كل واحد يذهب الى ميدان مختلف ، ذلك أنها أكثر من يريد هذا يا يون جونغهان ، هي من كانت تشعر ان حياتها سوف تنهار اذا لم تزوج ابنها الفتاه التي اختارتها له ، ولعلك تتساءل كيف لأمي ان تقع على تلك الرسائل الجواب على هذا يا جونغهان يقتضي مني احاطتك بما لا تعلم ، وها انا اليوم اذ أجلس في مركز الرعاية ، مخبرك بما حدث خلال ذلك الصيف .

في يوم الخميس الذي حلّ بعد أسبوعين على خطبتنا ، لم تستطع امي الجلوس ، كانت تقوم و تذرع الغرفة غدوة و روحة و تشكو من لظى الحر ومن الحراره التي لا تستطيع معها النوم ليلاً ومن الأصوات التي تملأ رأسها صخباً ، طلبت شرائح الخيار البارده لتضعها على عينيها فانطلقت الى الخيار و قشرته ، كنت اغلي بداخلي لكني كنت ادللها طمعاً في أن تهدأ و تسترخي وتكبح جماح شياطينها ولم ينفع معها شيء ، قالت انني لا اعرف مدى الالم الذي الحقته بها ، وانها لم ترد شيئاً ؤغير ان ينعم ابنها بحياة ناجحه ومليئة بأناس صائبين وأن يعيش في افضل الطبقات الاجتماعيه ، وذلك يعني ان اتزوج من شهلا ابن عمتي ، كانت تحدثني كيف اختارت لي شهلا وكلمت والديها وخططت لكل شي

اغصبني كلامها ، لقد كسرت هي رسن الطبقه التي ولدت فيها ، ثم بدل ان تدعني أتزوج من احب قلبي ، ترغمني على المضي وكانني عداء يجب عليه تسلم مشعلها ، فلا تسمح لي بالتوقف عن العدو ولا الالتفات خلفي كما لو أن زواجي ممن احب قلبي سيقوض«التقدم» الذي حققته في مشوار ثورتها على القدر .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 24 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

 Two lovers do not meetWhere stories live. Discover now