8~تأثير

319 20 29
                                    

بعد مهلةٍ من السياقة، أوقف جونغكوك السيارة قرب المنزل.

كان الشارع فارغًا، المنازل مظلمة و الصمت يعم المكان،
كان هو من بادر بكسره..
"الأوقات التي أُقضيها معكِ ثمينة و لا أكتفي منها،
رؤيتُكِ بالمختصر تصنعُ يومي ڤيولا"

كان يتكئ بجسده على الكرسي ملتفتًا ناحيتي يناظرني منتظرًا ردي..
"أنا أيضًا أستمتعُ بوقتي كل مرة أكون فيها برفقتكَ"

ارتسمت ابتسامة الرضاء على ثغره ليرجع خصلات شعره إلى الخلف بعدها و يخبرني..
"سأذهبُ إلى بوسان صباحًا رفقة أصدقائي و سأبيتُ ليلتانِ تقريبًا ثمّ أعود"

لا أعلم لِما خيّمت علي غيمة خفيفة من الحزن الآن، لم يكن علي التعلق بوجوده بهذه السرعة حقًا.

لاحظ ملامح وجهي العابسة و صمتي الذي طال لذلك مال بجذعه ناحيتي بينما تُزين وجهه ضحكة ماكرة.
"ستشتاقين إلي كثيرًا أليس كذلك؟
هل تريدين مني أن لا أذهب؟"

نظرتُ إليه بأعين متسعة لأَنفِي فورًا ما يقوله..
"ماذا؟؟؟ و ما دخلي أنا في ماتفعله أنت؟!
يمكنكَ الذهاب و المكوث قدر ما تشاء، لا يهمني"

وضع يده على قلبه بدرامية يُجيبني..
"اخخخ، لم يكن عليكِ أن تكوني بهذه الصراحة و القسوة، لقد حطمتي قلبي.."

صرتُ أضحك على تمثيله المتقنِ جدًا، يضع يده على قلبه منكمشًا على نفسه و يغلق عينيه كمن أُصابته رصاصة..
"أتريدين الإستماع إلى أصوات الانكسار داخلي؟
لعلكِ تصدقينني و تكفين عن الضحك"

"حسنًا حسنًا أُصدقك فلتَكُفَ عن ذلك"
كنت أجاهد لمنع نفسي من الضحك لكن كل محاولاتي باتت بالفشل.

"لا أنا مُصِرٌ حقًا، تعالي إلى هنا و استمعي"
باغتني بسحبهِ لِيدي يضُمني إليه أريحَ رأسي على صدره أستمع إلى دقات قلبه الصاخبة بينما يُحيط كتِفيَّ بيدٍ و بالأخرى يمسحُ بغاية الدفء على شعري، بدا الأمر و كأن العالم توقف بي و أنا بين ذراعيه..

تحمحمتُ مبتعدةً عنه عندما أحسستُ أن النعاس غلبني..
"ما الذي نفعله؟"

وضع يده على ذقنه ينظر إلى فوق و يدعي التفكير، علمتُ حينها أنه سيقول شيئًا ساخرًا و بالفعل..
"في الحقيقة يُطلق الناس على ما نفعله بمصطلح العناق، به يعبر الإنسان عن مشاعر لا تلفظ بكلمات. نتعلم منذ الصغر أنه يعبر عن المودة والحب ومهم جدًا سواء في لحظات الفرح أو الحزن. هل من أسئلة أخرى؟"

"مضحكٌ جدًا، لقد آلمني بطني من الضحك.
لم أعلم أن لديكَ حسًا فكاهيًا بهذا الشكل حقًا"

DREAMWhere stories live. Discover now