PART 02

256 21 25
                                    

صمت موتر حل في الأجواء... هو غير مبالي وهي في صدمة من بروده وعدم اهتمامه كون والدته في السجن... او لنقل هي لا تعلم بما يفكر به الان... بعد أن اختار البرود قناعاً له... هي الآن تفكر... ماذا حصل؟ لماذا هي فالسجن؟ ولما هو بارد هكذا؟!!
اسئلة كثيرة طرحت في رأسها... وفضولها يكاد يلتهمها... تريد معرفة كل شيء... مالذي حصل معه ليصبح بارد وعديم الاهتمام.

اما هو... فقد عاد بذاكرته إلى ذلك اليوم... صباحاً... كيف عاهدته من انجبته اولاً بعناق خنصريهما... واخِراً بقبلةٍ بين ابهاميهما... ليكتمل العهد ويختم... أما مساءاً فعادت اليه مبعثرة... ثملة... جثة والده... الدماء المحيطة به من كلِ جانب... لِهاثها... وزجاجة النبيذ بيدها اليسرى... العاصفة... الظلام... صوت الرعد الداوي... هذا ما يتذكره كل ليلةِ ميلاد... في كلِ سنة... انه يختنق... غاضب... يتألم... حزين... كل هذه المشاعر اجتاحته بلحظةٍ واحدة... لحظة تذكره لهذه الأحداث...

استجمعت نفسها... وعادت إلى وعيها... وحاولت لقطع هذا التوتر بسؤاله:

"لماذا هي في السجن؟"

قالت بتوتر بادي على نبرتها... فأجابها ببرود... او لنقل بقناع البرود

"لقد قتلت ابي"

قلبها يخفق بقوة... هي تشعر به يخرج من جسدها... اناملها تشنجت... لا تستطيع الحركة

"لقد كانت مدمنة كحول... جشعة به... تشربه في كل مكانٍ وزمان... رمت والدي بتحفية من حديد... ادت إلى موته بعد خسارته كمية كبيرة من الدماء"

"لقد كنتُ ساطرح عليك هذا السؤال... وهو هل كان أحد من عائلتك مصاب بمرض نفسي؟ وقد قمت بالإجابة عنه... لذلك لننتقل للسؤال التالي"

لم ترد ان تحفر داخل هذه الذكرى أعمق... فهي ترى تأثيرها عليه... قناعه لم يكن سميك... كان هشاً شفاف اللون... يسهل الرؤية خلفه

"هل كانت او هل تعاني من اي علة نفسية أخرى غير ادمانها؟"

"إضافة إلى إدمانها للكحول كانت تعاني من النوم القهري"

همهمت كاميلا، وأكملت وهي تدون اجوبته ع اسألتها

"اي علة جسدية؟!"

"لا علم لي بهذا، لا أذكر انها كانت تعاني من علة جسدية في ذالك الوقت"

"كم تبلغ من العمر؟"

"تسعة وثلاثون"

"هل تكبرك والدتك باربع سنواتٍ فقط؟"

" عذراً... كلا... فقط توقفت عن عد السنين التي عاشتها... لكن اظن انها قد بلغ عقدها السابع"

DONNEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن