الجزء التاسع

1.3K 31 0
                                    


🌸 81 ..

انحنت واخذت قطعة قزازه وجلست قدامه ع الأرض وهمست برجفه : تقول ان اليد اللي تنمد على عرضك تقطعها ؟ شفني قدامك واحلف ان هيا واطيه ورخيصه وتربية شوارع ، هذي يدي واقطعها!
مسكت يده وحطت القزازه فيها ومدت يدها : اقطع يدي كانك رجال وقد افعالك ، يالله اقطعها ! عيب عليك تتمرجل بالكلام وافعالك خرطي !
انتظرته يعصب يرد يقوم ويضرب او على الأقل يوضح انه معصب ، لكن فهد كالعاده كان هادي.
ضيّ : مستحيل اسمح لنفسي اعيش مع واحد خاين ، طلقني ما تستاهلني وكثيـره عليك ضيّ الليالي !
طاحت من يده القزازه ورفع يدينه ومسك وجهها وقربها له بشدّه وباسهـا ، بكل قوّته وتملكه وماتركها الا وهي منقطعه انفاسها..
حاولت تبعد وثبتّها ، ركزت عيونها الدامعه بعيونه وهمس على شفايفها بهدوء : يكون بعلمك لو تهاونتي بالفراق عليك السلام ، وحشة الليل تقتلها صلاة الفجر ، فلا تاخذك عزتك!
دفتّ يده عنها بقوه وقلبها ينزف منه ، دموعها ماوقفت رغم انها حاولت تمنعها.
وقفت وقالت بصوت مبحوح : اوريك عـزتي وش تسوي فيك وفيها!
قامت وتحجبت وطلعت وسكرت الباب ، فهد كل شي عنده الا انها تطلع ، قام ومشى خطوتين وهو متجاهل اوجاع رجلينه ونزيفه اللي ماوقف حاول يوصل للباب لكن حسّ بالدوخه تعميه من كثر مانزف .. ناداها بأعلى صوته ولاردت.
ضـيّ وهي تسمع صوته همست بنبره باكيه : ليتك كسرت عظامي ولا كسـرت خاطري ، وماعليه ، دعواتي أن الله لايحطّ إنسان بشعوري ، اللي أنا مجبوره أفارق ومجبوره أسكت عن كلام بصدري ماقلته لحظة الفرقا ، يارب لو أقدر امسح على قلبي ، يروح الشتات؟
.
.
أنكسر غصن الخيال اللي زرعته
والتوى صدري على تـسعين آه.
.
.
ضـــيّ .. تعبت أقدامها من المشي وجلست على الرصيف وهي حاسه التعب بروُحها مو بس بجسمها. تحتاج لغياب من كل تعب وزهق وروتين ، من كل احلام وخيال تحتاج ولا تدري بالضبط لما تحتاج من كثر ما كل شيء حولها فقد لونه وطعمه وحلاه ومصداقيتّه.
مرت ساعه كامله من آخـر موقف بينها وبين فهد ، ولازالت لمساته وهمساته بين عيوُنها ، غمّضت عيونها بقوّه وسمحت لدموعها بالنزول اكـثر ، مقهُوره منه قدّ ماحبت وتمنت الخير له ولها مـعاه ، تركته بنزيف ومنظره أوجع قلبها الرهيف لكنها تعمّدته ، أتصل جوالها رقم سحاب ، عرفت ان سحاب لازالت شايله همها وخايفه عليها.
مسحت دموعها ولملمت أشتاتها وردت بهدوء : هلا سحاب
سحاب : هلا حبيبتي كيفك الحين
ضي بصوت تحاول انه يكون طبيعي : الحمدلله احسن بـ.بس فهد تعبان ، اذا ابوه موجود خليه يجيه بسرعه!
سحاب : عسى ماشر شفيه ؟
ضيّ : مادري سحاب ، يالله باي
قفلتّ ولا عطتها اي تفاصيل زياده ، سحاب خبرّت ابو عبدالله وإنقبض قلبه لإنه حاس من اول ان فهد ماهو بخير ، طلع من بيته وإتجه لبيت فهد بأقصى سرعه ، ويدعي أن فهد يكُون بخير.
ام سعود بضيق : والله ضيّ ماهي عاجبتني
سحاب : ولا انا ، بس اللي مطمني إنها قويهّ وماعليها خوف
ام سعود : انا اخاف منها ، مااخاف عليها
قامت وقالت بتعب : مادري متى نرتاح ، انا ابي انام وانتي نامي عشان نقوم بدري وندور لنا بيت ونستقر بدال هالعيشه هذي!
سحاب : ماراح تتركنا ضيّ ، بتسوي اللي هي تبيه!
ام سعود : راح اقول لفهد يأدبها ، متزوجها ع الفاضي!
دمعت عيونها وقالت بغصه : مع انها تسوي كل هذا من قهرها وعشاننا ، المهم نامي انتي
سحاب : ان شاءالله يمه، تصبحين على خير
جلست شوي وهي تفكّر باللي صار اليوم وهي بمعنى الكلمه زهقانه من الوضع اللي زاد وتعّدّى وصار لازم ينحط له حد ، نعست عينها وحست بخمول وقامت بتنام ، لكن وقفت لما سمعت صوت المفتاح يدخل الباب وينفتح ، انقبض قلبها وبلعت ريقها خايفه ليـن أنفتح الباب وشافت عبدالله يدخل ودخل معه أمـان فقدته سحاب من فتره طويـله. عبدالله كان عنده خبر انها موجوده في بيتهم وكان متأكد انهم ماراح يبقون عند ام صقر ، لذلك جاها بدون لا يعطيها خبر لأنه يحـب شكلها ونظراتها اذا تفاجئت وانصدمت بوجوده ، وحالياً حس قلبه ماهو منه لما شافها بالبيجامه الرماديه البسيطه وشعرها مفتوح على طوله.
سحاب ارتبكت من نظراته ووجوده بوقت غير متوّقع قالت بتوّتر : وش جايبك الحين و. ليه ماقلت لي ؟
عبدالله : أبد بس بسولف معك ، واحشتني الشفهّ وهي تتلعثم بالسوالف قبالي !

إنتي يا ضي الليالي أنا من ضيك أشوفWhere stories live. Discover now