تَرتِيل

ضُحىَ

خُذني إليكَ إني ظَلامٌ يرتجي لون الضُحىٰ ✨

بين الحين و الاخر أعتاد أن يقبع في حدائق العشق وراء الجامع ذاك الذي قضي عمره فيه يجهل عن السبب الذي جعله يطلق تلك التسمية لكنها بدت مختلفة عن أي تجمع اخر للأشجار التي كانت قادرة على مجادلته يتحدث معها في أسرار الكون الخفية تتداخل معهم الورود في نقاشات ارتجى لو انها لم تنتهي يحاكي الطبيعة بطباعه و يجهل ما تخفيه عنه في بستان الحياة المغاير عن حدائقه انذاك وقف يسحب أكبر قدر ممكن من الهواء الطلق لرئتيه ترتخي اكتافه و يتنهد مرتاحاً من بهي المحيط

" طلعتوا من الاجتماع بقرارت مهمة مولاي غالباً راح نبدي نباشر بحدود اليومين الجاية " تقاطعت خلوته مع المرج بأصوات اقدام قريبة في الخلف منه يصدح حس شعبان على مقربة مندمج مع الأكبر بأحاديث ضمتهم و حتى ما كانوا قريبين كفاية ألتفت هو بهدوء

" شيخ آصف المجلس فاتك اليوم نشاءالله جان درسك مثمر"
بدى الفياض ملتزم الصمت حينما أسترسل شعبان معه و بنفسه قدم أعتذار آصف عن الحظور يتصادف مع أول درس تعليمي مع قاضي القضاة في قصرهم

" لا بأس بي "
جاوبه بأختصار لا تنفك عيناه عن مواصلة النظر مع الجنرال تمر أيام أخرى على جلستهم في التراس و من يومها قرر بدوره الانسحاب قليلاً حذر من الاختلاط معه

" كملوا شغلكم جايين وراك "
صرفه الفياض يومأ شعبان بدوره متجه للأمام مع ثلاثة من الحرس يملكون أعمال لا زالت مجهولة بالنسبة للواقف في بستان أبتعدوا به عن سور القصر

" محاضراتك مهمة التزم بيها بس حاول ترتب وقتك لازم تتواجد بالمجلس"
نصحه الفياض بلهجة توجيهية يبتغي أن يستفيد الاخر قدر المستطاع من سياستهم و طريقتهم في التعامل مع العراقيل فضلاً عن مقربته من وزرائه هاته كذلك لم تقل أهمية عن ما ذكر

" بعون الله ما تتكرر "
رد آصف ما أن لاحظ أنزعاج خفي وراء تعذره عن الحظور و بقراره نفسه توقع رغبة المعني بجعله ذراعه اليمنى مصر على تواجده أينما كان هو

" منو دلاك على البستان ! "
تسائل الفياض يسيرون سوية عدة خطوات للأمام لا يتجهون في حديث بدأ للتو بقرارت قصدها شعبان بكلامه قبل التقدم عنهم و آصف هو الاخر لم يكترث بسؤاله شخصياً

" رجلي جابتني لهنا حسيت محتاج أسمعهن "
جاوبه بتطرف في ما وقفوا مجاور نخلة كبيرة نسبياً يضع آصف كفه عليها مقفل العينين لا يعلم ما الدواء لمن وقعت اوجاعه في ثناياه يشابه بأمره هاته الشجرة العجوز