𝒑𝒂𝒓𝒕 19

136 29 75
                                    

وصلنا إلى الفندق، حيث قام الأستاذ نامجون بسداد أجرة سيارة الأجرة، ثم نزلنا من السيارة. عندما دخلنا الفندق، لاحظنا هدوءًا عارمًا، كان الوقت يشير إلى منتصف الليل، وكان الجميع نائمًا.

- فالتذهبو إلى النوم، تصبحون على خير.
قالها استاذ نامجون.
- حسنًا
رد عليه يونغي بهدوء.
- تصبح على خير استاذ، شكرًا لك.
قلتها ،أبتسم أستاذ نامجون وانصرف الى دورة المياه.

يونغي واقف بجواري، لكنه مستغرق في أفكاره بطريقة تجعله يبدو كأنه غارق في عالم آخر. لم يتخطَّ موضوع والده. راح يونغي يمشي نحو الدرج وأنا أتبعه ورائه. هذا الصمت يؤلمني حقًّا. وصلنا إلى الطابق الثاني حيث توجد غرفته.
-أحلام سعيدة،
قالها وراح يتقدم نحو غرفته. لم يدعني أن أرد، لقد ذهب سريعًا.

صعدتُ إلى الطابق الثالث وذهبتُ إلى الغرفة التي أبقى فيها. طرقتُ الباب مرةً، مرتين، ثلاثًا، ولكن لا يفتح الباب. طرقته آخر مرة أيضًا، لا يوجد رد. جلستُ على الأرض بجانبي الباب، سحبتُ قدميَّ إلي واحتضنتهما. ماذا سأفعل الآن؟ يبدو أنني سأنام هنا.

هل يجب عليّ التحدث مع يونغي عن والده؟ ولكن ماذا سأقول؟ لن يخفف كلامي عنه. لا أريد أن أحشر خشمي أكثر. فتحتُ هاتفي، آه، شحني 8٪. ماذا سأفعل؟ لم يرسل أحدٌ شيء لي. دخلتُ إلى الإنستقرام وتصفحته قليلًا، ثم دخلتُ إلى برنامج الملاحظات وبدأتُ أدون مشاعري. عندما أشعر بالحزن أو أشتاق ليونغي أو أريد أن أتغزل فيه، أكتب في الملاحظات. بدأتُ أكتب وأكتب.

"أريد أن أعانقك وأُزيل عنك كلَّ غم في قلبك. يا ليت لو استطيع أن أشاركك نصفَ أحزانك. هل هذا صعب؟ أريدك أن تشاركني مشاعرك، لماذا تخفيها بداخلك؟ لماذا تحرق نفسك هكذا؟ أريد أن أمسح الحزن ذاك من وجهك، وأنقش على روحك لوحة من السعادة. أليس كل هذا الحزن كافيًا؟ أيتها الحياة، اتركيه وشأنه، أليس كافيًا ما فعلتِه به؟ أليس كافيًا..."

توقفتُ عن الكتابة بسبب عيناي التي تغوشت في امتلائها بالدموع. وضعت هاتفي بجانبي ورحتُ أبكي بصمت.

سمعتُ صوت خطوات بجانبي، رفعتُ رأسي سريعًا لأراه واقفًا ينظر لي بدهشة، رغم الظلام، إلا أن وجهه يضيء. كنتُ أعرف أنه ملاك. ابتسمتُ بلطف ومسحتُ دموعي سريعًا. اقتربَ مني وجلسَ بجانبي.

- تبكين ثم تضحكين؟
قالها بهمس. خبأتُ رأسي بسرعة بين قدمي. لم ينطق بكلمة، شعرتُ بالخجل من تصرفي وبكائي. شعرتُ بيده تلامس شعري، مما جعلَ قلبي ينبض بشدة.

رفعتُ رأسي ببطء لأراه ينظر إلي ويده اليسرى على رأسي ويده الأخرى ممسكة بهاتفي. بسرعة سحبتُ هاتفي منه، لأدرك أنني نسيت أن أخرج من برنامج الملاحظات ولقد قرأ كلامي!. أطفأتُ هاتفي بسرعة ورحتُ مرةً أخرى أدفن رأسي بين قدمي.

𝑫𝑨𝑹𝑲 𝑻𝒀𝑷𝑬 Where stories live. Discover now