02

208 17 2
                                    

« كنت أنا التي تعود إليك عندما ترحل و يطول غيابك عني...لم أكن قادرة على مجاراتك فأعد خطوة بخطوة إلى أن أصل لك ، كانت خيبتي تدفعني لك »

أزرق رمادي| كان لامعا بالنسبة لي

ما زالت ميرال معلقة بين خيارين إما مجاراة رفين أو تجاهل ما قالته ، شاردة في تفكيرها و كأنها ليست مجرد مراهقة ستعترف لأول شخص تنجذب إليه ، من يراها يتمنى لو صارت كل مشاكله عبارة عن تفكير في الرفض و الخذلان أو في المبادلة و التقبل .

" لنفعلها لكن بعد يومين "

وضعت ميرال حدا للموضوع ، فعبست رفين بعد أن أشرقت ملامحها و لم تكد تنطق حتى قاطعتها تلك التي تنظر لها بجاجبين مقرونين .

" بعد يومين "

**********

في اليوم الثاني خرجت ميرال و رفين من المنزل تقصدان قصر عائلة مايرون ... من أجل إحضار بعض القصص والروايات و التي تنال إعجاب كلتا الفتاتان .

" ميرال مالذي يعجبك بأدريان ؟ "

انتفض جسد المعنية و أسرعت لتغلق فم رفين ، و عيناها تجول في المكان خوفا من أن أحدهم سمع ما قالته صديقتها الغبية فتقع في ورطة .

" أصمتي "

أبعدت ميرال يدها عنها تكمل طريقها ، فهزت رفين حاجبها بعبث بينما اقتربت تهمس بالقرب من أذنها.

" فقط أخبربني منذ متى ؟ "

التزمت ميرال الصمت و هي تحاول التذكر ، منذ متى و أدريان يشغل تفكيرها ، و مهما حاولت تجنب صورته و هو يربت على رأسها لا تستطيع ... طفولية هي لدرجة أن تعجب بشخص فقط لأنه ربت عليها بحنية ، و ربما الجميع طفولي مثلها عندما يتعلق الأمر بالحب !

" منذ أن ساعدني على النزول من الشجرة "

أطلقت رفين ضحكة متحمسة و هي تضرب ظهر ميرال بقبضتيها ببعض من القسوة ، لم يصدر من الأخرى شيئا سوى أنها قلبت عينيها بملل من التصرفات التي تبدو لها سخيفة كصاحبتها .

" لما أنت مملة ؟ "

تذمرت رفين و على عجلة رفعت يدها تغلق فمها بعد أن رمقتها ميرال بنظرات قاتمة ، فهي سريعة الغضب و قد تهجم عليها في أي لحظة .

دخلتا من باب  القصر و في صمت تعبران الممر الطويل المزين باللوحات و التحف الفنية ،  بنفس المنوال صعدتا الدرج نحو غرفة رفين ، و بسبب لونها الزهري الفاقع ميرال لا تطيق الدخول إليها  .

" لما لا نقيم حفل مبيت ؟ "

سألت رفين بينما أخذت ميرال تلقي نظرة على الكتب المختلفة المرتبة في الرف ، تبحث عن مرادها بتركيز .

" لدي واجب مدرسي لم أنته منه بعد "

و هذه المرة أيضا اكتفت رفين بمراقبتهل و لم تحاول إقناعها ، لأنها تعرف جيدا تصرفات صديقتها و مهما حاولت لن توافق ،
فعناد ميرال كافي لجعلها تفقد الرغبة في إغوائها ببعض الأشياء التي تحبها .

Blue GreyWhere stories live. Discover now