08

100 10 0
                                    

توضيح : هدف الرواية ليس إيصال الحب فقط بل إن تعمقت في الفصول فستجد أنني أحاول تسليط الضوء على كل من المشاكل التي يواجهها الأطفال مع أسرهم و على بعض الجوانب النفسية

« أنت بمثابة نجم لكنه لا يشع ، أنت بمثابة شهاب راقبه الناس و علقوا أمانيهم عليه لكنه لم يحقق أي أمنية بل هو يتظاهر بأنه مجرد حطام لكوكب كان يبدو لا مثيل له سابقا »

أزرق رمادي |الألحان الحزينة

توقفوا عندما تقاطعت طرقهم أدريان و تايلر نحو الأمام و ميرال نحو اليسار لتصل لمنزلها ، ألقت نظرة على الحديقة و لم تجد أثرا لوجود والدها هناك .

تخطو و هي تنظر للسماء ببسمة حمقاء و رقم مئة الآن أصبح رقمها المفضل ، و اسم أدريان أصبح الاسم الذي لن يختفي من ذاكرتها و لو عاشت قرونا .

تجمدت عند عتبة الباب و هي تسمع قهقهات والدها ، صارت ملامحها فارغة  فلا أحد يزوره إذن مع من يضحك هكذا ؟

فتحت الباب بهمجية ترمقه بخوف و هو غير مستوعب لكل ما يحدث معها ، تنفست الصعداء عندما رأت رفين آتية من المطبخ ، وضعت يدها على قلبها بدرامية .

- " يا إلهي ظننتك صرت مجنونا ! "

- " ماذا ؟ "

سأل يود معرفة ما يحدث معها لكنها لم تجبه ، و تقدمت من رفين التي تمسك بكأس عصير كانت ستعطيه لفيكتور ، لو لم تكن ميرال أول من تأخذه لتفرغه في حلقها دون ترك أي قطرة .

" لقد كان للعم فيكتور "

صاحت رفين عليها ، فات الأوان فقد أنهته و وضعته في الصينية التي بين يديها ، أما فيكتور فكان يقهقه على هذا المشهد .

" كان لذيذا "

ربتت ميرال على بطنها تغيظها أكثر مما فعلت سابقا ، و يبدو أن الأمر نجح فقد تهجمت ملامح رفين .

" لما أنت هنا ؟ "

سألت و اتجهت لوالدها الذي اتخذهما عرضا يستحق المشاهدة بصمت و هدوء ، بكل حب وضعت قبلة على خده و أخرى على جبهته .

- " لما تأخرت في العودة ؟ "

- " بالصدفة إلتقيت بأدريان و صديقه "

أومأ فيكتور و رتب شعر ابنته بعد أن انتبه لبعثرته ، و رفين تقدمت منها بعد أن تمكن منها الفضول .

" صديق أدريان هل تعرفينه ؟ "

لم تنظر ميرال لها لأنها كانت مشغولة في تأمل والدها و كيف يبدو سعيدا بترتيب شعرها ، الأشياء البسيطة دائما ما تسعد أولئك الذين يتحلون بالقناعة ، و كذلك فيكتور ستحتل البهجة روحه فقط بالاعتناء بتفاصيل ابنته .

" ذلك المزعج اسمه تايلر "

بغيظ أردفت فوسعت رفين عيناها قليلا عند سماعها لاسم ذاك الفتى ، و ميرال تلقت ضربة خفيفة على رأسها من طرف والدها.

Blue GreyWhere stories live. Discover now