٥. عن المرأة والدين والأخلاق، نوال السعداوي

7 0 0
                                    

نوع الكتاب: مقالات
عدد صفحاته: 174

اقتباسات منه:

«إن الكرامة تنبع من القدرة على الإنفاق وإطعام النفس، ينطبق ذلك على الدولة بمثل ما ينطبق على الفرد الواحد، الرجل أو المرأة. أمَّا كرامة المرأة فقد سُلبت منها في التاريخ منذ نشوء الفلسفة الأبوية التي جعلت للرجل السيادة على المرأة أو القوامة نظير الإنفاق عليها وإعالتها، لقد حُرمت المرأة من العمل المنتج بأجر حتى تظل عالة على زوجها، ويظل هو سيدها والوصي عليها.»

«إن جوهر الأخلاق والشرف يتعلق بعقل المرأة والرجل، بقدرتهما على الدفاع عن العدل والحرية والصدق. إن شرف الإنسان، المرأة أو الرجل، واحد. والأخلاق لا بد أن تكون مقاييسها واحدة وإلا انعدمت الأخلاق.»

«كثيرًا ما نتَّهم النساء المناضلات من أجل تحرير أنفسهن وأخواتهن وبناتهن بأنهن يفصلن بين قضية تحرير المرأة وقضية تحرير الوطن، أو تحرير العمال والفلاحين أو تحرير الأرض من الاحتلال الأجنبي، وغير ذلك من القضايا الوطنية أو السياسية والاقتصادية الملحة، كأنما النساء لسن نصف المجتمع، ولا يتعرضن مثل الرجال لمشاكل الحرب والاستعمار أو الاحتلال الأجنبي أو الفقر والبطالة، كأنما مشاكل نصف المجتمع من النساء ليست مُلِحَّة ويمكن تأجيلها إلى ما بعد الانتهاء من طرد الاستعمار وتحرير الأرض، والقضاء على الفقر والبطالة وغيرها.
والسؤال: هل يمكن تحرير الأرض والاقتصاد والسياسة في بلادنا العربية دون تحرير النساء، نصف الشعوب العربية؟»

«الضرورات تتغلب على المحظورات، وإذا تعارضت المصلحة مع النص (المقدَّس) تغلَّبت المصلحة على النص؛ لأن المصلحة متغيرة والنَّصَّ ثابتٌ. هذه مدرسة معروفة في الدين الإسلامي تعتمد على الاجتهاد والعقل، وليس على النقل عن الأسلاف.»

«إن ورقة الدين من الأوراق السياسية الرابحة، ويمكن استخدامها بواسطة المقهورين والمقهورات للثورة ضد الظلم (باعتبار أن الله هو العدل)، ويمكن استخدامها بواسطة الحكام للبطش بالثائرين من النساء والرجال (باعتبار أن الملَك أو الحاكم أو الكهنة من رجال الدين هم الأعلم بالشريعة، وقد اصطفاهم الله دون سائر البشر ليفسرِّوا للناس كلام الله)»

«إن استعادة الذاكرة أوَّلُ الخطوات على طريق المعرفة، وقد ساعدتني الكتابة على التذكُّر، خاصةً الكتابة الإبداعية، وهناك علاقة وثيقة بين القدرة على التذكُّر والقدرة على الإبداع.»

«إن قيمة الإنسانة أو الإنسان هي قيمة ما يعمل، ومدى إسهامه (أو إسهامها) في تقدم الإنسانية وتغيير المجتمع البشري ليكون أكثر عدالةً وحريةً وحُبٍّا وفنٍّا.»

رأيي:

لطالما شعرت بالغضب على الفروقات بيني وبين إخوتي الأولاد، على تهميش دور النساء في الحياة ووضعهن في قالب معين لخدمة الرجال وقضاء حوائج البيت.
وأذكر أول مرة ثرت فيها، كانت عندما كنت في العاشرة عندما طُلب مني غسل ملابس أخواني الأولاد لأنني بنت وهذا واجبي تجاههم، استنكرت الأمر ورفضت؛ لم أقوم أنا بخدمتهم وهم أصحاء وقادرون، لم أتعب وأشقى وهم يمرحون ويلعبون؟ ضحك الجميع ومرروا الموقف، لكنه التصق في ذاكرتي، ومن يومها لا أقدم أي خدمة فُرضت علي حسب جنسي وتحت ظلالها ظلم وقهر لذاتي.
لن يكون للأمر أثر إن قيل من دون تحديد وتخصيص الخدمة علي لأني بنت. فأنا أحب أخوتي ولن يشكل الأمر عبئًا إن خدمتهم.
وبت أبحث عن النساء القويات العارفات لحقوقهن، لم أهتم بالنسوية كحركة، بل اهتممت بالنساء وحقوقهن، لأن الحركة النسوية انجرفت عن مسارها وأحيانًا لا أتفق معها. وعندما أجد كاتبة تنشط في هذا المجال أتحمس لقراءة كتبها والتمعن في وجهة نظرها وفكرها.

وعندما نأتي للدين، ولدت في أسرة مسلمة وأحمد الله على ذلك، ولكن عندما نأتي للمرأة في الإسلام فقد أعطاها الله من الحقوق الكثيرة التي سلبت منها، لكن المجتمع ما زال يحرمها منها ويزيد ويبدع في تفسير الآيات ونقل الأحاديث. وهذا تطرقت له الدكتورة نوال في كتابها بصورة مقنعة ومنطقية. 

ما أعجبني ذكرها لفساد الحكومات العربية وتعاونها غير المباشر بغض نظرها عن ما يحدث في أمتنا الإسلامية وعن تقاعسها في مد يد العون لأخوتنا في فلسطين وسوريا واليمن والسودان وليبيا وغيرها من البلدان الإسلامية المنكوبة. وكل ما يفحلون فيه هو قهر النساء.
أحزنني ما حدث للدكتورة من ظلم وقهر عند محاربتها للعادات الضارة والأحكام الجائرة على النساء، فحرمت من رخصتها الطبية لمدة 25 عامًا. لكني أعجبت بجسارتها وثبات موقفها وأن كل هذه العوائق لم توقفها عن نضالها لأجل المرأة والمجتمع. رحمها الله وغفر لها.

قراءة مفيدة.

قراءاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن