|٠|- تحت مسمى الشرف.

329 51 27
                                    

المشاعر هي أمر نسبي بحت...فقد يشعر شخص ما بالحزن ويؤرقه ضميره ليلًا؛ كونه قد قام بإحراج صديقه في العمل اليوم!

كما قد يؤلمك قلبك فور رؤيتك لحادث على الطريق العام، وتشعر بالحزن تضامنًا مع الجرحى ايضاً...

وفي ذات الحين يمكنك أن تجد نِضال وهي تقوم بالبحث عن أفضل مطعم يقوم بتقديم ال ' pasta ' قبل تقدمها من قاعة المحكمة رغبًة منها لمكافئة نفسها؛ فاليوم سوف تتسبب بصدور حكم إعدام لشخص ما...الا يستحق الأمر الاحتفال؟

إبتسامة سعيدة واثقة ارتسمت أعلى وجهها ما أن تعالت الهتافات الحاقدة تزامنًا مع نطق القاضي بحكم الإعدام..

كانوا يقومون بلعنها ونظراتهم النارية المصوبة بإتجاهها تكاد تحرقها حية إلى جانب العديد من الصراخ والنحيب؛ فقد تم الحكم على شاب ما بالإعدام منذ لحظات!

لكن بثبات وزهو بالغ كانت تقف مرتديه ذلك المعطف الأسود الذي يزيدها وقار وهيبة، كما ارتفعت زوايا ثغرها في إبتسامه راضية وغير عابئه بكل تلك الهتافات من حولها؛ فهي ستذهب لتناول ال Pasta كما تراهنت..مع نفسها!

تقدمت بثبات حتى تلملم المستندات خاصتها بداخل حقيبتها لكي تغادر قاعة المحكمة وهي تنزع معطفها وتحمله أعلى يدها اليمنى.

بشموخ بالغ وخطى واثقه كانت نِضال تسير وهي تبحث بأعينها عن شخص ما حتى سقطت عيناها عليه لتبتسم وتتجه إليها بإبتسامه هادئه.

لمحتها الأخرى لتركض اليها وتعانقها بإمتنان ترمقها بعيناها الدامعة هاتفه « ربنا يحفظلك احبابك يا بنتي ويسترها عليكِ...ويبعد عنك ولاد الحرام ».

تلك الدعوات الصادقة وذلك الأحساس، هو ما يجعلها قادرة على الأستيقاظ كل يوم لمواجهة هذا العالم الموحش.

والذي قررت مجابهته بلا خوف من سنوات عديدة وقد تمثلت أولي خطواتها في مواجهته ب إلتحاقها ' بكلية الحقوق '.

إبتسامه هادئه وعناق دافئ كانت إجابة نِضال على تلك السيدة قبل أن تودعها بلطف وقليل من الشفقة على ما أصابها.

حيث كانت تعمل على تلك القضية منذ أشهر عديدة بالفعل وتعلم صعوبة ما واجهته تلك السيدة بمفردها حتى تأتي بحق طفلتها..

طفلتها التي قتلت تحت مسمى الشرف على يد عديمي الشرف.

على اي حال أنتهى الأمر بحكم الإعدام كما أرادت' نِضال ' تمامًا؛ لذلك عليها الآن تحديد الطبق الذي سيقع الاختيار عليه لهذة الليلة و..-

« ايوه؟ ». نبست بحدة وهي تلتفت إلى تلك الفتاة التي ضغطت على كتفها من الخلف بقوة تثير الريبة لكن الأخيرة كانت قد اكملت سيرها سريعًا لتختفي وسط الحشد...

ضيقت اعينها بضيق وهي تحاول الا تغضب حيث انها تشعر بالاشمئزاز عندما يصطدم الأشخاص بجسدها؛ مما يفسر عدم تفضيلها للأماكن المزدحمة.

عدة دقائق حتى غادرت المبنى تتوقف أمام سيارتها قبل أن تدلف بداخلها تُلقي بوشاحها على المقعد المجاور لها برفقة هاتفها متجهة إلى منزلها الجديد والذي يقع ب ' وسط البلد '، بداية جديدة، منزل جديد وربما...ماذا الآن؟

تذمرت تدحرج عيناها بضيق وهي ترى ذلك الاسم اعلى شاشة هاتفها قبل ان تقرر ان تجيب لتتكون عقدة ما بين حاجبيها وهي تستمع لما يقال بأعين شاردة.....

هل قالت بداية جديدة منذ قليل؟ لأنه يبدو أن الماضي يلتصق بها عشقًا!

_________________________

توقعاتكم لشخصية نِضال؟🖤

المكالمة كانت من مين؟ وعن ايه؟🔍

* ملحوظة * الفصل هيكون طويل أكيد لكن دي مجرد مقدمة بسيطة من أجل التشويق وهكذا..✨.

|  نِضَالٌ وقَتَامٌ  | حيث تعيش القصص. اكتشف الآن