اللمحة

86 4 3
                                    

" هل نحن نمتلك السيطرة الكاملة على حياتنا؟ أم أننا غائصين في عُمق الوهم وحسب؟ "

عدة سويعاتٍ من الزمن، كانت كفيلةً بجعلها تدور و تدور، والسؤال يظل يتردد داخل عقولهم جميعًا، والإجابة واحدة، إلا أن أحدهم ليس شجاعًا كفايةً ليهمس بها، كانوا جبناء.. من ذا الذي قد يخاطر بقلبه ويقول شيئًا غير مقبولٍ في هذا المكان؟

في الثانية التالية، سيكون قلبه قد أُقتلع من جسده.. على الفور.

إنه عالمٌ بائسٌ حُبسوا في قاعه، منهم من شاهد نهايته به، ومنهم من رغب بالكفاح، ومنهم من إمتلك أملًا ضئيلًا.. بالنجاة، هل سينمو هذا الأمل؟ أم سيُدهس وسط تراب الأمنيات؟ إنها مسألة وقت.

وحسنًا.. عندما مر الوقت، كانت النتيجة قريبةً للذهول، إنهم.. ولغرابة الأمر، جامدوا الملامح دون تعابير، قلوبهم كالصخر غير آبهين، عقولهم باهتة، كما الآلاتٌ التي تُرجمت على حركات وأحاديث معينة، كأنها سخرية القدر، لا أكثر.. ولا أقل.

وتذهب سائًلًا إياهم، " ماذا عن أحلامكم القديمة؟ أحلامكم التي كانت تنير ظلام تعاستكم؟ ما بالها في الخفاء لا تُرى؟ "

فيجيبون بما لا نعلم ولا هم يعلمون، وإنما عقولهم التي نامت، نامت لوقتٍ طويل، طويلٍ للغاية.

" قولٌ من هراء، نحن منهم، ولهم. "

إنهم الفئة حيث العالم، فئة ربما صغيرة.. ربما كبيرة.

فئة تحارب العالم بإتباعه.. وإن كان بقصدٍ أو غير قصد.

فئة تأثرت عقولهم بمجريات الحياة، فظنوا لوهلة أنهم ملوك، وهم أناسٌ أخذت بهم الأحداث للحضيض.

إنهم من كانت لهم أرواحٌ فأهملوها، ثم كانت النتيجة هي التخلُّف والضياعُ المحتوم.

والآن يزعمون أنهم مُلوك، وما هُم إلَّا عبيد.. هائمين على وجوههم ضائعين.

تساءل أحدهم ذات مرة.. من بين كل مجموعةٍ هناك المختلف عنهم، إذا.. من هو المقابل لهم؟ متواجدٌ بينهم؟

وأي عالمٍ ذلك يدور داخل عقله؟

سنودُّ معرفة ذلكَ هنا.

ڤولبير | VolberWhere stories live. Discover now