(الفصل الثامن ،الجزء الثاني)

583 43 9
                                    


كانت هذه "هَـــنا" الذي قابلها أول يوم دراسي له بالكُلية، لو تتذكرون هذا؟
كان يحبها أثناء دراسته ، تقدم إليها بعد التخرج، لكنها رفضته إعترافًا أنها تُحب شخصًا آخر، و لاتريد "حمزة" زوجًا لها

مدَّت يديها وتحمحمت لتسلم عليه
: أزيك ياحمزة عامل إيه

أجاب بإقتضاب وهو يُسلم عليها
: الحمد لله كويس أنتِ عامله إيه

نظر إلي الطفلة الصغيرة التي كانت تضحك له، وهي تتشبث في يد أمها
: بنتك دي ؟

فأجابت بتوتر
: اه بنتي... كنا جايين نشتري هدية لـ "محمود" عشان عيد ميلاده إنهاردة ، أنت جاي هنا ليه؟

شعر بالتعرق لكنه أجاب بثبات
:جاي أشتري هدية لـ "مــراتــي"

رفعت حاجبها بصدمة
:مراتك !!، معرفش إنك أتجوزت

فأجاب وهو يشير إلي ما حدث بالماضي
: لا أصلها جات فجأة.. كنا بنحب بعض و أتقدمتلها ووافقت، و حامل دلوقتي

شعرت أنه يقصدها بحديثه بتحمحمت بحرج
: اه ألف مبروك لـ حملها، متنساش تعزمنا أنا و كوكي في السبوع

أبتسم بتصنع و دعاها دعوة ليست جدية
: لا طبعا لازم تيجي،

ثم نظر إلي الطفلة
:أسمك إيه ياجميلة

أجابته بلُطف
: إسمي كارما، ومامي وبابي بيقولولي "كوكي"

ربت علي رأسها
: ماشي يا كرما
،عن إذنك بقا ياهنا عشان متأخرش علي "مراتي"

أبتسمت بحزن
: اه أتفضل

أشتري باقة من الورد الأحمر
ثم وضعه داخل حقيبة كبيرة، حتي لا يتحدث أحدًا عن "فيروز" بشئ يمس سُمعتها، عندما يشاهدوه يدلف إليها بهذا

أعتلي السيارة و توجه للمستشفي خاصتهم
التي كانت تعمل بها "فيروز"

*************************************
في المستشفي

دَلَّهُ العاملين بالمستشفي علي مكتبها فتقدم إليه
وطرق الباب فلم بجد جواب
ففتح الباب، لم يجد أحدً بالداخل، فدلف إلي الغرفة
ووضع الهدية أعلي مكتبها و جلس ينتظر مجيئها

خمسة عشر دقيقة ، ثلاثون دقيقة،
لم تأتي حتي الآن ذهب إلي سرير وتسطح فوقه

خمسة وأربعون دقيقة، سبعة وأربعون دقيقة
لتأتي إلي مكتبها وهي تبكي وتنتحب

جلست علي كرسي مكتبها ووضعت وجهها بين يديها، و ظلت تشهق وتبكي بإنهيار
رفعت رأسها لتمسح دموعها، لمحت بطرف عيناها أحدًا متسطحًا علي السرير، ففزعت
تقدمت إليه وهي تأخذ حذرها
: بسم الله، مين دخله هنا ده

ربتت علي كتفه
: أنت يا بني أنت فوق، أنت مين

كان ينام نومة "أهل الكهف" غارقًا بأحلامه ومغامراته
ويضع ذراعه علي عيناه مثلما ينام البعض

/العودة/ فَهل بعدَ الغِيابِ مُـلْـتَــقَــي "الجزء الثاني" Where stories live. Discover now