🌻 ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻
الفصل الخامس عشر
قطب "عزيز" حاجبيه في دهشة وهو يرى العم "سعيد" يضع أمامه كأس الحليب ثم أخذ يرتب ما وضع على طاولة مكتبه.
ضاقت نظرات "عزيز" في شك، فالعجوز لا يفعل ما يفعله الآن إلى إذا أراد أن يُحادثه في شئ ولا يعرف كيف يبدأ حديثه.
تراجع "عزيز" إلى الوراء واستند على ظهر مقعده وأخذ يرمق أفعال العجوز الذي جلى الإرتباك بوضوح على ملامحه.
_ عايز تقول إيه يا راجل يا طيب.
توقف العم "سعيد" عما يفعله ونظر إليه وسُرعان ما كان يخرج الحديث من بين شفتيه.
اِستمع "عزيز" إليه وقد اِخترق اسمها أذنيه وخفق قلبه لوهلة استطاع إخمادها.
فرغ العم "سعيد" من كلامه أخيرًا وعاد التوتر ليحتل ملامحه بعدما أفصح عن وجودها بالمطبخ منتظرة مقابلته لتخبره بأمر العامل الذي نسى اسمه.
_ أنا طلبت منها تيجي تحكيلك بنفسها لان زي ما أنت شايف يا "عزيز" بيه بجيب كلمة من الشرق وكلمة من المغرب.
لم يبدي "عزيز" أي ردة فعل حتى هذه اللحظة بل جلس صامتًا وقد اِزداد توتر العم "سعيد" عندما وجده ينظر بنظرة ثاقبة نحو طاولة مكتبه وينقر عليها بإصبعه.
_ أنا قولتلها أنك اتسرعتي...مكنش المفروض تتدخل في الأمر وتوعد إنها تساعده...
تراجع العم "سعيد" بخطواته للوراء واستطرد قائلًا.
_ اعتبرني مقولتش ليك حاجه يا بيه.
_ نادي على "ليلى" يا راجل يا طيب وخليها تيجي تفهمني حكاية العامل... أنت عارفني مبحبش قطع أرزاق حد مادام الحاجة مش مستاهله ونقدر نعديها.
تهللت أسارير العم "سعيد" وابتهجت ملامحه.
_ أنا قولتلها "عزيز" بيه مبيحبش قطع الأرزاق... اشرب كوباية اللبن على ما أنده عليها من المطبخ.
ابتسم "عزيز" وهو يرى العم "سعيد" يُغادر الغرفة لكن تلاشت ابتسامته عندما عاد حديث العم "سعيد" يتردد داخل أذنيه.
شعور كان جديد عليه وعليه أن يثبت لنفسه سريعًا أن تلك الفتاة التي تعيش داخل أسوار منزله ما هي إلا ابنة شقيق سائقه اليتيمة التي عليه ألا ينظر إليها إلاّ بنظرة تحمل العطف.
زفر أنفاسه بقوة وأسرع بنفض رأسه من أفكاره عندما استمع إلى صوت نحنحة العم "سعيد".
_ تعالي يا "ليلى"..."عزيز" بيه عايز يسمع منك موضوع العامل عشان يعرف يساعده ويرجعه المصنع.
أطرقت "ليلى" رأسها عندما صارت بمنتصف الغرفة ووقف جوارها العم "سعيد" يحثها على الحديث.
YOU ARE READING
ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة)
Romanceالنساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين. "ليلى" الفتاة اليتيمة، صاحبة الأربعة وعشرون ربيعاً التي تڪفلت بتربيتها عائلة وبعد وفاة تلك العائ...