الفصل السابع عشر

20.5K 550 24
                                    

🌻ظَنَّهَا دُّمَيَّة بين أَصابِعِهِ.🌻

الفصل السابع عشر

أغلق "عزيز" أَزْرَار قميصه بِعُجالة لكن حركة يديه عند الأَزْرَار العلوية تباطأت.

زفرة طويلة خرجت من شفتيه عبرت عما يجيش بصدره.

عاد المشهد -الذي لم يمر عليه سِوَى ساعةً واحدة- يخترق ذاكرته.

لقد ركض وراء القِطة ...لم يدفعه فعل هذا إلاّ من أجلها هي عندما وجدها تركض بلهفة وراء القِطة وتنادي اسمها.

أسبل جفنيه مع خروج تنهيدة عميقة منه واستكمل إغلاق أَزْرَار قميصه وقد علت وجهه الحيرة من أفعاله الأخيرة.

التقط المِشْط ليُمَشط به خُصلات شعره الغزير بحركة سريعة ثم التقط قنينة عطره.

هبط درجات السُلم بخفة ليتحرك صوبه العم "سعيد" قائلًا.

_ مكنش المفروض تطاوعهم يا بيه وتوافق إن القطة تفضل في الجنينة... مش كفايه خربشتك في ايدك.

لقد نَسِيَ أمر خَرْبَشَة القطة له.

ألقىٰ بنظرة خاطفة نحو يده..؛ فأسرع العم "سعيد" بالإقتراب منه لرؤية ما فعلته القِطة.

_ يا راجل يا طيب متقلقش.

_ أقول إيه عليهم... بقى يخلوك يا بيه تجري ورا قطه.

ابتسم "عزيز" وربت على كتف العم "سعيد".

_ مَا دام البنات عايزينها سيبهالهم يا راجل يا طيب.

امتقعت ملامح العم "سعيد"، فهو بالفعل رضخ لأمره وأخبرهم أنه لولا موافقة السيد "عزيز" ما كان أبقى تلك القِطة بحديقة المنزل.

_ نص ساعه بالكتير وحضر الغدا.

قالها "عزيز" بعدما نظر إلى ساعة يده واتجه إلى غرفة مكتبه حيث جلس "نيهان" يتحدث بهاتفه.

أشار إليه "عزيز" أن يواصل كلامه...

أنهى "نيهان" مكالمته واقترب منه يجلس قُبَالته ثم أطلق زفيرًا طويلًا بعدما أرخى رابطة عنقه قليلًا.

_ مشاكل العمل لا تنتهي يا صديقي.

كان "نيهان" يتحدث اللغة العربية بمزيج من الفصحى والعامية المصرية؛ لكثرة تواجده في مصر ومشاريعه.

_ شربت قهوتك؟؟.

تساءَل "عزيز"، فابتسم "نيهان" ثم مسح على بطنه.

_ يا رَجُل أنا جائع...  متى سيأتوا ضيوفك.

اعتدل "عزيز" في جلوسه، ثم نظر إلى ساعة يده وكاد أن يتحدث لكن "نيهان" قطع كلامه مازحًا بلُطف.

_ صحيح يا رَجُل مَن تلك الفتاة التي ركضت وراء قِطتها... لم أصدق عيناي وأنا أراك تركض وراء قِطة لكن يبدو أن تلك الفتاة جعلت "عزيز الزهار" ينسى كرهه للقِطط.

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن