5- مكتب من ذهب

279 49 9
                                    

في البداية, لم أستطع رؤية أي شيء على الإطلاق. يبدو أن حب المال لم يكن هو الشيء الوحيد المشترك بين الخال بوفورد والسيد امبروس: كان الميل إلى الإضاءة الخافتة موجود أيضا على القائمة. من المرجح أنهم يفكران في أنه سيكون مضيعة ترك هذا الضوء يدخل إلى الغرفة دون أن يكون هناك العدد الكافي من العيون حاضرة لاستخدمها بالشكل الصحيح.

لذا انتظرت حتى اعتادت عيني على هذه الكآبة. انتظرت, وانتظرت اطول, حتى حاوطني الصمت.

آه. اذا سيكون هناك ثلاث اشياء مشتركه بينهم: البُخل, الظلام وقله الكلام. افترض ان بامكاني توقع الكثير من رجل تحدث معي ومع اخواتي لثلاث مرات تقريبا منذ تبنينا منذ أكثر من عشر سنوات.

لذا انتظرت اكثر قليلا. واكثر. الشيء الوحيد الذي أدركته عندما اعتادت عيني ببطء على الظلام هو الذهب. اكوام منه. كانت العملات مكدسة على المكتب, علي المقاعد, فوق و بجوار الصناديق, حتي فوق المصباح الموجود في الزاوية. قطع من الورق كانت تقريبا في نفس عدد العملات: كانوا متناثرين كل شيء, في كل مكان, مختلطة مع العملات في فوضى منتظمة فقط رجل واحد في عقلي كنت واثقه من انه سيكون قادرا على فهمها.

"تقدمي إلى الأمام, يا فتاه!"

اجفلت للحظة, جاء الصوت من مقعد ذو ذراعين مرتفع الظهر الموجود مواجها للباب. من فوق مسند الظهر, رأيت ما قد يبدو وكأنه قمة قذيفه مدفعيه ذات ألوان غريبة. ولكن بعد وهلة, ادركت انها كانت رأس أصلع.

"لقد تقدم الى الامام! قصدت بذلك ان تأتي من حول الكرسي, حتى أتمكن واللعنة من رؤية وجهك جيدا!"

اوه. سمة أخرى مشتركة مع السيد امبروس: نفاذ الصبر. ربما كلاهما يعرفان بعضهما البعض بعد كل شيء.

اسرعت حول الكرسي وانحنيت على عجل أمام الهيئة الجالسة. لم يستغرق الأمر وقتا حتى اعتدلت من جديد وحصلت على نظرة جديدة على الخال بوفورد لأول مرة منذ سنوات.

هو لم يكن يتمتع بالجمال بشكل خاص بالمعايير التقليدية. رأسه الأصلع كان مغطي بعلامات العمر البنية اللون, وكذلك كانت الأنف الجاحظة في وجهه. زوجين من العيون العميقة اللتان كانتا مثبتتين علىّ بشكل تهديدي. ربما كانت ذقنه قاسية ورجوليه, لكنها كانت مختفية خلف لحية بيضاء عملاقة على ذقنه مثل شجيرة متضخمة بيضاء من سيبيريا. حاجباه الكثيفان كانتا ضخمتين وجبتهته مجعدة للغاية لدرجة بدت وكأنها موطن دائم للعبوس, وجسد معضل متلحفا في معطف رديء من اللون الرمادي والاسود القذر. باختصار, بدا وكأنه سانتا كلوز بعد يوم طويل مليء بالمداخن المسدودة.

"هل انتهيتِ من فصحك يا فتاة؟" قال بصوت هادر.

اجفلت وعقدت ذراعي امام صدري. اما على جانبي رأسي فقد شعرت بأذني تحترقان.

في قلب العاصفة - الجزء الثاني (مترجمه)Where stories live. Discover now