8- فتاة المصنع

259 49 5
                                    

داخل المصنع, كان المكان مظلما مثل سراويل عمال مناجم الفحم الغير نظيفه, كما أنها بدت أكثر سوءا. المزيج الكثيف من الدخان, العرق, والقذارة الغير معروفة في الهواء جعلتني اسعل واغطي فمي وانفي بذراعي. يبدو السيد امبروس لا يعاني من كل تلك المشكلات. فقد سار مباشرة الى الحشد الضخم من عمال المصانع, رجال, نساء, واطفال, مجتمعين في ناحية واحدة من القاعة.

لا, ليس حشدا – بل غوغاء. فهم لديهم جميع الأدوات الضرورية للغوغائية الحديثة التي تحترم نفسها: مشاعل, فؤوس, لافتات احتجاجية ثقيلة كفايه لتحطيم رؤوس الناس, والاهم من كل ذلك: التعطش للدماء في عيونهم.

"...لن نعاني تحت نير الظلم بعد الآن!" صعد أحد الرجال فوق إحدى الماكينات وصرخ بها. اومأ كل الحشد من حوله وهتفوا له. "المبلغ الزهيد الذي يدفعه له الوغد امبروس لا يستحق حتي التبول به, ناهيك عن العمل!"

اجفلت.

هتف الحشد.

حدق السيد امبروس في الرجل. بتركيز شديد, ببروده شديده.

"سنأخذ ما نستحقه على الأقل!"

المزيد من الهتاف.

اجفلت مره اخري.

المزيد من التحديق. تحديق بارد جدا, جدا. اتساءل كيف لا يزال هذا الرجل قادرا على تحريك ذراعيه. ألم يتجمدوا بعد؟

"عندما يُظهر امبروس الوغد وجهه اللعين هنا, لن أكون خائفا منه! سأقف في وجهه, واخبره ان يذهب ويلعن نفسه! آي, سأفعلها!"

يا إلهي...

جاءت المزيد من الهتافات من الجموع.

حينها, تنحنح أحد ما. من الناحية العلمية, لم يجب حتى ان يكون الامر مسموعا بأي شكل. فقد كانت الهتافات عاليه للغايه مثل الاعصار. لكنه كان سعال مميز للغايه. ليس من نوع السعال الذي تحصل عليه عندما يكون هناك بلغم في حلقك, اوه لا. لقد كان سعالا باردا كنصل السكين, وقاطع الهتافات بكل سهوله. هدأوا ببطء, وبدأ الجميع في الالتفات ناحية مصدر السعال.

قابل السيد امبروس أبصارهم. بطريقه ما, تمكن من إدارة هراوته الغربية ذات وجه الشيطان كما لو أنها لا شيء سوى عصا مشي بسيطه. بطريقه ما, استطاع في جعل تلك الاستدارة الغير مجهدة تبدو وكانها اكثر الحركات خطورة التي قد يراها اي احد. أحنى رأسه في جزء من البوصة دون ان يرمش ولو لمرة واحدة.

"إذا فقد وجب علىّ تقديم نفسي – أنا ريكارد امبروس, وانا لست تحت خدمتك. أكنتم تنتظروني؟" ركزت عينيه على الرجل أعلى الماكينة, والذي كان فمه مفتوحا "اعتقد ان لديك شيء ما لتقوله ليّ."

تحرك فم الرجل المفتوح – لكن لم يأتي منه أي صوت. سار السيد امبروس الى الامام, متجاهلا الغوغاء. لقد ابتعدوا عنه, مخفضين مشاعلهم و فؤوسهم, بعض الناس حاولوا إخفاء اللافتات خلف ظهورهم. توقف السيد امبروس فقط عندما أصبح يقف مباشرة أمام الرجل الذي على الماكينه. و بطريقه ما, بالرغم من وقفه العامل المرتجلة الذي أن يقف اعلي رئيسه, فقد بدا كما لو أن السيد امبروس أطول منه.

في قلب العاصفة - الجزء الثاني (مترجمه)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن