لا تنظري إليّ! الفصل الرابع.

0 0 0
                                    

خرج زين من ذلك الفصل بعد أن ذكَّره رفاقه باتفاقه معهم. وتذكر أهمية ذلك الاتفاق بالنسبة له..

Zain pov :

أمي تعاني من تلفٍ كلوي وأبي يبذل قصارى جهده في عمله ولكنه لا يستطيع أن يتكفل بثمن كافة الأدوية الخاصة بأمي. وفي ظل هذه الظروف ظهرت هي أمامي. فتاةٌ هادئة الطبع لا تكلِّف نفسها عناء بناء علاقة مع أحد. تكتفي ببقائها بمفردها وقراءة رواياتها. بدت كمن لن يقع في حب أحدٍ أبدًا ؛ فلا وقت لديها لهكذا أشياء.

أثارت تلك الفتاة اهتمام بقية الفتية وبدؤوا في تحدي بعضهم البعض من سيستطيع أن يجعلها تقع في حبه ، ولكن الجميع قد رفض قائلًا أن ذلك مستحيل وحينها عرض أحمد ذلك المبلغ الكبير : ١٠٠ دولار. قائلًا أن من سيفوز بقلبها سيأخذ ذلك المال.
بالطبع لقد أثار ذلك اهتمامي فتطوعت لهذا التحدي بنفسي قائلًا : دعوا ذلك الأمر لي.
في ذلك الوقت لم أحسب حساب حدوث أي شيء بيننا. فقط أردت المال.

وهكذا بدأت في الاقتراب منها. بدايةً من استعارتي لقلمها ومحاولة التأسف على التطفل حتى مغازلتها وما إلى ذلك.
ومن المفاجئ أن ذلك قد بدأ يأتي بمفعوله. بدأت تتحدث إليَّ أكثر ، وأخذت تعتاد على تواجدي بقربها. على الأقل تعتبرني كصديق الآن.

انتظريني أيتها ال ١٠٠ دولار!

زين : ملك.
ملك : نعم.
زين : هل تستطيعين تدريسي من فضلكِ؟؟
ملك : لا وقت لدي.
زين : من فضلكِ..
ملك : لما لا تذهب إلى سوزي؟ فهي تذاكر بجد.
زين : أنا أريدكِ أنتِ.

لألاحظ احمرار أذنيها مردفة : هذا ليس من شأني! أنا مشغولة.
زين : بما أنتِ مشغولة؟
ملك : بقراءة رواياتي.
زين : هاه؟؟ رواياتكِ أهم مني؟
ملك بحزم : بالطبع.
زين بحزن : مهلًا..
أنا أفضِّل قضاء وقتي معكِ..
ملك تضحك بخفة مع خجلٍ طفيف.

كانت هذه المرة الأولى التي أرى فيها ابتسامتها. لقد كانت ساحرة.
لم ألحظ نفسي وأنا ابتسم تلقائيًا. وجدتها تنظر إليّ بتعجب متسائلة : ما خطبك؟ لما تبتسم فجأة؟
زين : أوه.. ه هذا..لقد كنت أفكر بأختي الصغرى.
ملك : هاه؟ أختك الصغرى؟ هل أنا أشبهها؟
زين : اه..نعم. قليلًا..
ملك : ههه. هذا لطيف.
ولكني لن أدرِّسك مع ذلك.
زين : ماذاا؟؟
ملك : نعم. لم أغيِّر رأيي. مازلت أريد إنهاء روايتي.
زين : يا إلهي.

لسببٍ ما .. حتى وهي تقرأ ولا تبالي بوجودي ، لم أرِد ترك جانبها.
أخذت أحدق بها وهي تقرأ. لديها شعرٌ ذو صبغةٍ بنية ، وعينان خضرواتان ذات طابعٍ حاد. رموشها طويلة وجميلة. بشرتها البيضاء التي تتألق عليها خصلات شعرها البنية جعلتني أريد إزاحة تلك الخصلات عن مرأى نظرها..
مددت يدي وأزحت خصلات شعرها ووضعتها خلف أذنها ، لألاحظ نظراتها المتفاجئة نحوي مما جعلني أستفيق وأدرك ما فعلته..

زين : آسف!!
أنا حقًا آسف! لم أدرك ما أفعله. أردت فقط مساعدتك على القراءة..
ملك : ....
حسنًا. لا بأس. أنا..سأذهب الآن.
زين : اه. حسنًا..

تركت المكتبة ثم ذهبت.

يا إلهي ما الذي فعلته..
أجننت أخيرًا؟

لأتذكر كلام أحمد الساخر : " ماذا؟ أتريد لمسها؟ "

لابد أنني جننت حقًا.

ظلت تلك اللحظة تدور في ذهني وأعاتب نفسي في كل مرة.
ماذا لو ظنت أني أغازلها؟؟ ستظن أنني لعوب..حسنًا أنا بالفعل لعوب ولكن لا أريد أكون كذلك معها..أتساءل لماذا؟ لما لا أريد منها أن تسيء الظن بي؟

عدت إلى الفصل لأجدها لا تزال تقرأ في روايتها وكأن شيئًا لم يكن. حينما اقتربت منها اتضح أن الرواية مقلوبة..بفت. هذا لطيف.

زين بنبرة أحد النبلاء : استمحيكِ عذرًا سيدتي ولكنَّ روايتكِ مقلوبة.

لتتوتر ملك : ماذا؟ أوه. لقد تعمدت قلبها..
زين : أحقًا؟
ملك متجنبة النظر في عينيه : نعم.

ليقترب من وجهها قليلًا مردفًا : إذن لما تتجنبين النظر في عينيّ؟
ملك : أنا لا أتجنب النظر إليك.
زين : انظري إلي.

لتقاوم وترفع رأسها وتنظر إليه بعينيها ذات البريق اللؤلئي - أو هكذا خُيِّل لزين - .

لم يقدر زين على مواصلة التواصل البصري فأردف بتوتر ملحوظ : لا..لا تنظري إليّ بتلك العيون!
ملك : هاه؟
تنهد زين مردفًا : لا شيء. أراكِ لاحقًا.
ملك : " ما خطبه؟ "

..______//______//______..

يتبع____

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 02 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

جحيمٌ مُزيَّن.Where stories live. Discover now