" الفصل الثاني وَالثلاثون "

111 4 0
                                    

رواية " العائلة ".

" الفصل الثاني وَالثلاثون ".

وَ إعلم يا عزيزَ القلبِ أنك لنّ تفهمَ حقيقةَ الأشخاصِ إلا وقت الخلاف ... وَلنّ تكتشفَ معادنَهُم إلا في الشدائد ... وَلنّ تتفاجأَ أنهم تغيَّرُوا معك إلا إذا خالفتَ مصالحهم ... لذلكَ سَلِ اللّٰهَ دومـاً وَ أصدُقْ في الطلب أنّ يُنير بصيرتك قبل بصرِك ... وَأنّ يجعلَ حظَّكَ هُم أهلَ المودةِ التي لا تتغير ... وَالعِشرةِ التي لا تهون ... وَالحُب الذي ليس فيه إنبهارٌ مُزيف أو وهمٌ كاذب أو حقيقة يكون أصلها سراباً ... يحسبُهُ الظّمآنُ ماءً.

        ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

مرَّ أسبوع بعد الذي حدث مع " يامن " وَ " جويرية " أخبرت العائلة بمّـا حدث حينها ... عاد " يامن " إلي القصر بعدما تعافي وَ سمح لهُ الطبيب بالخروج منٌ المشفي مع شرط الراحة في المنزل حتيَ يتعافي بشكل كامل.
البحث عنٌ " حازم " مازال مستمر لكنهم لم يتوصلوا إليه حتيَ الآن كأنُـه إختفي !
اليوم سيتم عقد قرآن " جويرية وَ يامن " بعدما أخبروا الجميع بمخططهم وَ وافقوا حتيَ تستطيع السفر برفقته.
تجلس في غُـرفتها تتجهز حتيَ يأتي المأذون مساءً ليعقد قرآنها علي منٌ أحبته قلبها ... الفتيات برفقتها ... لكنٌ سعادة الجميع ناقصة بدون تواجد " حازم " بينهم لكنهم عليهم فعل ذلك منٌ أجل " يامن " ليسافر للخارج سريعاً.
تمر الساعات كنسمات الهواء السريعة حتيَ دقت الساعة السادسة ... وَ أصبحت العروس جاهزة.
في غُـرفة " يامن " يقف أمام المرآة ينظم ملابسه للمرة الأخيرة ... ألقي علي نفسه نظرة أخيرة ثُم توجه نحو الخارج لكنٌ توقفَ عِندما وَجدَ مَـنٌ يطرق باب غُـرفته فَـأذنَ للطارق بالدخول ... أدار " حمزة " مقبض الباب وَ دَخلَ فَوجدَ إبنـه يقف في مُنتصف الغُـرفة وَقدٌ أصبح جاهزاً.

حمزة إبتسمَ لهُ وَعَينيه تلمع بالسعادة لأجله :: دَا العريس جاهز أهو.

يامن :: كُـله تحت السيطرة يا أبو العريس.

حمزة ضمه إلي أحضانه :: ألف مبروك يا حبيبي ... ربنا يسعد قلبك يارب وِ تتهنوا مع بعض.

يامن إحتضنَّ والده بِسعادة :: اللّٰه يبارك فيك يا سيد الناس ... ربنا يخليك ليا يارب.

حمزة :: خلّي بالك منٌ جويرية وَ حطها في عيونك ... أنا عارف إنك بتحبها بس إوعي في يوم السبب في وجه قلبها يا يامن ... الست لو حبيتك هتحطك جواها عينيها فَـ عشان كدة إوعي تكسرها أو تكسر قلبها في يوم.

يامن إبتسمَ لوالده :: حاضر يا بابا.

حمزة :: ربنا يهدي سركم وِ يسعدكم يارب يا حبيبي.

يامن :: آمين يارب.

خَرجَ " يامن " منٌ الغُـرفة برفقة والده متوجهين نحو الأسفل ليكون في إستقبال حبيبته عِندما تأتي.
الجميع بالأسفل ينتظرون مجيء العروس وَ إنضم إليهم " يامن برفقته حمزة " فَـ صافحوه وَ إحتضنوه بسعادة ... مرّت دقائق قليلة وَ جاءت ... تهبط سلالم القصر وَهيَ ترفع أطراف فُـستانها الأبيض القاتم المطرز بحباب منٌ اللؤلؤ اللامع ... لم يستطيع رفع عَينيه منٌ علي وجهها الجميل ... تنجح دائماً في أسر قلبه بداخلها ... تنجح دائمـاً في إغراقه بداخل عَينيها الرمادية المحببة لهُ ... نظرت نحوه نظرة خاطفة وَهيَ تبتسم بحياء خاصةً لوجود الجميع فَـ نظراته لها مُهلكة لقلبها العاشق المتيم بهِ.
وَصلَ المأذون الشرعي وَ جَلسَ في المنتصف وَ علي يمينه جَلسَ " يامن " وَعلي يساره جَلسَ " غيثٌ " ... وضعوا أيديهم بأيد بعضهم وَ وَضعَ المأذون يده فُوق أيديهم وَ بدأ في عقد القرآن ... جلست علي المقعد المجاور لأبيهـا تستمع إلي حديث المأذون بقلب ينبض بقوة ... كانت تظن بأنٌ تلك اللحظات ستمر مرور الكرام ... لكنها أصعب لحظات تمر بها الفتاة ... ستكتب علي إسم رجل آخر خلال دقائق فقط ... ستفارق أبيهـا الذي ظلّت برفقته طيلة عمرها خلال دقائق معدودة فقط ! ... نعم لن تتزوج الآن لكنٌ الفكرة ذاتها تجعلها هشة ... في لحظة كانت ستقول لهم بأنٌ يتوقفوا وَ أنها لا تريد الزواج.
وجدت أبيهـا يضعَ أمامها الدفتر حتيَ تضع إسمها وَ توقع علي عقد الزواج ... أخذت القلم منٌ بينٌ يده وَ نظرت لهُ وَ الدموع تلمع في عَينيها فَإبتسمَ لها بحنان يحاول منع دموعه منٌ السقوط علي وجنتيه ... كتبت إسمها جوار إسم " يامن " ثُم وضعت القلم فَـوجدته يطالعها بنظراته الحنونة فَإبتسمت لهُ بحُـب.
دقائق وَ أنهي المأذون حديثه بالجملة الشهيرة وَ نظرت إلي زوجها حينما قال المأذون " بارك اللّٰه لكما وَبارك عليهما وَجمع بينكما في خير ".
إحتضنت والدتها وَ والدها يباركون لها كذلك فعلوا الفتيات معها ... تقدم مِنها بخطوات ثابتة وَ توقفَ أمامها ثُم وجدته يضمها إلي أحضانه بذراعه السليمة فأخفضت وجهها بخجل وَ ضمته بذراعيها في حياء شديد وَ إستمعت صوته الهامس يقول لها..

رواية " العائــلة " الجــزء الثـاني .. بقلم الكاتبة " شروق محمود" 💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن