الفصل الثامن

807 14 1
                                    


الفصل الثامـن

صُعقـت حرفيًا .. وتجسـدت الصدمة امامهـا وهي تـرى " سليم " والفتـاة امامـه شفتاها تكاد تلامـس شفتـاه !!!!
اقتـراب من مجرد رؤيتـه فقط خجلـت وغضبـت في آن واحـد !!
اقتـراب !!!
حروف لم تتمناها يومًا، دائمًا كانت عليها أتربـة الخطر فتتجنبهـا .. وخاصةً مع ذاك الصقر !!
اقتـربت منهم ومن ثم صاحت بغضب واضـح :
_ إنتـم اية اللي عامليـنه ده ؟؟؟
ابتعـدت الفتـاة بتوتـر، فيما رفـع سليـم حاجبه والأيسر ورد ببرود :
_ إية نظرك بقا ضعيف ولا إية يا أنسة
وإتسعـت حدقتـا عيناها من بـرود لم تتوقـع ظهـوره في موقف كهذا ؟!!!!
يجعـل البـرود خلفيـة لوضعه - المخجل - الان بدلاً من الاعتـذار ؟؟!!!!!
هـزت رأسها نافيـة وقالت بحدة :
_ لا نظري مش ضعيف، إنتم اللي احترامكم لذاتكم قبل اي حد بقا ضعيف أوي كمان
كلماتهـا كـانت محقـة .. مصوبـة في الاتجـاه الصحيح ...
ولكنه .. لن يسمـح لها بتخطي حدودًا رسمها لأي انثى !!
نظـر لها مضيقًا عينـاه وهتف بجمود :
_ حاجة ماتخصكيش
وجهت سيلا نظراتها القاتلـة نحـو تلك الفتـاة اللعينـة لتزمجـر فيها :
_ وإنتِ يا حيوانة إية قليلة حيااا، انا هطلب لك بوليس الاداب حالاً، واقول شوفتهم في وضع مُخـل، وتتطردي إنتِ من الشغل اللي إنتِ مش مقدرة قيمتـه ده
جحـظت عينا الفتاة ولمعت بخـوف حقيقي ..
اما سليـم فقد كان يرمـق سيلا بنظرات لم تروق لها ابدًا !!
نظرات تختـرقها بحثًا عن غيـرة فطرية في بحـر عيناها العسلية !!!!
غيرة !!!!
نعم .. لم يكـن سليم بشخـص ساذج حتى يغفـل عن خيوطًا واضحة من الغيـرة انسدلت من كلماتهـا !!!!
ليشيـر للفتـاة بصوت آمـر قائلاً :
_ روحي إنتِ شوفي شغلك
نظـرت له الفترة بقلق وتساءلت :
_ طـب آآ هي
قاطعهـا بصوت اكثر خشونة :
_ قولت روحـي
اومـأت وهي تسير متجهه للخـارج ..
تاركـة القطـة الشرسـة تحاول خدش الصقر !!
واقتـرب سليـم من سيلا، اقتـراب جعل انفاسهـا تتضطـرب ....
ظل يقتـرب وهي تعـود للخـلف حتى إلتصقـت بالحائـط خلفهـا، إلتصقت به اكثر وهي ترى اقتراب سليم يزداد !!!
يزداد ليحيط بها كهالـة تخنقهـا قاصـدة ذاك التوتر الممتع بالنسبة له !!
همست بصوت قد يكون ثابت الي حدًا ما :
_ إبعد ماتقربش اكتر من كدة
هـز رأسـه نافيًا وهو يقترب اكثـر ملتهمًا تلك المسافة بينهـم وهمس بجوار اذنيها :
_ متقدريش تعملي لها حاجة، إنتِ خدامة عندي، مش مراتي !!!
نظـرت له متسعـة حدقتاهـا !!
فاقتـرب مرة اخرى يكمل همسـه العابث :
_ غيرانة لية، ولا دي غيرة طبيعية يعني كمن إنتِ فكرتِ إني مهتم بيكِ
دفعتـه بيدها وهي تسارع مبررة :
_ لا طبعًا غيرة إية أنت مجنون !!؟
سألها بخبث :
_ تفسري بأية إنفعالك ده ؟
رفـعت كتفيـها لتقول بلامبالاة مصطنعة :
_ كل المشكلـة يعني إني شوفت سفالة مفروض متحصلش في مكان عام كدة، إية مش خايف حد يشوفك
وبغـرور لا يصطنعـه قال :
_ أنا الصقر، مابخافش غير من اللي خلقني يا أنسـة
وملاحظـة خاطفة طـارت فـوق سمـاء صدمتهـا من جبروتـه
" لا ينطـق أسمهـا ابدًا !!!! "
وكأن تلك الحـروف كانت وبـاء يخشى على نفسه نطقهـا ؟!
بدلها بحـروف مرصعـة بالحـدة والجدية الزائـدة " أنسـة " !!!
لوت شفتاهـا بتهكم وقالت :
_ طب ابعد يا صقر عشان مابحبش الحيوانـات الجارحة
إحتـدت عينـاه .. ومن نيـران تتقافـز بين عيناهـا، لمستـه بغضبًا جم في روحه هو !!!
فأمسك فكهـا يضغط عليه بقوة محذرًا :
_ للمرة الأخيرة بقولك خدي بالك من كلامك لاني هاجي في مرة هقطـع لك لسانك ده
إبتلعـت ريقهـا بازدراء، وخوف داعبهـا من إهانة وسخرية خرجت زائـدة بين حروفهـا ..
وربمـا ستضطر للتراجع عنها على حساب كرامتها التي اوشكت على النفاذ امام ذاك الصقـر !!!!
ابتعـد عنهـا وهو يأمرهـا مشيرًا للفستان :
_ خشي غيري هدومك وفي ثواني ألاقيكِ ادامـي سامعـة
غمغمت بضيق وهي تدلف :
_ سااامعة خلاص اسكـت
ودلفت مسرعة مرة اخـرى، بينمـا اتجـه هو للفتـاة مـرة اخـرى !!!!
وبعد دقائق انتهت سيلا وخرجـت وهي تزم شفتاها بضيق اجتاحهـا ويسيطر عليها منذ مقابلتها لهذا الصقـر !
وكان ينتظرها هو في الخـارج وبيده الملابس التي اشتراها لها ..
وما إن خرجـت سيلا ورأتـه مرة اخرى حتى صُدمت من الفتاة التي كانت تقف بجواره ...
تنهـدت وهي تُقسـم أن شحنـات الغضب في العالم كله اختزنت بداخلها هي لتفرغها اليوم !!!
وصلت امامهم فاستطردت ساخرة :
_ إية جاية عاوزة تتهزقي تاني ولا أية ؟
اجاب سليم بدلاً منها بصلابة :
_ لا جاية عشان تعتذري لها علي اللي قولتيه جوة
رمقتـه بنظرات غاضبة .. حزينـة .. مترجيـة .. نظرات كانت كالسلاسل تحاول تقييده بها عن ذاك الاعتذار المخجل ولتلك الفتاة تحديدًا !!!!
ولكنه لم يأبه وهو يشدد على حروفه قائلاً :
_ يلا ياريت بسرعة عشان تشوف شغلها اللي هي عارفة قيمتـه كويس
اغمضـت سيلا عيناها عن تلك النظرات المنتصرة بعين تلك الفتاة لتهمس :
_ سوري
ثم استدارت لتركـب السيارة مسرعـة، وكأنها تختبئ من عـار اوصمه هو عليها بكلمة واحدة !!!
ولكن كلمة لم تنطق بها يومًا لأي شخص سوى جدهـا فقط !!
ولكن فجأة اغلقت البـاب لتركـض مسرعـة كالقطـة التي فـرت من براثن - صقر جارح - و...... !!!!!!!!!

شظايا قسوته بقلم رحمة السيدWhere stories live. Discover now