الفصل الثاني عشر

417 4 0
                                    

الفصل الثانـي عـشـر

أستـعدت " سيـلا " للرحـيل، استعـدت للفـرار من مستنقـع الإهانـات التي لم تُنـسب لها من الأسـاس !!
واستأذنـت " فاطيمـا " في بعض الأموال للعودة للقاهـرة، وبالطـبع لم تمنـع الاخرى بسبب جهلها في الأمـر، والطيبة التي غمـرت بهـا سيلا !!!!
ظـلت تنظـر بكـل جـزء من المنزل بابتسامة لا تعـرف هي حزينـة .. ام سعيدة للعودة .. ام مشتـاقة !!!؟
لن تخـبر أي شخـص بذاك الرحـيل ؟!
لن تتركـهم يؤثـروا عليها ولو للحظـة، إن كانت ستشتـاق لهم ذرة أشتيـاق ..
فأشتياقهـا لأهلها اضعـاف الذرات التي تحثها على الإسـراع !!
ولا تعـرف تحديدًا ما الـذي اجبـرها على الاتجـاه لغرفـة " سليـم " في هذا الوقت تحديدًا الذي تعلم فيه أنه غير متواجد !!
السـبب مجهـول .. واجابته غير مرغوب بها ابدًا !!!!!
وصـلت امام الغرفـة، وشيئ خفـي يجعلها تُكـمل ما أتـت له !!
تريد سبـر أغـوار غامض وحاد ولو مرة !؟
فتحت البـاب ودلفت لتغـلق البـاب خلفهـا
شعـرت بحركـة خفيفة في الغرفـة فأنقبض قلبها بين ضلوعها بخـوف بدء يتسلل لخلايـاها وهمست :
_ في حد هنا ؟!
من تهاتـف وهي تعلم أنه من المفتـرض عدم تواجد أي شخـص !!!!!؟
وعند هذه النقطـة اضطربـت انفاسهـا، وأمتلك القلق قلبها بقبضته ...
إلتفتت مرة اخرى بفـزع :
_ مييييين !!؟
بينما الاخـرون يشيـران لبعضهمـا، فأشار احداهما للأخـر فانطـلق باتجـاه سيلا التي ما إن استدارت حتى فاجئهـا بقطعة قطنية مخدرة افقدتهـا وعيهـا على الفـور !!!!!!

**********

وصـل سليـم ركضًا نحـو المستشفـى، وقلبـه لا يتركـه الهـلع والأرتيـاع ..
هلع من فقـدان ما لا طاقة له به، فقـدان سيأسـره خلف جدران الوحدة والانتقام مرة اخرى !!!!
وهل له من طاقة للمتابعـة ؟!
وبلا شــك بالطـبع لا .. نفذت وأنتهى الأمر ..
وسؤاله للأستقبال المعتاد ليتجـه للغرفة التي قطنت بهـا شقيقته المعنويـة ..
ليجـد ياسيـن يجلس امام الباب ويـداه تحيـط بوجـهه الأسمر .. تحيطه علها تخفي خطـوط الأسف واليأس من على محياه !!
فسأله سليم مسرعًا :
_ فين نادين ؟
وبادله الاخر السؤال :
_ إنت اخوها ؟
اومـأ سليـم مؤكدًا :
_ ايوة انا
تنهـد ياسيـن وهو يشرحله مهدئًا ...
هـدوء !!!!
لم يذقـه هو منذ ما حـدث، والان يرويـه بجديـة عارمـة
وكأنه ساقي ظمأن يروي زهـوره !!!!
:
_ الحمدلله الدكتور خرج وطمني، آآ اقصد طمنا يعني، هي بقـت كويسة هي بس نزفت كتير عشان كدة اغمى عليها لكن هي بخير، وعملولها ايدهـا
اومـأ سليم زافرًا بارتيـاح :
_ الحمدلله
وسرعان ما سأله بحدية الصقر التي تظهر - تلقائيًا - عند الخطـأ وكأنه عقاب لا ينتظر الحكم :
_ إزاي قدرت تمسك حاجة تنتحر بيها، وأية اللي وصلها لكدة، مش حضرتك الدكتور المسؤل عن نفسيتها
اومـأ مؤكدًا بأسف :
_ ايوة يا استاذ سليم، بس حضرتك انا كنت فـ بيتي وقت ما عملت اللي عملته، وحقيقي أنا مش فاهم إية اللي وصلها لكدة، مجرد شك بس
بالـرغم من تأكـده مما حـدث ..
بالرغم من يقينـه أنه كان سببًا مشتركًا فيما حدث لها !!
إلا انه نفـى علـه يخفف تلك السلاسل عن عنقـه قليلاً !!!!
فسأله سليم مضيقًا ما بين عيناه :
_ أكيد هنتكلم وهفهم كل ده، بس أتطمن عليها دلوقتِ
اومـأ وهو يشير نحو الغرفـة :
_ طيب، هي في الأوضة
سأله مستفسرًا :
_ لوحدها ولا في حد ؟
ورد بجدية :
_ المساعدة كانت معاهـا جوة وخرجت من دقايـق
أتجـه سليـم للداخـل فوجـد ناديـن قد عادت لشرودها الأبدي مرة اخرى ..
فاقتـرب منها هامسًا بحنان قبل أن يحتضنها :
_ نادووو، سلامتك يا حبيبة أخوكِ
وابتسامـة ضعيفة لم تنتظـر الأذن شقت شفتاها المرتعشـة !!!!
وكأن الاستجابـة لا تظهـر إلا عند دفعة الحنـان ؟!
نظـر في عيناهـا وهو يمسـك وجهها بين يديـه الخشنة برفق ليسألها وكأنها شخصًا طبيعيًا يتحدث معه :
_ سمعت أنك قولتي اسمي وإنتِ بتفقدي الوعي
لم يجـد استجابـة فأكمل بتنهيدة حارة :
_ صدقيني يا ناديـن زي ما إنتِ محتاجاني أنا محتاجـك أكتر بكتييير
واحتضنهـا بحنان أخـوي صـادق ..
وكان ياسين يراقبهم من خلف الزجـاج بأعين متلهفـة ..
يخشـى المواجهة بصعوبتها واعتذراتها واسفهـا المخـزي .. لا يرغبها بالمرة !!!!
أشـار له سليم من الداخـل فدلـف بهدوء يقدم واحدة ويؤخر الاخـرى ..
أصبـح امامهم تمامًا، فأشار سليم نحو ياسين هاتفًا بهدوء لنادين :
_ فكراه يا نادو، ده ياسين الدكتور بتاعـك
وببطئ رفعت عيناها نحـو ياسيـن الذي كان مترقبًا رد فعلها
رمقتـه بسهام الخزي والخـذلان !!
والخذلان من حنان كانت بحاجته فلم يكن بجوارها ليمدها به !!!!
قطـع حديثهم الصامـت صوت الباب الذي فُتح لتوه بعد طرقة خفيفة على الباب، لتدلف الممرضة ممسكة بتقرير في يدهـا، وكادت تعطيـه لياسين إلا ان سليم اخذه منها وهو يسألها بخشونة :
_ إية ده ؟
رفعت كتفيها تجيب متعجبة :
_ ده تقريرها يا فنـدم
سألها مرة اخرى :
_ ايوة تقرير عن أية يعني مش هي كويسة ؟
اومـأت مؤكدة بهدوء :
_ ايوة يا فندم هي بخير، بس ده تقرير من دكتور النسـاء في المستشفى عشان نطمن على مدام ناديـن بس !!!!!!!!!!!
وصدمة كادت تصبـح شهقة !!
مـدام ؟!!!!!!

شظايا قسوته بقلم رحمة السيدWhere stories live. Discover now