Part 8

277 9 0
                                    

وعندما وصلت إلى المدرسة الفاخرة
اجتمع الطلاب حولها كفريق واحد. همساتهم ملأت الهواء..ولم تستطع معرفة ما إذا كانوا يسخرون منها أم معجبون بها. لا يهم على أي حال
كانت الهمسات تصم الآذان في وسطها. كان اهتمامهم منصبًا عليها
ولم يكن بوسعها إلا أن تتساءل عن أفكارهم الحقيقية وما إذا كانت كلماتهم ستقطع مثل همسات الماضي.. أم أنها ستكون لطيفة للغاية بحيث تتساءل عما إذا كان ذلك مدحًا...لكن في اعماقها كانت تعلم انه ليس خيرا ابدا...فلم يكن خيرا دوما لها

وعندما اقتربت رأت ألد أعدائها آرام . كانت ابتسامته مفترسة، كما لو كان قد تذوق هزيمتها بالفعل. يبدو أن المدرسة بأكملها قد تجمعت حولها وحوله ولم تستطع الهروب من نظرتهم المليئة بالازدراء
كانت تلك النظرة مثل آلاف الخناجر التي تخترق روحها لكنها لم تستطع النظر بعيدًا. أخيرًا التقى بعينيها ولم تجد مفرًا هناك
مزقتها نظراته. وكأن ذلك لم يكن سيئا بما فيه الكفاية فهو لم يكتفي بهذا وحسب بل أحرق مكتبها وملابسها الاحتياطية وأوراق مشروعها الفلسفي التي قضت اسبوع كامل وهي تبحث فيه

يقترب آرام، وتستطيع أن تشم رائحة أنفاسه، وهو يبتسم ابتسامة عريضة الآن، على نطاق واسع جدًا

آرام: تبدين محطمة تمامًا يجب أن أعترف بأنني فخور بإنجازي
رين: وماذا لديك ضدي؟ هل هذه لعبة مرضية بالنسبة لك؟ انها لعبة مريضة!

ارام: لا شيء شخصي. أنا فقط أحب الحصول على القليل من المرح على حساب الآخرين. لا تشعري بالإحباط يا جميلتي، أنا متأكد أن مشروعك الفلسفي لم يكن جيدًا على أية حال..

بدأت ضحكات الجموع تصبح اعلى واعلى...هذا ما جعل رين تعتصر عيناها بقوة وتعض شفتاها حتى اصبحت تدمو محاولة تمالك نفسها..لم تكن تنوي منح ارام الرضا برؤيتها تبكي

نظرت رين لعيون ارام بخيبة امل واخذت نفسا طويلا قبل ان تسير باتجاه المدرسة...فلا شيئ لتخسره اكثر
وقد دُق المسمار الأخير في نعش كرامتها.

أخبر رين المعلم عن تصرفات آرام، ولكن كالعادة، لم يتم فعل أي شيء. كانت المدرسة مملوكة لوالد آرام ولن يجرؤ أحد على مخالفته. لقد تُركت تعاني في صمت لوحدها، مع غضبها وحزنها المكبوتين في داخلها وليس هناك من تتحدث إليه...فهي مجرد ذبابة لمجتمع مخملي كاذب وفاسد..

احضرت طاولة وكرسي اخر وقامت هي بنقلهما للصف بدلا من مكتبها الذي تم احراقه بالاسفل في مدخل المدرسة

_____________________________
لقد مرت رين بأيام عديدة في الفصل الدراسي وهي تشعر بالفراغ بداخلها. وكانت بالكاد تستطيع الاهتمام بالدروس والأنشطة التي تجري من حولها. كانت تمتلئ بأفكار الغضب والإحباط، وكان الأمر يزداد سوءًا مع مرور الأيام. لقد بذلت قصارى جهدها للبقاء نشطة ومشاركة ولكن كل ما فعلته بدا وكأنه عمل روتيني وكان بمثابة صراع بالنسبة لها كان الأمر مثل أكلها من الداخل إلى الخارج

نِزاعُ الحُبWhere stories live. Discover now