-
غلاب وقف وهو يهوجس: معقوله هي؟ هي طلعت بوقت الصلاة ورجعت مالقيتها مايمديها حتى بالخمس دقايق ذي الي غبت فيها تبعّد ولا تطلع عن الحاره وانا مدورها في كل مكان فيها وحولها!
طلّع جواله من جيبه بسرعه وهو يدور رقم ثاري اللي رد على طول: هلا غلاب وش فيك
غلاب بسرعه: البنت الي تقول بنت صديقة امك للحين عندكم؟
ثاري: مدري انا برا البيت
غلاب: ارجع الحين وشوفها هي عندكم ولا لا ، بخلي رها تجيكم
ثاري باستغراب: وش فيك وش صاير !
غلاب بنرفزه: بعدين افهمك ماعندي وقت
كلّم رها الي ردت بملل: وش عندك
غلاب بحده: الحيين تشيلين نفسك وتروحين لبيت مشاعل تشوفين نواره عندها ولالا
رها بصدمه: غلاب انت مسخن ؟ وش بيجيب نواره عندها!
غلاب: رها ترا النفس من صبح وهي ماهي طيبه عليك، سوي الي قلت وانتي ساكته
رها كشرت: وانا وش دخلني شايفني امي ولا رزان؟ بعدين غويلب مسنتر بالصاله ماراح يخليني اطلع لين يعرف ليه بطلع
غلاب غمض عيونه بصبر: انا داري محد منكم فايدني
قفل بوجهها بعصبيه وهو مو حاس برجفة جسمه،
مروان لّف عليه: ياكابتن وش فيك؟ صوتك واصل أخر المطار
غلاب تنهد: مروان تكفى أسكت عني
مروان: طيب اذا الموضوع كبير لهذي الدرجة روح وانا بغطي مكانك، الرحلة قريبة يمديني أمسكها لحالي
غلاب ناظره: بس انت مساعد طيار..كيف بتمسك الرحلة كلها لحالك؟
مروان بهدوء: يارجال كم مره سواها فيني سلمان وخلاني امسك الرحله لحالي، ولاتنسى أن ترقيتي بعد فتره
غلاب بتردد: يعني اكيد خلاص أعتمد عليك وأروح؟
مروان اومئ: روح ولا عليك شر اطمئن ، وأنت كذا كذا مسجّل بالنظام في اجازة ماعليك حساب
غلاب تنهد براحة قبل يحضن مروان بسرعه: الله يطمن قلبك جميلك مابنساه بردها لك باقرب وقت
مروان بضحكه وهو يرفع قبعة غلاب الي طاحت: امسك امسك وانتبه على راسك لايطير مع القبعه
طلع غلاب بخطوات راكضه وهو يدور بعيونه عن سيارته ، ركبها وإنطلق بأقصى سرعة وهو كل الي يبيه يكون ظنه صحيح ونواره عرّف مكانها
-
بيت ضـاحي/
وقفت رها وهي تراقب الصاله اللي فيها غزيل وغالب وأمها وكشرت، كيف تطلّع قدامهم؟
رجعت ترتكي على الدرابزين وهي تفكر بطريقة تطلع منها وتفكر كيف أصلًا نواره أنتهى فيها المطاف عند مشاعل لو كانت فعلًا عندها؟
طلعت جوالها وهي تكلم ثاري الي رد بطفش: هاه بعد انتي تبين اشوف منهي بنت صديقة أمي؟
رها رفعت حاجب: بنت صديقة أمك؟ كيف صارت نواره بنت صديقة أمك؟
ثاري وسّع عيونه: نعم! نواره؟ البنت السعوديه الي مع غلاب ماغيرها؟ وش جابها عند امي!
رها: وانا شدراني عن امك كل شي نلقى لها يد فيه
ثاري بتوتر: أنتي متأكدة إنها نواره؟
رها: مدري عن غلاب، مدري أصلًا كيف جاب هذا الإستنتاج؟
ثاري اللي مازال ما أستوعب: طيب أنا بروح البيت الحين أشوف هي هنا ولا بسأل امي
رها: يلا وعلمني ترا غلاب معصب مننا كلنا بعد اللي سووه رزان وغالب
ثاري وهو ينزل من سيارته باستغراب: ليش وش صار؟ وش فيكم انتم وش سوو!
رها: سالفه طويله بعلمك فيها بعدين ، كنت بجي بس غزيل مسنتره عند الباب فيني خير أطلع
ثاري كشر: عمتي غزيل هنا! معناته بتمر علينا بعدكم
رها شهقت: ياصدقك انا نسيت من الموضوع هذا .. والبنت الي عندكم لو طلعت نواره؟!
ثاري بإرتباك: اصبري خليني أنزل وأشوف وش بيصير، كلمي غلاب علميه شكله ما أستوعب أن غزيل بتجينا ، والله بنروح كلنا في خبر كان وبتحطنا معه في هالمصيبه
رها بتوتر: الله يقلعه هو ومصايبه كل شوي مطيحنا معه وحنا الي ناكلها
قفلت من ثاري وهي تتصل على غلاب الي ما يرد، إتصلت مرة ومرتين لين رّد بالثالثة بعصبيه: خير وش تبغين
رها بعصبيه: يا حيوان بتجيب فينا الطاعه انت ، غزيل هنا فاهم يعني وش؟ يعني دام جتنا اول وماراحت لبيت مشاعل قبلنا فهي بتروح لها بعدنا ونواره على قولك هناك وش بنسوي رد؟
غلاب شهق: الله يقلع ام الشغله مافكرت فيها نسيت منها وهي مالقت تجي الا اليوم! حبكت يعني
رها: اسمع انا برتز عندها تحت والهيها معك نص ساعه بس نص ساعه تروح تطلع نواره ، ثاري عند بيتهم الحين يستجوّب أمه
غلاب وهو يزيد سرعة السياره: يلا يلا جاي الحين انا
رها بإستغراب: لحظة صدق ! انت مو كان عندك دوام؟
غلاب بانزعاج: مو وقتش يا شيخه انزلي خلصي
قفل غلاب بوجهها وهو ينتظر رد من ثاري ، نزلت رها بتوتر وهي تجلّس جنب غزيل الي ناظرتها بنص عين: وش فيش انتي
رها ابتسمت بعبط: مشتاقه لش يا عميمه
غزيل رفعت حاجب: الله اكبر عليش كل ما جيت انحشتي فوق ولا برا البيت والحين اشتقتي ؟ وش وراش يا بنيه
رها بلعت ريقها بهمس: مايفوتها شي اهب ولاتسد!
غزيل عقدت حاجبها: وش تقولين انتي؟
رها تحمحمت: اذكر ربي يا عمه ماقلت شيء
غزيل نزلت نظرها لساعتها وغالب ورزان ناظرو اختهم باستغراب من تصرفاتها
رها لفت على غالب وهي تحرك شفايفها: لاتخليها تطلع
غالب عقد حاجبه بعدم فهم ورزان الي فهمت عليها دنت من غالب بهمس: تقول لاتخليها تطلع
غالب باستغراب: ليش ! خلها تروح
رها وقفت مع عمتها من شافتها وقفت بسرعه: عمه على وين وين رايحه تو الناس
غزيل: بروح لبيت مشاعل قبل يذن العشا..وش يفكني من لسان هالعوبه ان درت اني جيتكم ولا جيتها
رها: والله مادرت عنش يا عمه بس تبين تروحين تاخذين العلوم
غزيل بعصبيه: وشهو يا قليلة الحيا !
غالب وسع عيونه وهو يسحب رها عنده: ماعليه يا عمه تمزح معش ماهو قصدها شي
رها وهي تناظر جوالها وتراسل ثاري: ايه امزح معش وش فيش نارٍ شابه ؟ اقعدي اقعدي بس عندي لش علوم
غزيل بحده: مزحش ماصخ لاعاد تعيدينه ذي المره مشيتها بكيفي المره الجايه ماهي سالكه ، وش علومش ماوراش الا الضعوي
رها بإرتباك تشبثت فيها قبل تطلع وبكذب: شسمه فيه مشاعل لقيت وحده في الجامعه من جماعتها وتقول انها بتخطب لثاري وهي ما شاورتش ولا علمتش
غالب ورزان توسعت عيونهم وهم ينتظرون رها وغزيل شهقت بعصبيه: وانا بنتك يابوي، والله الي تعقب العقربه ما زوّجت ولد اخوي وانا مدري..منهي منهي مقصوفة الرقبه ؟
رها: اجلسي اجلسي وريحي يا عميمه خليني أعلمش السالفه كلها من طقطق لسلام عليكم
جلست غزيل وهي تحتّر: عجلي عجلي خلني أروح أغسل شراعها!
غالب سحب رزان على جنب: اختش وش قاعده تخبص !؟
رزان بقلق وهي تناظر رها: وش دراني عنها الله يقطع ابليسها بتدخلنا في سوالف حنا في غنى عنها
غالب بشك: انا والله شاك فيها هي وغلاب وثاري، لا اختفو الاثنين واختبصت هي معناتها وراهم سوالف
رزان: غلاب مو راح لدوامه ؟
غالب: غلاب كل شيء متوقع منه بعد اللي سواه..به عاقل يجي بيتزوج وحده ما يدري منها وشايفها في الشارع ولا كمل معها حتى ثلاث أيام ؟ هذا عاقل اسالش بالله؟
رزان فركت يدينها ببعض: الله يستر والله اني ماني مرتاحه لذا اليوم من أوله!
~
بيت مشاعـل/
دخل ثاري بخطوات سريعة وهو يدور بعيونه على أمه، مالقاها وراح ركض لفوق لأنه يدري إنها كعادتها تجلس في غرفتها تفتح الدريشة وتتسمّع على بيت ضاحي لأن غرفتها مقابلة البيت على طول على وجهه
دخل غرفتها وهو يفتح الباب بقوة خلتها تفز بعصبية: وكسر يكسر هاليدين يا قليل التربية ما تعرف تطّق الباب ؟
ثاري بحدة: وين نواره !
مشاعل بإرتباك: وش نوارته
ثاري بصبر: يمه تراي ماسك نفسي بالعافية، وين البنت وين حطيتيها بالمجلس ولا طلعتيها؟ مافيه أحد !
مشاعل شهقت: وش اللي ما فيه أحد! وين ذلفت ذي ابعد ابعد
ثاري وسع عيونه: يعني تعترفين إنها هي الي هنا! تعالي تعالي ما طلعت لكن ابي أعرف هي ولا لا..بنت صديقتك أجل؟ يمه وش المغزى من ذي الحركة؟ وش تبغين فيها؟ ليش تسوين كذا
مشاعل كشت عليه: طيحت قلبي، هذا كله عشانك يا الخبل لكن منت وجهن يستاهل ليت ولدي يبرد كبدي بس
ثاري رفع حاجب: عشاني؟ تخطفين البنت ومدري وش حاطه لها وعشاني؟
مشاعل: ماهي خطف هي دخلت عندي برجولها ولا حطيت لها شيء، وإيه عشانك يا المخدي بياخذها غويلب بياخذ بنت التاجر فوق وظيفته وانت تصفى على الحديده لامال ولا وظيفه ولا عماة عين
ثاري حط يده على راسه: استغفرالله ياربي ، يمه أنتي بعقلش ؟ والله أني من هول الصدمة ماني قادر أعلق!
مشاعل كشرت: والله قومك غبائك وانا أمك
ثاري بحده: بتجينا الحين عمتي غزيل، بتقعد تفتش البيت وتمّر عليه غرفة غرفة ما تقولين لي وين بتحطين البنت ؟ وش بتقولين لها لا شافتها؟
مشاعل شهقت: عمتك هنا ! يا جعله ماهو مرحبا ولا مسهلا وش جايبها مقرودة الفال ياويلش يا مشاعل وش تسوين بعمرش *رفعت راسها لثاري بصراخ* كله منك يا النحس كله منك كل ماحاولت اضبط لك شي تجيب لي مصيبه على راسي
ثاري وسع عيونه: ذلحين انا الي كله مني؟ من طلب منش تاخذين البنت وش ابي فيها أصلًا ووش دخل غلاب تراكم دوختوني اوهوه علينا
مشاعل بتفكير: قم قم شلّها وأقلعها قبل تجي غزيل
ثاري: اخو من طاع الله أشلها وين أوديها ! أنتي الي تحطين وأنا الي ابتلش ؟
مشاعل دفته بعصبيه: أمش قدامي..
قاطعها صوت رنين جوال ثاري اللي رفعه وهو يرد بسرعه: ها غلاب وينك وصلت؟
غلاب وهو ينزل من سيارته: أنا قدام بيتكم وينك أنت؟ هي نواره ولالا
ثاري: هي بس وش صاير فهمني الموضوع!
غلاب قفل بوجهه وهو يدخل بيت مشاعل بسرعه، دخل الصاله وهو يصارخ: مشاعل..مشاعل أنزلي أنزلي قبل أرقى عليش ولا يصير طيب
مشاعل فزت بخوف وهي تمسك ولدها: أنزل لأخوك المجنون وفكني منه
ثاري بفشله وعصبيه: قسم بالله كرهتيني عيشتي انتي وسوالفش الي ما تخلص وش تبغين من الناس انتي ما تعلميني؟ ماضروش ولا جوش تحارشينهم ليش؟
مشاعل كشرت وهي تدّفه: مامنك فايدة ولد ابوك ، هذول قاعدين ياخذون علينا القاصي والداني كل شي لاهطينه وتقولي وش سوولش! ماصفالك ولا لي شي
ثاري طلع تحت لغلاب الي يصارخ بقهر ورقى أول الدرجات قبل ينزل من شاف ثاري،
ثاري بهدوء أشّر على باب المجلس: هي هناك
غلاب بقهر: شفتها؟
ثاري رفع حاجب: وش هالسؤال!
غلاب: جاوبني أخلص
ثاري بكذب: ماشفتها ولا أدري عنها..روح شوفها تراها كانت طايحه
سمعوا صوت غزيل وشهقوا قبل يركض ثاري لبرا: شلها وروحو السطح بسرعه قبل تدخل بلهيها
غلاب بعصبيه: والله ما اخلي رهيو
دخل بسرعه وهو يزفر براحه وهو يشوفها قدامه: الله يعيني على هالراس اليابس
قرّب منها وهو يثني ركبته ويقابل وجهها الي كانت الطرحة طايحة منها بفوضوية وخصلات شعرها متناثره على وجهها، وجهها شاحب ونايمة بهدوء ،
أرتفع صوت ثاري الي يرحب في غزيل فجأة وفهمه غلاب إنهم بيدخلون.. أرتبكت حركات لثواني والرهبة يعيشها قبل يحط يدينه على نواره وهو يشيلها بخفه قبل يهمس: ماتاكل ذي!
مسّك ضحكته وهو يتخيل ردة فعلها لادرت إنه شايلها وشايفها بدون غطاء،
رقى بخطوات سريعة لفوق وإتجه للدور الثالث للسطح
سنّد جسمها على جدار مدخل السطح وإتجه للغرفة الصغيرة بأخر السطح ، نفض الفرشات وهو يطلع وحده منهم ويفرشها ورجع لنواره وهو يشيلها
جلّس على برا وحطها داخل على الفرشه وتردد لثواني قبل يشيل جاكيت الشغل اللي عليه ويغطيها به وطلع لبرا من جديد وهو بالتيشيرت الداخلي نص كم
بدا يرتجف من البرد وضحك بسخرية وهو يتنهد: وصار هذا حالك يا غلّاب؟ فاقد عقلك طول اليوم وتراكض ونهايتك جالس على عتب السطح متجمّد من البرد! وش صار لك يا ولد ضاحي ؟
تحـت/
دخلت غزيل وهي تدّف ثاري ورها عنها بعصبيه: دبلتو كبدي الله يدبل كبودكم فارقو عن وجهي كانكم مغثه
رها ركضت لداخل وهي تتلفت وثاري وراها وهو يشوف الدرج
غزيل عقدت حواجبها بشك: والله انه وراكم بلا ياذا الإثنين، وش مهببين أنتم؟ من شافت الراس الكبير للشله غلاب قالبن وجهه وانا داريه وراكم مصيبه
تنهد ثاري براحه وهو يلّف عليها: وش دعوه يا عمه هذا جزانا نسولف عليش؟ مافيها شي وغلاب معصب عشانهم قطعوا اجازته
غزيل جلّست على الكنب حق الصاله وهي تتلفت: اقول بس رح ناد العقوبه خلها تجي
ثاري تنهد بضيق وهو يرقى لفوق ورها كتمت ضحكتها قبل تتربع جنب غزيل: عز الله انش صدقتي
غزيل رفعت حاجب: خير أنتي مطولة هنا؟ أذلفي لبيتكم
تلاشت ضحكة رها وهي تكشر: ليش ماتبوني بعد !
غزيل حطت عباتها: ايه ماغير تنقلين علوم روحي لأمش بس
ثاري اللي وصّل لغرفة أمه فتح الباب وهو يردف: البنت من وش طاحت؟ وش فيها؟ وش حطيتي؟
مشاعل اللي تزيد في كحلها: ماغير منوم ماهي ميته شوي وتصحى
ثاري بعصبيه: منوم خافي ربش منوم ليه عايشين في المسكيك حنا؟ لو قامت ورفعت عليش قضيه وش بتسوين علميني؟
مشاعل ببرود: ماعندها دليل دخلت برجولها والكاميرات الي برا تثبّت أبعد بس خلني أنزل أسمع وش عند عمتك من مناقيد
تنهد ثاري بتعب من أمها ورفع جواله وهو يعلم غلاب اللي سأل وش فيها
غلاب رّد عليه بعد ثواني "الموضوع ماراح يعدي، لا طلت غزيل علمني"
رجّع غلاب جواله بجيبه وهو يهّز رجوله بقهر وينتظر بحرقه متى تصحى نواره ولا متى تطلع غزيل، وبداخله خوف لو تصحى نواره وغزيل تحـت!
-
عزبة سعـد، خيمة البنات/
دخل سعد وهو يردف بهدوء: نوير تعالي أبيك بموضوع
نوير بإستغراب وخوف: أمر يا جد؟
سعد: الحقيني
وقفت نوير وهي متوترة..وش الموضوع اللي يبيها فيـه؟ نور ناظرتها بخوف ونوير همست لها: ماعليك شوي وأرجع لاتقلقين خليك عند دانه
اومئت نور وقربت من دانه اللي أبتسمت لها وهي تمّد يدها تحضنها من جنب: تبغين أعطيك حليب ثاني؟
نور أبتسمت بهدوء من الدفئ اللي زارها: عطيني ما بردك
طلعت نوير ورا جدها اللي كان متجّه لـ خيمة العيال بعد ما طلعوا وراحو الدكة،
وعيون عدّال كانت عليهم وهي تراقبهم لين دخلوا بإهتمام ونرفزة ونوير مستغربة ومتوترة من هالنظرات
سعد جلّس على الكرفانه الي فيه ، كانت لـ عدّال أيام ما تصاوّب بظهره وخلوها ما طلعوها..وربّت بجنبه وهو يردف: تعالي أجلسي
أقتربت نوير وجلست وهي تفرّك بطرحتها بتوتر: وش بغيت يا جدي؟
سعد: لاتخافين مني وأنا جدك، اللي فرقنا كان طيش أبوك ولا أنتي ما تفرقين عن معزة البنات اللي تربوا وكبروا قدام عيني..لايلحقك خوف وأنتي عندي
أرتاحت نوير شوي من كلامه وردت بهدوء: ماله داعي نجيب سيرة أبوي بالطيش يا جدي ، قل اللي تبيه وكلي أذان صاغية
أبتسم سعد بخفوت: عز الله إنها تربية طامي يا بنته، اللي بقوله لك أبوك متى بيرجع من قطر؟
نوير بإرتباك: مدري ، يمكن حدود شهر شهرين أو أكثر، بيقعد عند نواره لين تستقر ويتأكد من عيشتها مع زوجها بعدها بيرجع وأنا ونوير وعدنا عمي مبارك يودينا لهم كل ويكند
سعد بهدوء: وهذي الفترة وين بتقعدون فيه ؟
نوير تنهدت وهي عارفة من البداية وش مغزى سؤاله: بنقعد في بيتنا وين بنروح يعني يا جدي؟
سعد بحزم: بتقعدون في بيت جدكم لين يعود أبوكم، الموضوع مو قابل للنقاش عندي يا نوير..مستحيل أخليكم بنتين لحالكم في البيت وكل الي حولكم من بيوت ورجال وحتى عمالة يدرون إنكم لحالكم، لو دخل عليكم أحد ولا أنتي بالدوام ودوامك طويل وشفتات بتخلين المراهقه لحالها في البيت لا حول ولا قوة ؟
نوير تنهدت بضياع: أنا دارية ومعاك كل الأحقية ولا أغلطك بشيء، لكن يا جدي صعبة صعبة نترك بيتنا وندخل عليكم وحنا ماكملنا عندكم يومين! تهقاها بذي السهولة؟ ووش بيقنع نور؟
سعد بإصرار: كلامي ماراح يختلّف يا نوير ، أنتم جايين بيت أهلكم حتى لو بعدتوا عننا سنين دمنا ودمكم واحد..وبيتي مافيه الا بناتي وأنتم ومليان غرف فاضية كل وحدة فيكم تتخير لها غرفة وتقعد محد متدخل فيكم ولا أحد متعرّض لكم بشيء
نوير بتردد: والله مدري يا جدي لكن الله يكتب الي فيه الخير، بأقولها ونشوف
سعد تنرفز لكن مسك نفسه وهو ياخذ نفس عميق: لاتردين ولاتكسرين كلمتي يابنتي، ترا يوم كسرها ابوك مالقى المسرّة!
بلعت ريقها نوير بغصه من قوة هالجملـة، ووقعها على قلبها، طلعت بسرعه بدون رّد وهي حايرة بـ فكرها
ضاوي اللي ما لقى بندر حوله طلع من الشبك وراح لـ بيت الشعر، كان مندفع ومشاعره في حالة إندفاع كبيرة ولخبطة، كلام بندر اللي سمعه منه خلّاه يدرك أشياء كثيرة هم كانوا غافلين عنها
توجّه لأبوه وجلس بجنبه وهو يردف: ليش تعامل بندر كذا؟
فز مبارك وهو يلّف عليهم من هالحوار، ومصلح اللي ترك اللي بيده وهو متصنّم: نعـم !
ضاوي بقهر: بندر، ولدك يا يبه .. ثاني عيالك ان كانك ناسيه ، وش سوالك من جُرم ولا عقوق عشان تعامله بذي القسوة طول سنين عُمره ؟
مبارك فز وهو يسحب ضاوي: ولد وش هالكلام
مصلح بعصبيه رمى البيز اللي بيده: انت سامع فمك وش ينطق ؟ شلون تكلم ابوك كذا !
ضاوي وهو يحاول يدّف عمه: ما قلت إلا الحق ، الحق اللي كلنا ساكتين عنه من ٣١ سنة .. من أنولد هالولد والكل شايف وساكت ، أنولد بدون أم وتيتم ، تيتمه من أبوه وهو حّي ليه ؟
مصلح بلع ريقه من قوة الكلام اللي أنوقّع عليه وتصنّم لثواني وهو يتنفس سريع ،
مبارك دّف ضاوي عنه وهو يمسك مصلح بخوف: وش فيك مصلح رّد علي !
ضاوي بلع ريقه لكنّه كمل وهو ينطق: ترا ذنب هالولد يا يبه برقبتك ، راجع نفسك حتى لو إن الوقت تأخر لكن تلاحق عليه قبل يفنى !
مبارك لّف على ضاوي بعصبيه وهو يدفه لبرا: أنقلع أنقلع لا أشوف وجهك يا مسود الوجه هذا حكي تسمعه أبوك ؟!
ضاوي وهو يحس انها خربانه خربانه إنفجر: وانت ليش ما سمعت هالحكي لأخوك من ٣١ سنة ، ايام واسابيع وشهور وسنين كانت قدامك ليش ما قلت فيها الحق لأخوك ؟
مصلح بعصبيه وقف بوهّن وهو يصفق ضاوي: لسانك طال والله وكبرت يا ضاوي لدرجة توقف قدامي وقدام عمك بذي الجرأة لا حشمة ولا خوف ولا تقدير !
تجمعوا العيال وهم يركضون من سمعوا الأصوات وسعود تدخل وهو يركض ويمسك ضاوي: وش صاير يبه تعوذ من الشيطان وش فيك عليه!
مصلح بصراخ: تعال أسمع اخوك وش يسمعني من كلام!
سعود بلخمه وهو يشوف ضاوي الي يتنفس بغضب وجسمه يرجّف: لا قلت كلام الحق بتزعلون ؟ بندر مظلوم وكلكم ظالمينه حتى أنت يا أبوه
بندر اللي كان راجع من الجبال من جهة شبك الآبـل، كان مقرّب من الآبل الي ورا بيت الشعر ومفتوحة عليه، وتوسعت عيونه بصدمه وهو يشوف أبوه يصفق ضاوي .. بدون شعور ركض لهم وهو يدخل من بين شبك الابل ويطلع لهم
مصلح أشتعلت عيونه بغضب وهو يشوفه قدامه: جا ابليس جا الي حنا ظالمينه ما كأنه مسوّد وجيهنا قدام العرب ، ما كأني لي شهور ما أدخل المجالس بسبته وأنا قبلها ما أجلس الا بصدر المجلس و جاي تقولي ظالمه ؟
بندر بلع غصته من كلام أبوه قبل يلّف على ضاوي: وش صاير ! وش سويت ؟
ضاوي بقهر سحب بندر جهته: ولا سألت نفسك ليش هو سوا كذا؟ ولا بس بتلومه وخلاص؟
بندر نفّض يدينه من ضاوي: ولد خلاص اقطع وش فيك وش جاك انت! مافيني الا العافيه اسكت وامش
مصلح بعصبيه قرّب من بندر وضاوي وهو يفصخ عقاله لكن سعود وقف بينه وبينهم: انا في وجهك يا يبه عشاني تكفى عشاني لا يلحقهم شي
ضاوي سحب بندر وراه من شاف سعد الي جايهم يركض بخطوات بطيئة من اصواتهم: والله لا أخذه وأطلعه من هنا والي بيصير يصير!
مشى بندر وراه وهو مشتت ويتذكر كلام ابوه، يمشي وكأنه مغيّب وضاوي يزيد بخطواته وقبضته بغضب
سعد وسع عيونه وهو يشوف ضاوي وبندر يركبون سيارة ضاوي ولف على مصلح: وين رايحين ذول وش صاير وش فيكم انتم عسى ما تركتكم دقيقه ورجعت الا الدنيا قالبة !
مصلح فتح ازرار ياقته بغضب وهو يجلس وسعود ركض وراهم وهو يلّف على مهمار: عطني مفتاحك بسرعه !
مهمار ركض معه: سعود خلك هنا عند عمي وجدي محد بيقدر عليهم الا انت وعدّال خلني انا وبدر نروح
مصلح صرخ بحده: ولا واحد فيكم يتحرك انثبرو قدامي هنا وهم علمهم عندي ، مسرع ما جاه ضاوي ما كمل يومين ولعب بعقله لعب !
سعد جلّس بأعصاب تالفة وصراخ: انتم بتنطقون ولا شلون !؟
خيمة البنـات/
كانوا خايفين من أصواتهم اللي طلعت ماعدى ريوف الي متكية وهي تشرب شاهي: يا حليلكم ما تعودتوا على هالموال ؟ يتهاوشون عشان بندر كالعاده وش الجديد
موضي استغفرت وهي تجلس: الله يصلحه هالولد كانه خابصنا ومصبب اعظامنا كل يوم بسالفه!
نجوان جلست جنب ريوف وهي تكشر: كان وداه ابوي برا الخبر وخلاص
شمايل ناظرتها بحده لأنها ماتحب تتكلم في بندر ولا تحب بناته يتكلمون عنه، بإختصار مالها اي مشاعر من ناحيته لا كره ولا حب لان بندر ما بعمره تعرّض لها ولو بكلمة كان دايم محترم ورسمي معاها ولا بينهم إحتكاك،
بلعت ريقها نجوان من نظرة امها والتزمت الصمت بينما شمايل نطقت بهدوء: تعالو نتقهوى بس وخلو الي بين الرجال بينهم مالها دخل في شيء يحلون امورهم لحالهم
نور الي كانت خايفه وتنهدت براحة على طول أول مادخلت نوير الي توجهت لها وهي تمسك يدينها بهمس: وش فيك ؟
نور بهمس: متى نرجع بيتنا؟ خلاص طفشت ما ابغاهم يخوفون
نوير تنهدت بهّم: بدري على هالكلام يا نور
نور عقدت حاجب: نعم! ليش !؟ وش صاير وش كان يبغى منك؟
نوير بهمس: بعدين بأقولك وأفهمك كل شيء اسكتي الحين
وقفت نور وهي تسحب نوير: ماتبين تتكلمين قدامهم امشي برا ونتكلم
طلعوا نوير ونور وأبتعدو عن الخيام بمسافة بسيطة،
نور تخصرت: يلا تكلمي وش عندك ! ماني مرتاحة ترا
نوير بتردد: بنروح مع جدي
نور بعدم فهم: هاه ؟ وين نروح وش تقولين أنتي تكلمي بوضوح!
نوير: بنعيش عند جدي لين يرجع أبوي
ناظرتها نور بلا ملامح قبل تضحك: مزحتك ثقيلة خلصي وش يبي
نوير بلعت ريقها: مو مزحة هذا اللي كان يبغاه
نور بعصبيه: وانتي وش رديتي ؟ اجلطيني وقولي وافقتي؟
نوير بعصبيه مماثله: انتي ونواره الي دخلتونا في هالدوامة من البداية مالكم ولا نص احقية تعصبون ، خبز خبزتيه يا الرفلا اكليه واذا قلت شيء ثاني مره تسمعون كلامي وماتسوون أنفسكم فاهمين فوق راسي تراي معصبه ومضغوطة من كل شي حولي من حنا في قطر وساكته لا تخليني انفجر زيادة من بقاطك الي بيرفع ضغطي !
نور صرخت بعصبية وهي ترفس الارض برجلها: ماني رايحة والي يصير يصير ، بيموتون خل يموتون بالناقص
بدر اللي كان مار من وراهم خرشهم وفزو وهم يلفون عليه
نور بعصبيه: جاي تتنصت يا الدب يا قليل الحيا شايفنا قدامك تجي تتسحب كأنك حرامي وتتسمع ليش ؟
بدر بخرشه: سكنهم مساكنهم انتي من وين تطلعين لي يا الجنية ! ما دريت عنكم وش اسمع بالله اسرار الثراء؟ مصدقه نفسك انتي انتم الي وافقين على جال الحمام!
نور بتقزز بعد ما استوعبت المكان: وانتي ما لقيتي الا هالمكان تجيبينا نتناقش فيه؟
نوير بصداع: تراي مصدعه انطمي وامشي قدامي
بدر بهمس: حيلكن بينكن
كمل طريقه ونوير رجعت للخيمة بينما نور وقفت بمكانها وهي تهز رجولها بغضب،
طلع بدر ووقفت بسرعه وهي تناديه: هيه انت يا الدب تعال
بدر بعصبيه: ماني دب وزني ٦٠ الدب انتي
نور بلا إهتمام: محد سألك عن وزنك ، ودني الخبر
بدر ضحك بسخريه: ايه امري عمتي وبعد وش بغيتي؟
نور رفعت حاجب: تتطنز انت وخشتك ؟
بدر بعصبيه: انا ادري عنك سواقك انا بطرش بك للخبر اذلفي بس ترا واصله معي للشيطان الرجيم
نور كشرت وهي تكش عليه: يقلع ام الحاله بس معصبين ومنفسين شين الاخلاق
بدر وهو يمشي: انتي الي مقطعتك زين الاخلاق؟ امشي عنك يا المجنونة احسن
نور كورت بيدها قبضة تراب وهي ترميها عليه من ورا بقوه ، فز بدر وهو يلف بعصبية: يا الحيوانه
انحاشت نور بسرعه لخيمة البنات من الجهه الثانية وبدر وقف بعصبيه وهو يرفع صوته: والله ما اخليك يا حيوانه يا بزر !
راح للدكة وهو يستغفر يحاول يهدي عصبيته من تصرفاتها
سيارة ضـاوي/
من ركبوا وهم ساكتين والصمت مخيّم عليهم، ضاوي مازالت عروقه تنبض من العصبية من نفسه أولًا قبل الكل ، ما كان ملاحظ ولا داري لأن بندر ما عمره وضّح شيء، يلومه ولا يلوم نفسه لأنه ما فهم أخوه؟
بندر كان أفكاره متضاربة..حاس بغرابة ما يدري هو ينبسط من الي صار ولا يعاتب ولا يزعل من كلام أبوه ولا ايش ولا ايش ؟ وش يلّحق عليه من مشاعر؟
-
إنتهـى، تعليقاتكم وأرائكم🤍؟.
أنت تقرأ
أصبحت الدروب النوارة ظلام في وجه غلاب الخطاوي
Romanceالتنزيل المستمر في الانستا ونهاية الاسبوع تنزل بالواتباد