𝐂𝐡𝐚𝐩𝐭𝐞𝐫 𝟕 ||

63 5 57
                                    





" كأنه كتب علينا العيش هكذا، معلقين في منتصف الأشياء كلها، لا نحب ما يحدث ، ولا يحدث ما نحبه."
- أحمد خالد توفيق


━━━━━━♡♥♡━━━━━━





العاشر من تشرين الأول 1805
قصر دوقية آرتشر - ضواحي لندن


كان غالاكسر يحبس نفسه كعادته في مكتبه الغارق بالأوراق، لديه الكثير من الأمور ليقوم بها مؤخرا خصوصا بعد عودته من ناتريسيا، والده امبراطور الكوكب قد مرض مؤخرا لذا كان عليه استلام الحكم مؤقتا وترك أمور كوكب الأرض جانبا.

كانت تتدفق مئات الأفكار الجنونية في عقله بينما يتصفح الأوراق والملفات، فرغم كون اكسيلر نائبه الا انه كان عليه تولي زمام قيادة الجيش والتأهب لأي هجوم والاهتمام بتدريبات الفرسان، لذا تراكمت الكثير من أمور الدوقية حتى عودته.

كان يشغل باله حال كوكبه الذي بدأ يتدهور فكان من الواضح جدا ان المناخ صار اسوء وبدأت تضعف قدرات الأهالي وتنتشر بعض الأمراض، وكان العديد من السكان يشتكون من سوء الحصاد بسبب برودة الكوكب، والتنانين التي يستخدمونها للحراسة والقتال بدأت تضعف ويخرجون عن السيطرة. كان كل الأمر يثقل كاهله، عليه إيجاد حل، ان يجد الشخص الذي سيحقق النبوءة والذي كان يعدوه اهل ناتريسيا ب'ألكسينا'، ولكن غالاكسر لم يكن ضحل التفكير ليصدق مثل هذه الخزعبلات.

الحل الوحيد حتى الآن هو بديل لكوكبهم، لكن ليس قبل التخلص من الجنس البشري المزعج والغبي.... عليه الأرتقاء لمناصب أعلى حتى يسهل عليه تحريك قطع الشطرنج وجعل البشر يقضون على بعضهم بأنفسهم دون حروب مع الناتريسيين وكشف كوكبهم.

قاطع حبل افكاره صوت طرق الباب ودلوف طارقه دون انتظار اذنه، جعله ذلك يرفع رأسه عن الاوراق والنظر بحدة للمقتحم المزعج الذي كان ينوي عدم رحمته وتفريغ غضبه وارهاقه فيه.

دلف اكسيلر مع تلك الابتسامة البشوشة مجددا وصوته الصاخب الذي دمر هدوء المكان كأنه لم يكن قبل ثواني معدودة.


" هاي، غالاكسر! سمعت انك عدت للتو من ناتريسيا لذا اتيت لرؤيتك."


تفرسه غالاكسر بعيون ساخطة ولم يقل شيئا، انزل رأسه وتابع الكتابة وكأنه لم يدخل احد البتة ويقاطع تركيزه. لاحظ اكسيلر ذلك فضحك بصوت عالي وقال :


" مهلا، ألن تعطي انتباهك لي حتى؟ لقد عدت لتوك من ناتريسيا ولاشك انك متعب."

" لا تشغل بالك واهتم بشؤونك الخاصة."


قال ذلك بهدوء دون ان يتوقف لثانية او ينظر لصديقه حتى.

A Flame in the Night: A Story of two worldsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن