𝐂𝐡𝐚𝐩𝐭𝐞𝐫 𝟖 ||

24 3 51
                                    



توقف الحصان امام كهف كبير تغطيه الكثير من الاشجار الكثيفة والنباتات المتسلقة، كان الوقت متأخرا من الليل حتى لا يلفت انتباه احد، رغم أن هذه المنطقة من الغابة محمية من الجيش ولا يوجد بها سوى الحيوانات المفترسة.

نزل اكسيلر جواده الابيض ومسح على رأسه كامتنان له على ايصاله لهذا المكان البعيد في منتصف الليل، ثم دلف للكهف وهو يُمشّي جواده في ذلك الظلام ليتحول الظلام فجأة الى نور عاتي ويسحب من دخل لذلك الكهف الى بعد ضوئي آخر ويجد نفسه في عالم ثاني، عالم زاهي للألوان... سماء وردية، اشجار زاهية الألوان وانهار ماسية وطيور تعزف اجمل الحان الموسيقى. انها جنة الدنيا، ناتريسيا.

اتجه فورا الى القصر الامبراطوري ليتفقد ان كان هناك أي جديد وبعد انتهائه وخروجه من مكتب ولي العهد يتفاجئ بمقابلة بفتاة شديدة الجمال، ذات شعر برتقالي ونمش خفيف، ترتدي ملابس فاخرة ومجوهرات ثمينة.

ابتسم اكسيلر بتكلف على الفور وقال بلهجة من السخرية:

"اوه، ولية عهدنا المستقبلية. هل تريدين السؤال عن غال؟"

لكن الفتاة لم تبتسم بل كانت تبدو غاضبة وتعقد ذراعيها قبل حاجبيها وتحدق في اكسيلر بحقد كأن له يد فيما يحصل. قالت بتعجرف:

"أين هو؟ متى سيأتي؟ لماذا هو يتجنب رؤيتي هكذا؟"


ضحك اكسيلر باستهزاء وقال :

"هل تعتقدين انه لم يعد يأتي الى هنا بسببك؟ ليس وكأنكِ محور الكون، الا تعلمين كم هو مشغول؟ انتِ تعرفين انه ليس سطحي التفكير الى هذه الدرجة، حتى انكِ ترين كم يؤجل التتويج من أجل تحقيق تقدم في الأرض أولا."

اشتدت حدة صوتها وقالت :

"لكنه لم يعد يأتي منذ انفصالنا، اخبره انني اسامحه ان كان يشعر بالذنب، أريد فقط ان نعود لبعضنا مجددا."


أراد ان يشخر ويشقلب مقلتيه على كلامها، غالكسر يشعر بالذنب؟ لم يسبق له ان سمع بهاتين الكلمتين بجنلة واحدة. تنهد اكسيلر ودلك جسر انفه باصبعيه، ثم رمقها بسخط وقال :

" آنسة ايلثي، للمرة الأخيرة لا تتحدثي عن جلالته بهذه الوقاحة وكأنه المخطئ، وأيضا لا شأن لي بما يحدث بينكما لذا ارجوكِ لا تصدعي رأسي كلما رأيتِ وجهي."

تابع وهو يخفي شماتته بصعوبة :

"أشك حتى إن كان ما يزال يفكر بالموضوع، لديه امور اهم منكِ ليشغل باله بها."


بحلقت ايلثي بعيونها البنفسجية بغير تصديق، لطالما كان اكسيلر لطيفا ومتعاطفا معها، ولكنه الآن يبدو قد ذاق درعا. تلألأت عيونها بالدموع وتشبثت بكتفه وقالت :

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 16 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

A Flame in the Night: A Story of two worldsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن