اقتراب الظلام

581 55 7
                                    

الراوية

نقل نظره ببطء شديد إلى جانبه الأيمن حيث كانت تقابله تلك نافذة المفتوحة وهو يسمع ذلك الصوت الذي جعله يستيقظ من نومه طويل وكأنه وضع فيه سلاسل وجره بالقوة وهو يذكره بالواقع أعاد له ذكريات عديدة وبالتاكيد لم تكن ذكريات سعيدة إطلاقا حرر قدماه من تلك الاغطية الثقيلة واخرجهما من السرير وهو يستند بكلتا يداه على حافة السرير بينما يعتدل في جلسته و شعره غطى عيناه ظل لمدة دقيقة وهو بتلك الحالة ثم ابتسم أكثر ابتسامة تجعل اطرافك تشل من الرعب ابتسامة خافته ولكنها أصبحت عندما امتزجت مع نظراته الجامدة رفع كلتا يداه وابعد شعره عن وجهه معيدا إياه للخلف ثم وقف بهدوء مخيف ونزع قميصه ورماه جانبا كأنه وتوجه نحو نافذة وهو يمسك بكأس ماء في يده ووقف ينظر بجمود ينافس جمود القطب الشمالي

كأنه كان يقول لهم اسوء حدث لكم انكم جعلتموني استيقظ من حلمي الجميل يمكنني ان اقول لكم أن ذلك الرجل لم يكن له أي علاقة بارثر القديم ولا من اي جهة بل كان مختلف حقا وكأنه خلال نومه قتل نفسه القديمة سابقا رغم برودة أعصابه الا انه ان نظرت إلى عيناه لكنت ترى انه شخص حي ويتنفس بينما الآن عيناه ماتت الحياة فيها واستقر بين جفناه الموت ولاشيء غيره طوال فترة الصباح إلى ظهيرة كان يجلس هناك امام النافذة دون حراك او حتى يرمش كأنه يعيد صياغة الأحداث الأخيرة في رأسه يود حفظها وعدم نسيانها ربما لا احد يعلم

اعلم انك خائف مثلي تماما من ما الت إليه الأمور حتى انا لا أعلم نهاية هذه الكارثة لعينه ولكن لا عليك كل شيء مصيره النسيان حتى اقوى الملوك والذي أمامنا الآن قابل للتغير والنسيان

فجأة فتح عليه باب الغرفة ودخل ذلك الرجل الذي يبدوا من ثيابه وذقنه التي نمت واصبحت كثيفة وعيناه الحمراء انه كان يعاني أيام عصبية من قلة النوم او الراحة عندما راى الآخر يجلس بكل جمود امام النافذة وهو يسند وجنته على راحة يده علم انه تغير شيء ما به حتى هو لاحظ التغير الكامن في صديقه دون ان ينظر له حتى تقدم منه ببطء كأنه طفل يرجو حنان والدته وجلس على الأرض على ركبتاه وهو يحني رأسه ثم اقترب من الآخر قليلا واسند جبينه على ركبة الآخر لم يكن يملك الجرأة حتى ينظر الي عيناه كان أذكى من ان يفتح فمه بأي كلمة الآن لأنه يعلم حساسية وضعهم الآن فقط سمح لدموعه ان تنساب وتبلل ملابس الآخر الذي رفع يده ونظره معلق على الخارج فقط ووضعها على رأس الآخر وهو يرتب عليه بهدوء وبطء شديد

كأنه بتلك الحركة يخبره لا تقلق كل الديون سوف يتم تسديدها قريبآ تلك الحركة جعلت الآخر يجهش بالبكاء وبصوت أعلى الآن أنها المرة الثانية التي ينفجر فيها بالبكاء في كل حياته طوال هذا الشهر كان يقاوم نفسه ويمنعها من الانهيار ويضغط على نفسه وينهكها بالتعب حتى لا ينهار او ربما كان يعلم لا احد يمكنه أن يخفف عنه تلك الآلام الفظيعة والأن عندما راى صديقه امام لم يسعه الا ان يرمي كبرياء الرجل عرض الحائط وأصبح الآن مجرد طفل صغير يبكي بألم لأنه تعرض لعقاب قاسي

𝐴𝑅𝑇𝐻𝑈𝑅 𝐽𝑂𝐻𝑁𝑆𝑂𝑁Where stories live. Discover now