٢

13 10 1
                                    

ثانيا : لماذا خلقنا الله عز وجل 🌼🌼

لماذا خلقنا الله

إن الله سبحانه وتعالى خلق الجن والإنس لحكمة عظيمة وغاية حميدة، وهي عبادته تبارك وتعالى كما قال سبحانه وتعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وقال تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون}، وقال تعالى: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن لله تعالى حكمة بالغة من خلق الجن والإنس وهي عبادته، والعبادة هي: "التذلل لله عز وجل محبة وتعظيماً، بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه"، قال الله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}، فهذه الحكمة من خلق الجن والإنس، وعلى هذا فمن تمرد على ربه واستكبر عن عبادته فإنه يكون نابذاً لهذه الحكمة التي خلق الله العباد من أجلها، وفعله يشهد أن الله خلق الخلق عبثاً وسدى، وهو وإن لم يصرح بذلك لكن هذا هو مقتضى تمرده واستكباره عن طاعة ربه
والعبادة نوعان إما عباده كونية أو شرعية
فالعبادة الكونية تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر، لقوله تعالى: {إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً}، فكل من في السماوات والأرض فهو خاضع لله سبحانه وتعالى كوناً فلا يمكن أبداً أن يضاد الله أو يعارضه فيما أراد سبحانه وتعالى بالإرادة الكونية.
.
وأما العبادة الشرعية: فهي التذلل له سبحانه وتعالى شرعاً فهذه خاصة بالمؤمنين بالله سبحانه وتعالى القائمين بأمره، ثم إن منها ما هو خاص أخص كعبودية الرسل، عليهم الصلاة والسلام، مثل قوله تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}، وقوله: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا}، وقوله: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب}، وغير ذلك من وصف الرسل، عليهم الصلاة والسلام بالعبودية.
.
والعابدون بالعبودية الكونية لا يثابون عليها، لأنهم خاضعون لله تعالى شاؤوا أم أبوا، فالإنسان يمرض، ويفقر، ويفقد محبوبه من غير أن يكون مريداً لذلك، بل هو كاره لذلك لكن هذا خضوع لله عز وجل خضوعاً كونياً.

رحلة الآنام... في أعماق الإسلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن