Part 8

100 12 7
                                    

تجاهلوا الاخطاء

.
.
.

استمتعوا

.
.
.

الرابعة فجراً فيغاس يجلس على الطاولة امام النافذة ويحدق في الغيوم وهو لا يستطيع ختم كلماته بذات الاسم الذي اخذ ثلاث اضعاف طاقته اسم من ثلاث حروف منذ اول نص له لم يستطع اكماله

(  أقفُ أَسْفَلَ المَطَرُ
وأنظرُ ...
وعَيْنَايَ تَلَمُّعُ ...
قَلْبيَ يُكاد أن يكون لهُ جَنَاحَيْن ...
مثل اجنحة الطُيُورٌ ...
ويحلق بها في السماء بعيداً ...
بعيداً عن أفكار رأسي ...
تلك الافكار التي تُكاد أن تقتلني ...
بعيداً عن تُلك الذُكرياتَ ...
بعيداً حتى عن بيتي ...
الذي يكون بيتي فقط في الأسمَ ...
لم يكن بيتي ...
كنت مغترباً في جدران ...
لي وليست لي ...
وبعيداً عن وجع قَلْبي ...
ونزيف روحي ...
بعيداً عن عيناكَ ...
التي كانت دموعَها تُذكرني في المَطَرُ ...
ذلك المطر في تلك الليلة ...
في يوم غيابي عنك ...
وبعيداً عن ذلك المكان ...
الذي كتبنا أحرفُنا فيه ...
بعيداً عن تلك المظلة ...
التي نقفُ تحتها ...
بعيداً عن تلك الدراجاتَ ...
التي قُلت انك ستشتري واحدة لكَ ...
وتنافسني ...
اليوم ومثل كل عامل ففي يوم ميلادكَ ...
جاء الشتاء ...
وجاء المَطَرُ ...
وجاء يوم ميلادي ...
ورحلتَ الطُيُورٌ بعيداً ...
وجاء ديسمبر الذي كُنت تعشقه ...
وكرهتُ تلك الدراجاتَ ...
ولكن أنا ...
أنا هنا ...
أنتظر قدومك ...
في نفس المُكانَ ...
الذي بقي فيه جميع ذُكرياتنا ...
وها انا ...
أكتبُ لك ...
وأنا أشاهد المَطَرُ ...
مُنذَ ساعةٌ ...
فلا تخيب ظني وتعال ...
لأنظر لعَيْناكَ وأرى شيء أجمل من المَطَرُ ...
هل تعرف ماذا ؟ ...
انت عدت وانا لا اجرؤ على لقائك ...
كيف اقابلك ؟ ...
بأي عذر قبيح ؟ ...
كل عذر اقبح من العذر الذي قبله بي...... )

رفع راسه لحبات المطر التي تضرب الزجاج ثم تنهد واغلق دفتره ونهض وخرج من غرفته نحو المطبخ لتحضير الفطور لانه ينوي الخروج مبكراً ، في الخامس والنصف غادر فيغاس منزله الى العمل توقف المطر الشوارع مبللة وتمتلئ برائحه التراب المبلل والرياحه خفيفة تحمل بعض قطرات المطر التي كانت عالقة على  الاشجار .

في الخامس والنصف استيقظ بيت ونهض نحو الحمام ثم خرج لتحضير الفطور في السادسة ، فاجئه احتضان تيان له فاستدار بقلق ونظر نحوه سألاً اياه عن سبب استيقاظه المبكر فاجاب وهو يخرج من المطبخ

( لقد نمت كثيراً ، واستيقظت لانني اشعر بالجوع )

ربت بيت على راسه وتحرك هو وابنه لوضع الفطور على طاولة الطعام ، كان تيان يراقب والده مع كل خطوة يخطوها وما لاحظه ان والده اقل هدوءاً حتى اقل ما يقال عن سكينه فوالده في وضع من السكون الطويل يشبه ذلك الذي يسبق العواصف المدمره .

.. Two hearts / قلبان ..Where stories live. Discover now