|4| خطة جهنمية للانتقام.

360 39 206
                                    

_

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

_

لا أعلم ما الذي حصل بعدها، لكن.. كل ما أعلمه هو أنني غادرت غرفة والدي أركضُ مسرعةً وبأقصى ما حملتني عليه قدماي للوصول إلى ملاذي الآمن والمكان الذي لطالما احتوى حزني وقلقي فيه.

غرفة والدتي حيث وُجدت راحتي منذ الأزل، ارتميتُ على سريرها ودموعي تتسابق على خديّ.

لستُ ذات حاسة شم قوية ولستُ مستذئبة تستكشف الروائح من الأشياء لكنني أعلم أن هذا السرير ومهما مرّ عليه من الوقت ومهما مرت عليه من السنوات سيظل محتفظاً برائحتها.

سيظل كما هو، يحوي بداخله أطهر وأروع  رائحة عرفتها البشرية بل التاريخ بأكمله، وإن لم يكن بالنسبة للبشرية أو التاريخ فيكفي أنني أنا أشعر بذلك، لا يمكنني التخيل أنني سأتركه أيضاً.

حتى لو اختفت حاسة شمي ولو فقدتها سيبقى لديَّ ذلك الشعور كلما دخلتُ غرفة والدتي، سأبقى أشعرُ بأنها هنا، بجانبي.

كأنها تمسدُ على ظهري بلطفها، وتمسحُ بيدها الرقيقة ما انهمر من دمع على خديّ، ثم تخبرني أن كل شيء سيكون على ما يرام لأنني شارلوت فتاتها الجميلة والقوية، وتسحبني إلى حضنها الذي لم أفقد يوماً نفسي إلا والتقطني.

سأبقى أشعرُ بها تراقبني، حتى لو لم تكن موجودة، سيبقى ذاك الشعور في داخلي يتنامى، أنها ستكون بجانبي عندما أتخرج، وعندما أتزوج، وعندما أنجبُ طفلي الأول، وعندما أكبر في السن وتتساقط أسناني ولا أستطيع الوقوف إلا بالاستناد على عصا، وعندما أفقد بصري بسبب الشيخوخة وعندما يسخر أحفادي من جدتهم التي لا تسمعهم عندما يتكلمون معها، ولا تتذكر أسمائهم وما يحدثونها به.

سيظلُ شعوري بأنها بجانبي يتنامى يوماً بعد يوم، ولن يُمحى يوماً، سأبقى أراها حتى لو لم تكن موجودة، سأشعر بها كأنني شخص قادرٌ على رؤية الأشباح.

لكنني لا أريدُ كل هذا لا أريدُ أن أخرج من هذا المنزل، أن اُقصى بعيداً جداً عن حضني الدافئ، لا أريدُ الابتعاد أبداً، لكنني مجبرة وكم أكره هذا، كم أكره أنني لا أستطيع الاعتراض حتى، أنه ليس لدي حق في قول رأيي، أنني لا أستطيع الصراخ والقول بصوت مرتفع أنني لن أخرج إلا وأنا جثة.

ريفيّ.Where stories live. Discover now