٢| لا تعرف الغيرة أنها غيرة.

42 4 22
                                    

«أغلقي هذه المكتبة مؤقتًا الآن قبلما أنتزع يدك الأخرى

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

«أغلقي هذه المكتبة مؤقتًا الآن قبلما أنتزع يدك الأخرى.» دكّت العجوز كوزيت على السلم الملتصق بأرفف الكتب العتيقة، أظافرها الطويلة الحادة تخترق إطاره الخشبي.

أمالت ڤيرينا برأسها للأسفل، تراقب المرأة عن كثب. كانت ڤيرينا ترتب المجلدات التي تحوي تعداد أهم سكان بلدة ستيل واتر بالأرفف العليا التي لا يصلها طولها عن طريق تسلقها للسلم المتآكل. كوزيت لم تكن مثل أي امرأة، إنها امرأة لاسعة اللسان، لاذعة المِزاج، ووقحة.

وربما لذلك كانا يتماشيان جيدًا.

«ماذا تريدين؟ أنا في خضم توضيب مكتبتك الميتة.»

طقطقت كوزيت لسانها، كان عجيبًا أن مازال لهذه المرأة أسنان بالأصل، فقد بدت من هؤلاء الذين لا يكفّون عن الجزّ على أسنانهم حتى تنكسر. «مكتبتي الميتة لن تأتي عاهرة مثلك لتحييها، انزلي وحدّثيني وجه لوجه.»

«كل هذا الحديث لأني أيقظتك بعد منتصف الليل للإستحمام.» تمتمت ڤيرينا، وهي تطيع أوامر الأخرى، تتباطئ في نزولها كيلا تنزلق وتسقط.

«كلا، لقد أيقظتيني منذ أول لحظة خطوتِ بها باحة منزلي، رائحة عرقكِ القذرة اغتصبت حاسة شمّي.» كرمشت كوزيت أنفها، تزيد من تجاعيد وجهها الستيني فوق تجاعيده.

«إذن ما خطب لغتك السافلة تلك أيتها العجوز؟» وصلت ڤيرينا أخيرًا للأسفل، تقابل المرأة، بالكاد يتصل طول كوزيت حتى صدر ڤيرينا، مع ذلك، تَقوسَ ظهرها. هل هو احترام؟ لا تعلم ڤيرينا بالضبط عن دوافع تقوس ظهرها بمفرده، لعل للألم الملتحم بلحم ظهرها وعظامها له يدٌ بالأمر.

«أنا دومًا سافلة، ليس بالجديد.» أمسكت كوزيت بالسلم من الجهتين، وبقوةٍ غريبة، أمالته على جمب، تزيحه من مكانه. أسقطت في أعقابها كتابين، وأوشكت ڤيرينا على النزول لالتقاطهم، حتى خبطت كوزيت على جانب خصرها، تأوهت ڤيرينا وأعطتها نظرة حادة قبلما تتفوه. «إياك ولمسي!»

«عالجي جروحك بنفسك وإلا أفسدتِ كتبي، لستُ متفرغة لمسح الدماء عن أرضية المكتبة.» لوحت المرأة بيدها هنا وهناك، وهي تمشي عنها، تختفي خلف إحدى الأرفف. «بإمكاني التخمين أن سقف حمامك تهدَّم فوقك.»

جلود مجثوثة |  Eradicated SkinWhere stories live. Discover now