الفصل الثامن : رِسَاْلَةٌ رَسْمِيَةٌ

54 8 10
                                    

جلست على سريرها تشعر بالنعاس بدأ يغلبها وجفونها ثقلت الا أنها قاومت تلك الرغبة الشديدة في أن تنام وتدلف لعالم الأحلام

لقد تأخر الوقت فعلا و لذلك أسرعت تأخذ الورقة تضعها فوق حجرها وتكتب بخط ثابت

الرسالة الى الأمير لابد أن تكون منظمة الا أنها لم تذكر جميع التفاصيل فيها وحاولت جعلها مؤثرة قدر اللازم
وضعتها في ظرف صغير و عند ذلك فقط واتتها فكرة لكن مباشرة حدقت في النافذة

حيث ضرب شعاع القمر محجر عيناها الواسعتان وجعلها تتأمل جماله كما لو كان يكبر شيئا فشيئا مشهده بدا مهيبا حقا و جعلها تتفطن و تدرك حواسها وهي تتقدم نحو النافذة كما لو أنها على وشك ملامسته والشعور بأثر مسحوق غباره يترسب على بشرتها التي لمعت في ضوئه الجاذب

تناست فكرتها حين دلفت عالم أحلام اليقظة ... ألم يخبرها والدها ذات يوم أن شعاع القمر قادر على شق رؤوس الناس ؟

هل كانت تلك خرافة أو حقيقة لأنها كانت تتجنب النوم قبالته دائما

يقول والدها أن الناس لايدركون أخطائهم في لحظات الغضب بل يلجؤون للوم الآخرين حتى اذا وجدوا أنفسهم تنهشهم الوحدة أدركوا مدى سوئهم

ماعلاقة هذا بشعاع القمر ؟ وكيف انتهى أمر والدها ؟
هل كان عليه تركها والذهاب هكذا دون وداع أيضا تاركا فراغا عميقا في جوفها يقسم فؤادها لأشلاء كما يقسم شعاع القمر رأس الرجل

القمر منشق القمر غاضب القمر يلوم الناس القمر جميل الناس يخبرون القمر أنه جميل القمر وحيد كما هي وحيدة ومن أجل ماذا تكافح ... هي أحيانا تنسى
تشعر كما لو أن الحياة غير حقيقية كما لو أن الناس غير واقعيين و كما لو أن روحها ميتة منذ زمن بعيد للغاية ...

...

فتحت سيورجي عيناها على مصرعيهما وهي تشاهد ذاك الكم الوفير من الفتيات يضعن رسائل عند سلة المرسول

" هل يجب أن يحصل هذا فعلا ؟" اتسعت حدقتاها وكانت متفاجئة من أنها لا يمكنها حتى التقدم

اجابتها لانا ببرودها المعتاد " ألم أخبركي بأن عليكي الإستيقاظ مبكرا أيضا "

عقدت سيورجي حاجباها وزفرت بامتعاض وراحت تتقدم تبحث عن فجوة تمر عبرها

وجدت غصنا صغيرا مرميا باهمال على الأرض انحنت تأخذه وقد مرت فكرة الليلة الماضية في ذهنها
عادت الى لانا وسألتها " هل لديكي أي لاصق ؟"

حركت لانا رأسها نفيا و أضافت مخاطبة بنبرة ناصحة " ابحثي عن واحد في صندوق وسائل الإصلاح في المطبخ قد تجدين ربما ... لكن عودي بسرعة "

أومأت سيورجي بابتسامة ممتنة وذهبت مسرعة في الرواق نحو المطبخ

فتحت الباب ودلفت اليه وجدت بضعت فتيات يتبادلن الحديث و الضحكات هناك الا أنها لم تعرهن اهتماما كبيرا
اتجهت نحو الخزانة وبحثت من فوقها وأسفلها ولم تجد شيئا ثم فتحتها وأخذت تقلب الفناجن و الصحون حتى سقطت حدقتاها على صندوق مزخرف صغير في النهاية خلف جبل من الأطباق

_ظلام المملكة_Where stories live. Discover now