الفصل التاسع : مَوْعِدُ اَلْلِّقَاْءِ أَوْ لِقًاء ذريع

72 7 26
                                    


كانت سيورجي تقف أمام إحدى الشجيرات تتأملها وفجأة عثرت على بعض الأعشاب النادرة جانبها فانحنت تتفقدها باهتمام بالغ كشيء ثمين ومميز شاهدته

أخذت عشبة تستنشق رائحتها و قد ذكرتها بالأعشاب التي كانت تحضرها من الصحراء لكن هذه كانت أكبر و أكثر إخضرارا نوعا ما

شعرت بحركة خفيفة جانبها وبين الشجيرات وظلت تزيد حتى اقتربت منها فالتفتت سريعا و نظرت للأعلى تشاهد حارسا و هااااا ... أجل هي تعرفت عليه حين أقضبت جبينها بهدوء واستقامت سريعا

ابتسم هايس بِوِدٍ لها وجعل ذلك مظهره جذابا نوعا ما بالإضافة لإنغلاق مقلتاه الضيقتان المسحوبتان

استقامت سيورجي وقالت بأدب " مرحبا هل تحتاج شيئا ... "

رد هايس بنبرته الرجولية التي عبرت عن مشاعر دفينة إختلجته بمجرد رؤيتها قائلا " شكرا لكن جئت لرؤيتكي في الواقع ... اذا مالذي تفعلينه ؟"

نظرت سيورجي نحو الأعشاب الصغيرة وقالت بنبرة مهتمة نحوها " أنا أتأمل جمال هذه الأعشاب الصغيرة وقوتها "

لمعت أعين هايس بسماع ردها الذي فاجأه نوعا ما وإنحنى نحو الأعشاب يناظرها وهو يداعب فكه المحدد وبعد فترة نبس بهدوء " حسنا أنا أرى أنكي مهتمة بالأعشاب المفيدة ... قد تكون جيدة لتنقية الجروح و صناعة الخلطات المختلفة لكن احذري من التي هي سامة منها "

رفعت سيورجي حاجباها باهتمام وقالت " أنت محق لكن العشبة السامة ليست سيئة بالضرورة "

نظر إليها هايس بعدم فهم وقد نهشه فضوله لسماعها تبادله الحديث وحينها بادرها بالسؤال مستفهما " مالذي تقصدينه ؟ "

اقتربت سيورجي منحنية كمثله للأعشاب الخضراء المزهرة ونبشت ورائها لتجد أعشابا أصغر مليئة بالأشواك لكنها لم تمسك بها وظلت تحدق فيها بتمعن وعند ذلك أجابته بنبرة هادئة و ملامح مبهمة " كل الأمر أن العشبة السامة قد تكون أكثر إفادة في ردع السموم و كل ماكانت أقوى من السم نفسه زال تأثير السم من الجسد نهائيا "

حلل هايس المعلومة التي سمعها وقد استوعبها مما جعله يهتف بدهشة قائلا " اذا تقصدين أنها تعمل مفعولا عكسيا وهو الشفاء بدل الأذية ! "

" أجل كما سمعت "
ردت عليه سيورجي بهدوء ثم استقامت معتدلة من مكانها وابتسمت برقة حين تابعت " كل مافي الأمر أن كل شيء قد لايبدو كما هو عليه "

ظل هايس يحدق فيها ملتفتا بأعين لامعة ونظرات مبهمة حملت مشاعر تتنامى كل ثانية منذ اللحظة التي رآها فيها أول مرة

...

" فهمت الآن أنت تريد أن أجعل المرسول يوصل الرسالة لها و في حالة تلقيها للإجابة أحضرها ؟"
أردف كايل متسائلا وهو يقف بأدب أمام مكتب الأمير بملامح هادئة

_ظلام المملكة_Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin