white Russian snake

"ظلال الماضي"

كانت ماريا، في صمتها العميق وصمودها الذي لا ينكسر، تجسد روح الإلهة ريا من الأساطير اليونانية. ريا، التي كانت شاهدة على الفوضى، أمًا في زمن التيتانز، تحملت الألم في صمت، تقف شامخة وسط العواصف، قلبها ينبض بالقوة، لا باليأس.

ماريا لم تكن مختلفة. مثل ريا، لم يظهر صمودها في صخب أو في نوبات غضب. بل كان صمودها متجذرًا في العمق، كجذور شجرة لا تهزها الرياح مهما اشتدت. كل تحدٍ واجهته، كل جرح حاول أن يكسّرها، كان بالنسبة لها مجرد اختبار آخر، تمر به دون أن تنحني. لم تكن بحاجة لإظهار قوتها، فكل نظرة، كل حركة، كانت تحمل ذلك الثقل الخفي، تلك القوة التي تشبه الجبال القديمة، والتي لا تتأثر مهما تعاقبت عليها الفصول.

تمامًا كما وقفت ريا في وجه غضب كرونوس، وحمت من تحب دون أن تظهر خوفًا أو ضعفًا، كانت ماريا تجابه الألم والخوف بنفس الصلابة. خلف ابتسامتها الهادئة، كانت تحمل حكاية طويلة من الصمود، من الحروب التي خاضتها في صمت، وربحتها دون أن تُعلن انتصارها. قوة ماريا كانت تشبه تلك التي في الأساطير - أسطورية في عمقها، هادئة في مظهرها، وقادرة على مواجهة كل ما يأتي في طريقها دون أن تفقد بريقها أو تذبل.

.
.
.
.
.
.

BRAZIL
RIO DE JANEIRO
2020

Se Rumora que su nombre e' maria
حسب الإشاعة إسمها ماريا ...

Maria

Q uien dirîa que me enamoraria
من كان يقول أنني سأقع في الحب...

Aquel di a
في ذلك اليوم ...

تحت ضوء القمر، كان الهواء مليئًا برائحة البحر والصيف، تغلف المنزل الصغير على الشاطئ موسيقى ناعمة بصوت دافئ يحمل بحة رجولية، تغني بحب وتمايل. في المطبخ، كان أريس يراقص حبيبته بمرح، تلك الفاتنة ذات الابتسامة المشعة، مرتديةً سروالاً رياضيًا قصيرًا وحمالات صدر بيضاء، يظهران خفة جسدها وحيويته. شعرها المجعد ينحدر على ظهرها كأمواج البحر، وهي حافية القدمين ترقص برشاقة، برقص إسباني ينبض بالألوان والحياة، حتى بدا وكأن الهواء حولهم يرقص معهم.

عيناهما تتلألأ بنظرات مشبعة بالحب، كأن العالم كله قد توقف، وشيء من السعادة الفطرية يملأ الفراغ بينهما. انضم إليهم كلبهم الدوبرمان، يقفز حولهم بمرح وكأنه جزء من هذا الفرح الذي يخترق المكان. ومن يرَ هذا المشهد، سيشعر برونق السعادة المرسومة في تفاصيلهما البسيطة، وكيف يغمرهما الفرح في كل لحظة، وهما يطهون معًا ويرقصان على الأغنية المفضلة التي تحمل اسمها.