white Russian snake

"اكروبوليس"

"سوف أنزل الأن ، المهم فور دخولي اخترق جميع الكاميرات لن أتأخر"

"علم ، توخي الحدر"

كانت السيارة تسير في هدوء، فقط صوت محركها يشق سكون الليل. جلست ماري بجانب أريس، وعيناها تتنقلان بين حركة الطريق السريعة من خلف الزجاج وبين حركاته التي كانت مليئة بالتركيز. كان أريس يمسك الحاسوب بيديه، عيونه ملتصقة بالشاشة، يحاول اختراق الكاميرات. هو ليس هاكر محترف، ولكن كان يدرك جيدًا أن الزعيم المستقبلي يجب أن يكون ملمًا بأساسيات التكنولوجيا، خصوصًا تلك التي تمنحه القدرة على التحكم بالأمور خلف الكواليس. اختراق الكاميرات كان أحد تلك الأساسيات، حتى وإن كانت المهارة لا تستهلك كل اهتمامه.

بينما هو غارق في محاولاته، لاحظت ماري نفسها تعدل مكان خناجرها على فستانها. كانت قد رفعت طرف فستانها قليلاً لتتمكن من تعديل وضع السكاكين المخبأة بعناية تحت الخياطات الخاصة به. لم تكن تحب أن تشعر أن شيئًا قد يعيق حركتها، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن نفسها أو عن من تحب.

سُمعت كلمات أريس وهو يستمر في عمله، لكن ماري كانت قد رفعت عيونها لتلتقي بنظراته، تلك التي كانت تختلط بين الشكوك والتركيز. أجابت بصوت منخفض، ولكن جاد:

"يمكن أن يمسكك جهاز الكشف ، وأين سلاحك؟"

"خناجري لا تظهر في أي جهاز ، ومسدسي بالغرفة التي ستتم بها العملية ديمتري تكلف بالأمر رغم اني لن احتاجها لكن فقط لتوخي الحدر"

"حسنا فقط احذري من أي شيء"

ابتسمت ماري بخفة، ثم اقتربت منه ببطء كأنها تطوي المسافات بينهما بنظرة واحدة. بحركة هادئة، وضعت شفتيها على شفتيه، قبلة خفيفة وناعمة، مثل لمسة الرياح على سطح البحر في صباحٍ هادئ. كانت شفاهها تلامس شفته لحظة ثم تنسحب، كما لو كانت تعبيرًا عن شوقٍ صامت، يختبئ بين الحروف التي لم تُنطق بعد. شعرت بهما معًا، كأن الوقت قد توقف، وكل شيء في تلك اللحظة أصبح محصورًا في هاتين الشفتين اللتين ارتبطتا بأقصى درجات الحنان.

"اريس إهدأ كأنها أول مهمة لي ، سأكون بخير"

قبلها هو الآخر برفق، ثم ابتعد قليلاً لينظر في عينيها، بينما كانت هي تناظر الساعة بحيرة، يراودها شعور غريب بالحاجة إلى المغادرة. لكنها توقفت عندما همس لها بكلماته التي اخترقت صمت اللحظة وأشعلت رعشة خفيفة في جسدها، كأن الكلمات لم تكن مجرد كلام بل نبضًا شعرت به في أعماقها.

"خطتك الاولى بدأ تنفيذها ، احدري لا نعلم ردة فعلهم"