❞الإنسان كائن مجنون... قد تقتله قبلة؛
و قد تضمده مشنقة!❝┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
لاس فيغاس السفلية...
كانت الساعة آنذاك بالنسبة لسيريا الممددة على السرير الأبيض خارجة عن الزمن، إدريك يفحص ذراعها بهدوء، كأنه ليس الشخص الذي كان يمسك المسدس بنفسه، يرفعه بوجه إبنته الوحيدة، -أو التي يحاول أن يظهرها أمام العالم كإبنة له- يمزق جلدها و عظمها برصاصة، يحفر روحها بطعنة... لم تنتظرها من وحوش المافيا، فكيف منه؟
ومضة ألم رهيبة عبرت ملامحها لكنها تماسكت تحت بصره الحاد، و زمَّت شفتيها المتورمتين لشد ما عضتهما قهرًا... تخفي أكبر قدر مما شعرت به، عيناه القاتمتان لا غور لهما، لا لعنة في الكون يمكن أن تؤثر بهما، كل ما تراه فيهما لا يعدو كونه ظلاما دامسا لا يشجع أيا كان على المجازفة و تخمين مكنوناته!
إدريك شخصٌ لا يُقرأ... القاعدة اللعينة التي يجب أن تُحفظ أيضا!
لكن القلب و القواعد لا يتفقان... و اللعنة على قلبها بالذات! لأنه... الأكثر تمرُّدًا على الكون!
"إنتهينا!".
تمتم هكذا ببساطة و هو ينهي التقطيب... كشخص أنهى للتو تمشيط شعر طفلته الصغيرة، فأردفت سيريا غير عابئة بأنها عبثت بأعصابه بما يكفي:
"لِمَ لم تصوب على رأسي لينتهي كل شيء؟".
كان يهم بمغادرة الغرفة التي يُجري فيها العمليات الجراحية لأفراد المنظمة -فهو ليس سفاحًا فحسب بل دكتور الويد الأبرع في الجراحة و هذا ما يكسبه مكانة خاصة لدى الزعيم... زيادة على أسباب غامضة و خفية تجعل داجيو يحترمه أو يخشاه... لا أحد يعرف بالضبط! و يبدو أن الجميع سيخشى إدريك منذ اللحظة بعدما أطلق النار على زعيم الويد دون رفة جفن واحدة!
إلتقطت أذناه تعليقها، توقف عن متابعة السير نحو الباب، و استدار إليها مردفًا باقتضاب و دونما تعابير واضحة، كأن لا ملامح من الأساس على وجهه الجامد:
"منحتُ نفسي وقتًا أكبر كي أجد طريقة أفضل لمحوكِ من الحياة!".
ابتلعت ريقها، و ردَّت بمرارة ساخرة:
"صحيح! كدتُ أنسى أنني إبنة مسخ لعين!".
مزقت الضماد الذي كان يلفه منذ ثوانٍ فقط، و تركت السرير لا تعبأ بكونها تحتاج الراحة، تتجاهل بتحامل الجرح الذي عاوده النزيف، و وقفت في مواجهته تنظر إليه بجرأة غير مسبوقة، و تضيف مناضلة للتحكم بدموعها القريبة:
"كدتُ أنسى أننا هنا في الأسفل لسنا بشرًا، و لا شيء حولنا طبيعي، أليس كذلك؟ نحن مجرد ظلال سوداء مقيتة للعالم العلوي، هنا... لا الآباء يعرفون الرحمة و لا الأبناء أيضا، لذا لا تتوقع مني التصرف بأدب العلويين، ربما لا أحمل جيناتكَ العاهرة... لكنني أحملك داخلي بطريقة ما..."
أنت تقرأ
لحن الأصفاد | أوركسترا الدم | الكتاب الأول
Mystery / Thrillerاختطفها رجل مجهول، و جعلها رهينة حتى أجل غير مسمى، و طوال الأيام التي قضتها معه، لم تره بسبب عينيها المعصوبتين، و كل ما عرفته عنه أنه تعود على قتل أشخاص مثلها كما يتعود المرء على التنفس، كل ما سمعته من فمه كان جرائم بشعة يهتزُّ لها البدن، و كرهًا أع...