الفصل 12|حُلم طويل!

8K 434 118
                                    

ٱريدُ دفنكِ تحت ألف أرض...
لكني قد أجلس بعدها فوق قبركِ أبكي للأبد!❝

┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈

نيڤادا|كوخ الصخور

كان جسده يحترق، أدركت أن حمى قوية تفترسه، و في حال كتلك، لن يتمكن من الإتيان بخطوة واحدة نحو أي مكان، بل لن يكون في مقدوره حتى ثني نفسه و القعود بمحله...

إرتعشت أنفاسها ساحبة يديها عن صدره ببطء، و مضت تلك الرعشة تغلف جسدها بأكمله، و هي تلامس جيب بنطاله الأيمن، ذرفت الدموع لما لمست شيئًا معدنيا باردًا تماما كقلادة الصليب، و إهتزًَ ذقنها بينما كانت تفتكه منه، و تحبو بلهاث نحو الباب، إستغرقت وقتًا في إيجاده، لكنها لم تستطع تجاوزه، لم تجرؤ حتى على رفع يدها و غرز المفتاح داخل القفل، الرجل المرمي خلفها كجثة محمومة ظل متمسكًا بها، لم يتحرك من نقطة سقوطه، و لم يلاحقها كما تعود، و لم يقبض على خناقها، لكنها شعرت بحضوره يبقيها رهينة لديه، كانت حرة لأول مرة، و مع ذلك أحست بقيود متوحشة تمنعها من النفاذ!

شهقت بيأس، و ضربت الأرضية بقبضتيها، فأحدثت المفاتيح قرقعة مجلجلة، فقدت رغبتها في الرحيل، أجهشت بكاءً للحظات، و ودَّت لو تطلق صرخة تكسر سكون الصحراء، لم تتخيل يومًا أنها بعد شهور عذاب طويلة ستملكُ فرصة النجاة من قبضة سجَّانها... و أنها من جهة ٱخرى لن تملك القوة لإستغلالها!

أدركت أن تركه هناك يحتضر... لا يعني شيئًا سوى أنها قتلته بملء إرادتها، و لن يجعلها سوى نسخة ٱخرى عنه، و هذا ما ستموت قبل أن تدعه يحدث!

إلتفت خلفها، و بدأت مسيرة الزحف عكس الباب، سيطرت على رعشات أطرافها، و حولت الزحف إلى حبو أسرع، و بلغت جسده مجددًا، لتكتشف شاهقة أن حرارته ماضية في الإرتفاع على نحو مخيف!

"هذا ليس جيدًا!".

تمتمت متحسسة وجهه، و أضافت بصوت مهزوز و دموعها تتساقط مبللة لحيته:

"مهما كانت أعماقك، سأمد لك العون؛".

تذكرت إستيقاظها صباح نفس اليوم على مشهد إحتضانه لبطنها كأن الآلام التي تنبضُ برحمها تدوي بروحه! فعاودت التمتمة هذه المرة و هي لا تعرف كيف إستطاعت أن تبتسم من بين دموعها:

"لن أترككَ يا ريغان، لأنك لم تتركني!".

كان دارك محمومًا إلى حد لا يسمح له بالحركة و تسهيل الأمر عليها، غير أن إدراكه لما يحري حوله لم يغب كليا، و كان أشبه بالخيال أن يغمغم آنذاك بكلمات مبهمة...

لم تضيع روكسان وقتًا في تفسير ما لفظه، في غضون ثوانٍ أصبحت خلفه، أمسكت ذراعيه، و حاولت بكل قوتها سحبه صوب غرفته، فإستلقاؤه على السرير أفضل له من البقاء طريح الأرضية القاسية، غير أنها حالما جربت ذلك، تأوهت و سقطت قربه محتضنة أسفل بطنها بيديها، الألم في رحمها ومض بشكل رهيب شلَّ حركتها فجأة، و دفع الكلمات من بين أسنانها بمرارة:

لحن الأصفاد | أوركسترا الدم | الكتاب الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن