البـارت الأول

1.8K 36 15
                                    

البارت 1

بسم الله الرحمن الرحيم

الحياة شريط والذّكرى محتواه، والماضي صفحة والحاضر طواه، والفراق ألم واللقاء دواه.

١٢ : ٦ صباحا ،
واقف امام النافذة يناظر ركام الغيوم السوداء اللي تشكلت وحجبت اشعة الشمس ابتسم من بدا المطر بالهطول و تساقط بكثرة ، حرك عيونه يحس بالنعاس يداهمه بعد ليلة قضاها بالسهر ، اغلق النافذة وتوجهه للسرير و رمى نفسه عليه ، اغمض عيونه و ارتخت ملامحه ونام .
ماهي الا دقايق قليلة الا و انتفض جسمه و حرك راسه بانزعاج و تصبب العرق من جبينه ، اضطربت انفاسه و فز من نومه مفزوع .
انتفض قلبه من حلم بها بلع ريقه بضيق ، مسك راسه يفكر بتعب ، يفكر فيها حبها بصادق شعور لكنها تركته ، يرفض فكرة رحيلها وهي مبتداه بالحكاية وهو للان ما تخطى رحيلها : تعبت من هالاحلام المزعجة ، قلبي ما عاد يتحمل ، صار عقلي مفرط بالتفكير بها و صار كل شي بلا لون بسببها ، كنت معها و حبيتها اكثر من نفسي ، ظنيت انها بتبقى معي لما احتاج لها ، ظنيت انها تحبني مثل ما كنت احبها ، لكنها رحلت و تركتني ...
فرك عيونه و قام من على سريره توجه لدورة المياة يغسل وجهه بتكرار يطرد الاحلام اللي تتكرر عليه ثم توجهه للباب يطلع من غرفته وتكلم بصوت جهوري : انيسة ، انيسة تعالي !
جت انيسه ( مدبرة المنزل ) بسرعة البرق ونطقت بخوف وتوتر : صباح الخير ، محتاج شي استاذ مشعل
مشعل : حاس بصداع شوي ابغى قهوة سوداء ، خذيها للمكتب .
انيسة هزت راسها : ان شاءالله
و توجهه للمكتب .
دخل لمكتبه عالمه الخاص المكان اللي يرتاح فيه ويشوف نفسه بداخله ، جلس على الكرسي يناظر الاوراق و اندمج بالشغل اللي ينسيه معاناته والامه ...
،
،
في السيارة اللي خرجت من المطار متوجهه للبيت
كانت تسمع صوت قطرات المطر اللي تتساقط على سطح السيارة فتحت النافذة وصار الهواء يداعب ملامح وجهها برقه ، تناظر الشوارع المبتلة بالمطر وتناظر العالم الجديد بالنسبة لها ما تعرف شي عن موطنها الا لهجتها لانها عاشت سنوات طويلة مع امها و ابوها خارج البلد .
سرحت بافكارها وهي تناظر المطر :" يا ليته يغسل قلوب بعض البشر "
و للحظات بسيطة صارت تشعر بالحنين إلى كل شي، إلى طفولتها وإلى تلك السنوات التي ذهبت مِن عمرها، تحن الى الماضي البعيد وهي بوسط اهلها ، والدتها و والدها واخوها الصغير .
غمضت عينيها وتسترجع شريط ذكرياتها ، بدأت تفكر بالماضي و الحاضر و المستقبل
و يقطع عليها صوت افكارها صوت سائق السيارة معلن لها وصولهم للبيت ..
رفعت انظارها و اخذت نفس وصارت تناظر البيت الفخم اللي امامها ، المكان المجهول اللي بتعيش فيه باقي عمرها ، نزلت من السيارة و الافكار تلعب فيها توجهت بخطوات ثقيلة للباب البيت .
خايفه من استقبالهم لها لانها ولا مرة شافتهم ، ما لمحت بحياتها غير جدتها وما تذكر من ملامحها الا الشي القليل .
وقفت عند الباب الخشبي و رنت الجرس ، مرت الدقائق و انفتح الباب لها .
جت عيونها لام نجلاء اللي تناظرها من فوق لتحت ، تناظر لبسها و فستانها الابيض وشعرها الاسود اللي يلامس خصرها ، تتأملها بغرابة بعدم معرفتها لها
نطقت نايا : انا نايا بنت بدر
ام نجلاء كشرت وجهها ونطقت بغرور : نايا هذا انتي يلا ادخلي جدتك تنتظرك في غرفتها
ونطقت ام نجلاء بحدة : اسمعي كلامي زين احنا مانبغى مشاكل ، هذا البيت له احترامه وعاداته وتقاليده.
نايا هزت راسها وهي جاهله العادات والتقاليد اللي تقصدها : طيب !
رجعت خصلات شعرها الاسود لخلف اذنها و اخذت نفس ودخلت ، صارت تمشي وعيونها تناظر زوايا البيت الفخم اللي امتلى بالصور المعلقة بالجدران و الخدم اللي يرتبون المكان و يناظرونها بكل دهشة يناظرون الوجه الملائكي الجميل ، صارت تمشي امامهم بفستانها الابيض وشعرها الطويل اللي يلامس خصرها بكل رقه وجمال وكانها جاءت من عالم الاحلام ، جمالها ليس له مثيل، يخطف العين، ويجذب الانتباه، يترك اثر اشبه بالسحر....

عيوني لك وطن و رموشي لك قبيلةHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin