زهرة فى مستنقع الرذيلة 31

114 3 0
                                    

خرجت زهرة من مكتب الاستاذ محسن خيرى ، كان لديها موعد مع صاحبة مشكلة راسلتها وطلب لقائها .
حضرت السيدة وكانت فى منتصف الثلاثينات من عمرها تقريبا .
زهرة : اتفضلي يا مدام ....
السيدة : بلاش اسم من فضلك .
زهرة : أنا مش هأنشر اسمك ، هأرمز له بالحروف الأولى .
السيدة : بلاش دي كمان .
زهرة : زى ما تحبى ، مشكلتك إيه ؟
السيدة : ينفع تحليهالى وما تنشريهاش ؟
زهرة : أنتي قلقانة من النشر ليه ؟
السيدة : خايفة جوزي أو حد من أهلي يعرف .
زهرة : إحنا بننشر عشان غيرنا يستفيد من تجاربنا وأخطائنا ، اتكلمى أنا سامعاكى .
السيدة : أنا على وشك الوقوع فى الغلط .
صمتت السيدة .
زهرة : كملى .
السيدة : أنا متجوزة من عشر سنين ، أول ما أتجوزت كانت علاقتى بجوزى قليلة جدا ، يمكن كل شهر مرة ، ولإن معظمنا بيكون بلا خبرة والأهل مش بيوعونا فى الموضوع ده كنت فاكرة إن ده الطبيعي ، وبعد كام سنة اشتغلت فهمت إن ده مش الطبيعي ، وإنه مصاب بالضعف الجنسى المهم خلفت بنتين ، أستخدمهم سلاح ضدى بعد كدة ، البنتين دول كانوا إثبات رجولته ، وورقة ضغط عليا عشان استمر معاه وإلا هتحرم منهم ، بصراحة وزى أى ست طبيعية أتضررت من الموضوع ده ، وزى أى واحدة فى مكانى أتربت زى ما معظمنا أتربى على إن الكلام في الموضوع ده غلط وعيب ما قدرتش أتكلم ، لكن كنت بألمح له ، لقيت ما فيش فايدة ، أهتميت بالموضوع ودخلت على النت جيبت كل الوصفات والأكلات اللى ممكن تساعدنى وعملتها ، لقيت فى تحسن بسيط لكن مع الوقت رجع الوضع زى الأول ، بصراحة أتكلمت معاه وطلبت منه يروح للدكتور ، ثار عليا واتهمنى بالفجر وقلة الأدب ، إزاى أتكلم فى الموضوع ده ، وإزاى أطلب منه يروح للدكتور ، ولما هددته إنى هأشتكيه لأهلى وأهله راح ، الدكتور أداه منشطات برضو حسنت حالته شوية ، وبعد فترة الأمور رجعت زى الأول وأسوأ ، لحد ما العلاقة انعدمت خالص ، الكلام ده من سنتين ، وبدل ما يحتوينى بقى كل يوم خناق وشك واتهامات تمس شرفى ، طلبت الطلاق ، أقسم لك ما بسبب عجزه ، أنا كان ممكن أتحمله ، لكن بسبب المعاملة الزفت اللى بيعاملنى بيها ، ولما طلبت الطلاق قال ده عشان شايفة لك شوفة تانية ، ولو مصممة على الطلاق أسيب أولادى لأنى أكيد هأتجوز .
زهرة : وأهلك فين ؟
السيدة : اللى قهرنى موقف أهلى ، رفضوا طلاقى ، واتهمونى بقلة الأدب والبجاحة عشان طالبت بحقى ، عندنا ممكن تطلبى الطلاق لأى سبب لكن للسبب ده مش مسموح لك ، عرفتى ليه الخيانة والزنا بينتشروا ؟
زهرة : حاجة غريبة فعلا ، ده حق وغريزة ربنا خلقها فينا ، مش عيب ولا قلة أدب ولا حتى رفاهية .
السيدة : من غير ما تنصدمى أتعرفت على واحد ، وزى أى واحد بيعرف ست متجوزة كان معروف هدفه ، وبعد كام محادثة فى التليفون طلب يقابلنى فى شقته عشان ما حدش يشوفنا ، كان المفروض أروح يوم ما أتصلت بيكى وطلبت ميعاد .
زهرة : يعنى ما روحتيش ؟
السيدة : لا ، أنتى ربنا بعتك ليا ، بالصدفة وقعت الجريدة بتاعتكوا قدامى ، قريت لك وعلى طول روحت متصلة بالرقم الموجود .
زهرة : ربنا بيحبك ، دى رسالة من ربنا عشان ما تقعيش فى الغلط.
السيدة : بصراحة أنا لو فضلت كدة أكيد هأقع فى الغلط .
زهرة : اطلبى الطلاق فورا وما تتردديش أو تخافى .
السيدة : هيحرمنى من بناتى .
زهرة : ده تهديد مش أكتر ، وورقة ضغط عليكى .
السيدة : أهلى هيرفضوا طلاقى .
زهرة  : لو اتطلقتى وروحتى لهم عمرهم ما هيرموكى ، وبعدين ده مؤقتا على ما يجى لك عرض جواز مناسب .
السيدة : لو أتجوزت هياخد البنات منى .
زهرة : حضانتهم من حقك دلوقتى ، ولما تتجوزى هيكونوا فى حضانة والدتك .
السيدة : يعني أتكل على الله ؟
زهرة : ده من رأيى أفضل حل .
انصرفت السيدة وجلست
على مكتبها ، تعجبت من حال الدنيا ، زوج يشكو من زوجته وأخرى تشكو نفس الشكوى من زوجها ، ماذا لو كان تبادل كل منهما مكان الآخر ، استغفرت زهرة ربها ، لابد أن هناك حكمة فى ذلك لاختبار قوة إيماننا وتمسكنا بقيم ديننا وأخلاقنا .

النادى
جلست فتنة وزهرة معا تدردشان ، رن تليفون فتنة المحمول ، كان على الطرف الآخر المنتج بهجت حماد منتج آخر فيلمين تعاقدت عليهما فتنة .
فتنة : آلو ، أستاذ بهجت ؟
بهجت بحدة : الخبر المنشور فى الجرايد ده صحيح ؟
فتنة : أيوه يا أستاذ بهجت .
لحظة صمت ، ظنت فتنة أن الشبكة سيئة أو انقطع الاتصال فقالت : أيوه يا أستاذ بهجت ، سامعني ؟
بهجت : للأسف يا فتنة كدة مش هينفع تمثلى الفيلم اللى كنا هنصوره الاسبوع الجاي ، الدور ماعدش لايق عليكى .
فتنة : سحبت بطولة الفيلم منى ؟ أوك ، أوك .
بهجت : أعذرينى يا فتنة غصب عنى ، أنا منتج وأى منتج ما بيحبش الخسارة ، إزاى هتقومى بالدور والبطلة فتاة ليل ؟ أى نعم هى بتتوب بعد كدة وبتلبس الحجاب لكن أكتر من نص الفيلم بتظهر بلبس مكشف .
فتنة : خلاص يا أستاذ بهجت .
بهجت : الفليم التانى ممكن نأجله شوية على الأقل على ما نشوف رد فعل الناس هيبقى إيه .
فتنة بضيق : اللى تشوفه .
أغلقت فتنة الهاتف وقالت بضيق : الفيلمين طاروا .
زهرة : ولا يهمك ، كل النجوم الكبار لما اتحجبوا قلت أعمالهم ، وقعدوا فى بيوتهم شهور وسنين ، لكن بعد كدة المنتجين رجعوا يجروا وراهم .
فتنة : أنا مش ندمانة إنى لبست الحجاب .
وبعد قليل رن تليفون فتنة مرة ثانية ، المتصل هذة المرة منتج مسلسلها الذى كانت ستقدمه فى رمضان المقبل .
فتنة : آلو ، أيوه يا أستاذ هاشم ، أنا عارفة عايز تقول إيه ، حضرتك سحبت بطولة مسلسل رمضان الجاى منى ، مش كدة ؟
هاشم : لا يا آنسة فتنة مش كدة بالظبط ، إحنا بس هنضطر نغير فى السيناريو شوية عشان يناسب الوضع الجديد ، ويمكن نغير الدور لو رفض المؤلف التغيير .
فتنة : مش واخدة دور البطولة يعنى ؟ أديتونى دور تانى مش كدة ؟ أنا بأرفض .
زهرة : ما تتسرعيش يا فتنة ، قولى موافقة .
فتنة : خلاص هأفكر .
زهرة : صح كدة ، اقبلى أى أدوار تيجى لك بالحجاب ، حتى لو مش بطولة ، المهم إنك تمثلى وتفضلى تحت الأضواء .

أصبح وضع سناء مريبا ، خصوصا مع تفننها فى زينتها ومكياجها ، وبخبرة زهرة أدركت أن شيئا ما يحدث .
طرقت زهرة باب حجرة سناء ودخلت بسرعة ، تفاجئت بها سناء  فارتبكت بعض الشئ وأغلقت كل النوافذ المفتوحة على اللابتوب ، وكذلك النت ، فظهر على الشاشة صور زفافها .
زهرة : أنتى كنت بتكلمى حد على الشات ؟ أنا كنت سامعة صوت حد بيكلمك .
سناء : أيوه كنت بأكلم مختار جوزى ، كدة أرخص من التليفون المحمول ، دقيقة الدولى بقت بقد كدة .
زهرة : طب وقفلتى ليه ؟
سناء : لا أبدا إحنا كنا خلصنا كلام بالصدفة وأنتى داخلة ، وكنت هأقفل حتى قبل ما أنتى تدخلى .
زهرة : أنتى بتكلميه فيديو طبعا ؟
سناء : آه ، هو بيبقى عايز يشوفنى . 
زهرة : طب خدي بالك عشان المكالمات دى ممكن تتهكر وحد يشوفك .
سناء : لما بأرفض بيزعل .
زهرة : ابقى عرفيه يمكن مش عارف .
خرجت زهرة وهى غير مقتنعة بكلام سناء .
زهرة فى نفسها : دى مش أول مرة تقفل اللابتوب لما أدخل عليها ، أكيد فى إنة ولازم هأعرفها ، وبعدين لو هى بتكلم جوزها ليه مش بتكلمه بالنهار عشان يكلم ولاده ؟
وفى اليوم التالي مباشرة تسللت زهرة ودخلت حجرة سناء على أطراف أصابعها دون أن تطرق الباب ، تفاجأت بما لم يخطر لها على بال ، صورة رجل على شاشة اللابتوب شبه عارى ، وسناء ترتدى قميص نوم شفاف وتسلط الكاميرا عى جسدها وتقوم ببعض الحركات المثيرة ، صرخت زهرة من الصدمة .
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله

زهرة فى مستنقع الرذيلة Where stories live. Discover now