خرجت زهرة من مكتب الاستاذ محسن خيرى ، كان لديها موعد مع صاحبة مشكلة راسلتها وطلب لقائها .
حضرت السيدة وكانت فى منتصف الثلاثينات من عمرها تقريبا .
زهرة : اتفضلي يا مدام ....
السيدة : بلاش اسم من فضلك .
زهرة : أنا مش هأنشر اسمك ، هأرمز له بالحروف الأولى .
السيدة : بلاش دي كمان .
زهرة : زى ما تحبى ، مشكلتك إيه ؟
السيدة : ينفع تحليهالى وما تنشريهاش ؟
زهرة : أنتي قلقانة من النشر ليه ؟
السيدة : خايفة جوزي أو حد من أهلي يعرف .
زهرة : إحنا بننشر عشان غيرنا يستفيد من تجاربنا وأخطائنا ، اتكلمى أنا سامعاكى .
السيدة : أنا على وشك الوقوع فى الغلط .
صمتت السيدة .
زهرة : كملى .
السيدة : أنا متجوزة من عشر سنين ، أول ما أتجوزت كانت علاقتى بجوزى قليلة جدا ، يمكن كل شهر مرة ، ولإن معظمنا بيكون بلا خبرة والأهل مش بيوعونا فى الموضوع ده كنت فاكرة إن ده الطبيعي ، وبعد كام سنة اشتغلت فهمت إن ده مش الطبيعي ، وإنه مصاب بالضعف الجنسى المهم خلفت بنتين ، أستخدمهم سلاح ضدى بعد كدة ، البنتين دول كانوا إثبات رجولته ، وورقة ضغط عليا عشان استمر معاه وإلا هتحرم منهم ، بصراحة وزى أى ست طبيعية أتضررت من الموضوع ده ، وزى أى واحدة فى مكانى أتربت زى ما معظمنا أتربى على إن الكلام في الموضوع ده غلط وعيب ما قدرتش أتكلم ، لكن كنت بألمح له ، لقيت ما فيش فايدة ، أهتميت بالموضوع ودخلت على النت جيبت كل الوصفات والأكلات اللى ممكن تساعدنى وعملتها ، لقيت فى تحسن بسيط لكن مع الوقت رجع الوضع زى الأول ، بصراحة أتكلمت معاه وطلبت منه يروح للدكتور ، ثار عليا واتهمنى بالفجر وقلة الأدب ، إزاى أتكلم فى الموضوع ده ، وإزاى أطلب منه يروح للدكتور ، ولما هددته إنى هأشتكيه لأهلى وأهله راح ، الدكتور أداه منشطات برضو حسنت حالته شوية ، وبعد فترة الأمور رجعت زى الأول وأسوأ ، لحد ما العلاقة انعدمت خالص ، الكلام ده من سنتين ، وبدل ما يحتوينى بقى كل يوم خناق وشك واتهامات تمس شرفى ، طلبت الطلاق ، أقسم لك ما بسبب عجزه ، أنا كان ممكن أتحمله ، لكن بسبب المعاملة الزفت اللى بيعاملنى بيها ، ولما طلبت الطلاق قال ده عشان شايفة لك شوفة تانية ، ولو مصممة على الطلاق أسيب أولادى لأنى أكيد هأتجوز .
زهرة : وأهلك فين ؟
السيدة : اللى قهرنى موقف أهلى ، رفضوا طلاقى ، واتهمونى بقلة الأدب والبجاحة عشان طالبت بحقى ، عندنا ممكن تطلبى الطلاق لأى سبب لكن للسبب ده مش مسموح لك ، عرفتى ليه الخيانة والزنا بينتشروا ؟
زهرة : حاجة غريبة فعلا ، ده حق وغريزة ربنا خلقها فينا ، مش عيب ولا قلة أدب ولا حتى رفاهية .
السيدة : من غير ما تنصدمى أتعرفت على واحد ، وزى أى واحد بيعرف ست متجوزة كان معروف هدفه ، وبعد كام محادثة فى التليفون طلب يقابلنى فى شقته عشان ما حدش يشوفنا ، كان المفروض أروح يوم ما أتصلت بيكى وطلبت ميعاد .
زهرة : يعنى ما روحتيش ؟
السيدة : لا ، أنتى ربنا بعتك ليا ، بالصدفة وقعت الجريدة بتاعتكوا قدامى ، قريت لك وعلى طول روحت متصلة بالرقم الموجود .
زهرة : ربنا بيحبك ، دى رسالة من ربنا عشان ما تقعيش فى الغلط.
السيدة : بصراحة أنا لو فضلت كدة أكيد هأقع فى الغلط .
زهرة : اطلبى الطلاق فورا وما تتردديش أو تخافى .
السيدة : هيحرمنى من بناتى .
زهرة : ده تهديد مش أكتر ، وورقة ضغط عليكى .
السيدة : أهلى هيرفضوا طلاقى .
زهرة : لو اتطلقتى وروحتى لهم عمرهم ما هيرموكى ، وبعدين ده مؤقتا على ما يجى لك عرض جواز مناسب .
السيدة : لو أتجوزت هياخد البنات منى .
زهرة : حضانتهم من حقك دلوقتى ، ولما تتجوزى هيكونوا فى حضانة والدتك .
السيدة : يعني أتكل على الله ؟
زهرة : ده من رأيى أفضل حل .
انصرفت السيدة وجلست
على مكتبها ، تعجبت من حال الدنيا ، زوج يشكو من زوجته وأخرى تشكو نفس الشكوى من زوجها ، ماذا لو كان تبادل كل منهما مكان الآخر ، استغفرت زهرة ربها ، لابد أن هناك حكمة فى ذلك لاختبار قوة إيماننا وتمسكنا بقيم ديننا وأخلاقنا .النادى
جلست فتنة وزهرة معا تدردشان ، رن تليفون فتنة المحمول ، كان على الطرف الآخر المنتج بهجت حماد منتج آخر فيلمين تعاقدت عليهما فتنة .
فتنة : آلو ، أستاذ بهجت ؟
بهجت بحدة : الخبر المنشور فى الجرايد ده صحيح ؟
فتنة : أيوه يا أستاذ بهجت .
لحظة صمت ، ظنت فتنة أن الشبكة سيئة أو انقطع الاتصال فقالت : أيوه يا أستاذ بهجت ، سامعني ؟
بهجت : للأسف يا فتنة كدة مش هينفع تمثلى الفيلم اللى كنا هنصوره الاسبوع الجاي ، الدور ماعدش لايق عليكى .
فتنة : سحبت بطولة الفيلم منى ؟ أوك ، أوك .
بهجت : أعذرينى يا فتنة غصب عنى ، أنا منتج وأى منتج ما بيحبش الخسارة ، إزاى هتقومى بالدور والبطلة فتاة ليل ؟ أى نعم هى بتتوب بعد كدة وبتلبس الحجاب لكن أكتر من نص الفيلم بتظهر بلبس مكشف .
فتنة : خلاص يا أستاذ بهجت .
بهجت : الفليم التانى ممكن نأجله شوية على الأقل على ما نشوف رد فعل الناس هيبقى إيه .
فتنة بضيق : اللى تشوفه .
أغلقت فتنة الهاتف وقالت بضيق : الفيلمين طاروا .
زهرة : ولا يهمك ، كل النجوم الكبار لما اتحجبوا قلت أعمالهم ، وقعدوا فى بيوتهم شهور وسنين ، لكن بعد كدة المنتجين رجعوا يجروا وراهم .
فتنة : أنا مش ندمانة إنى لبست الحجاب .
وبعد قليل رن تليفون فتنة مرة ثانية ، المتصل هذة المرة منتج مسلسلها الذى كانت ستقدمه فى رمضان المقبل .
فتنة : آلو ، أيوه يا أستاذ هاشم ، أنا عارفة عايز تقول إيه ، حضرتك سحبت بطولة مسلسل رمضان الجاى منى ، مش كدة ؟
هاشم : لا يا آنسة فتنة مش كدة بالظبط ، إحنا بس هنضطر نغير فى السيناريو شوية عشان يناسب الوضع الجديد ، ويمكن نغير الدور لو رفض المؤلف التغيير .
فتنة : مش واخدة دور البطولة يعنى ؟ أديتونى دور تانى مش كدة ؟ أنا بأرفض .
زهرة : ما تتسرعيش يا فتنة ، قولى موافقة .
فتنة : خلاص هأفكر .
زهرة : صح كدة ، اقبلى أى أدوار تيجى لك بالحجاب ، حتى لو مش بطولة ، المهم إنك تمثلى وتفضلى تحت الأضواء .أصبح وضع سناء مريبا ، خصوصا مع تفننها فى زينتها ومكياجها ، وبخبرة زهرة أدركت أن شيئا ما يحدث .
طرقت زهرة باب حجرة سناء ودخلت بسرعة ، تفاجئت بها سناء فارتبكت بعض الشئ وأغلقت كل النوافذ المفتوحة على اللابتوب ، وكذلك النت ، فظهر على الشاشة صور زفافها .
زهرة : أنتى كنت بتكلمى حد على الشات ؟ أنا كنت سامعة صوت حد بيكلمك .
سناء : أيوه كنت بأكلم مختار جوزى ، كدة أرخص من التليفون المحمول ، دقيقة الدولى بقت بقد كدة .
زهرة : طب وقفلتى ليه ؟
سناء : لا أبدا إحنا كنا خلصنا كلام بالصدفة وأنتى داخلة ، وكنت هأقفل حتى قبل ما أنتى تدخلى .
زهرة : أنتى بتكلميه فيديو طبعا ؟
سناء : آه ، هو بيبقى عايز يشوفنى .
زهرة : طب خدي بالك عشان المكالمات دى ممكن تتهكر وحد يشوفك .
سناء : لما بأرفض بيزعل .
زهرة : ابقى عرفيه يمكن مش عارف .
خرجت زهرة وهى غير مقتنعة بكلام سناء .
زهرة فى نفسها : دى مش أول مرة تقفل اللابتوب لما أدخل عليها ، أكيد فى إنة ولازم هأعرفها ، وبعدين لو هى بتكلم جوزها ليه مش بتكلمه بالنهار عشان يكلم ولاده ؟
وفى اليوم التالي مباشرة تسللت زهرة ودخلت حجرة سناء على أطراف أصابعها دون أن تطرق الباب ، تفاجأت بما لم يخطر لها على بال ، صورة رجل على شاشة اللابتوب شبه عارى ، وسناء ترتدى قميص نوم شفاف وتسلط الكاميرا عى جسدها وتقوم ببعض الحركات المثيرة ، صرخت زهرة من الصدمة .
انتظروا الحلقة القادمة بإذن الله
YOU ARE READING
زهرة فى مستنقع الرذيلة
Romanceشقيقتان يقوم والدهما بقتل امهما لشكه فى سلوكها ومعاناتهما فى المجتمع الذى ظل يحاسبهما على الجريمة رغم براءة الأم