المقدمة "عقاب أول"

895 18 8
                                    

بفستاني الأبيض الضيق الذي على شكل قلب خطوت أولي خطواتي كزوجة، السعادة تغمرني والشعور بالأمان والاستقرار يلفني بعد أيام طوال قضيتها في قلق لا نهاية له
فتح لي ذلك المتأنق بالبذلة السوداء الذي صار زوجي باب غرفة النوم فخطوت للداخل بخطوات متعثرة يشوبها الخجل وأنا أتخيل ما سيحدث بيننا على ذلك السرير الضخم ذو الأغطية البيضاء المزينة بالشيفون ،الإضاءة الوردية التي تشع من اللمبات الجانبية جعلتني أتخيل الصورة حيه أمامى.. هل سيفعلها؟
هل سيقبلني اخيرا؟
ويلامسني بيديه قبل شفتيه!
هل سأتكئ وأنام على ذلك الصدر القوى الذي حُلّ لي أخيرا؟
هل سيفقد رجل الأعمال المتزن رشده معي، ويبثنى شوقه وعشقه ويريني من شخصيته ذلك الجانب الذى لم أره منه قط؟
فعلاقتي به طوال خطبتنا والتي لم تكن سوى أسبوعين لم تتعدى قط مرحلة القبلات على الجبين التي يشعرني فيها بمدى محبته وتملكه لي وكأنه يخشي أن يفعل المزيد فيفقد هيبته أمامي
فور أن سمعت إغلاق الباب التفت إليه يحدوني الشغف والخوف على حد سواء، ها هو رجلي بل فارس أحلامي ومنقذي رجل الاعمال الشهير أمجد ذهني صار زوجي أخيرا
هانذا أخيرا سأسمح لرجل بملامستي، سأعطيه نفسي التي صنتها حتي وصلت إليه واحببته وتزوجته، سأهبها إياه بكل حب
رفعت وجهى بصعوبة اواجه عيناه، اقترب منى ونظرة غريبة تعلو وجهه ذو الملامح الرجولية لم أهتم بتفسيرها فأنا أكاد أذوب خجلا ولا أستطيع النظر في عينيه الأن
- ااااااااااااا
انطلقت منى فور أن مد يديه إلى صدر فستاني بطريقة همجية وأمسكه بكلتا كفتيه ومزقه بوحشية حتى أنتزعه عن جسدي بعنف وأنا بجسد متصلب مذعور أستوعب ما يفعله، تراجعت برعب إلى الخلف مقطوعة الأنفاس، عاجزة عن الكلام، هل يفعل هكذا كل الرجال؟
هل هكذا يتم الامر؟
قال أمرا بشموخ وغضب تفاجأت بوجوده: أجثي أمامي على ركبتيكِ واطلبي العفو، لعلى أرحمكِ من العقاب الليلة
نظرت له مذهولة بضربات قلب متسارعة وقد عصف بي الخوف من تخيلاتي لما هو قادم، وكأن الغباء حل علي فجأة فأخذت أردد كلماته في ذهني لعلى أستوعبها أكثر، لعلي ادرك معانيها وأفهم أبعادها ،افهم ما يريد مني فعله!
أحط جسدي المكشوف بذراعي في محاولة مني لحجبه عن عينيه فقد صرت بثيابي الداخلية فقط، ثياب عروس لا تخفي الكثير
قلت بأنفاس متسارعة وبرعب لم أستطع إخفاءه وقد بدأت اعى جملته :عن أى جثو وأى عقاب تتحدث؟
اطلق ضحكة مقيتة جعلتني اكثر ذهولا ،كيف لتلك الشفتين أن تخرج ما هو مقيت؟
قال هازئاً رافعا كلا حاجبيه راسما التعجب على وجهه يتكلم بانتصار ساخر: وهل صدقتِ أني تزوجتكِ لأنني أحببتكِ حقا؟
وأمام نظراتي هز راسه نافيا مصدرا تأتأة بشفتيه واسترسل :لا يعقل أن امرأة في ذكائكِ تصدق أن الحب يأتي بهذه السرعة ولكن علي ما يبدو انت لست بالذكاء الكافي
لم أستطع منع دموعي من التدفق وانا اشعر بالإذلال امامه.. كمن يستجدى الحب أريد ان اقول :اقسم هل ما تقوله صحيح؟ كنت أرى أحلامي تتحطم وأمالى تنهار في ذلك الزوج الذي ملك كل فؤادي في وقت قصير والذى اعترف أمامي بكل بساطه الان أنه لم يحبني يوما، ما الذي دفعه للزواج مني اذن! إن لم يكن الحب؟
لماذا وقف بجواري وساندني كما فعل؟
هل كنت أرى الحب كذبا في عينيه؟
أكان يتهيأ لي؟ قلت باختناق والدموع تنهمر من عيناي :لماذا تزوجتني اذا؟
لم يعطني ردا واكتفي بنظرته الساخرة ببرود وهو يمد يديه ينزع باقي ثيابي بقسوة ووجه جامد الملامح، حاولت التراجع للخلف لأنجو منه فلم أستطع لأن الحائط بالفعل صار خلفي تماما
جثوت على ركبتاي في محاولة منى للفرار من يديه اللتان تنتهكان روحي قبل جسدي وصرخاتي تتعالى من جرأه لمساته الفجة وأنا أحاول دفعه للخلف ،ودون أن أشعر كنت أصرخ مترجية إياه بنحيب: أمجد أرجووووك ،أمجد توقف، أرجووووك
إلا أنه لم يتوقف بل جذبني من شعري بقسوة مجبرا إياي على النهوض، وألم حاد اصاب وجهى من أثر صفعة تلقيتها، فأخذت أصرخ وأنا حائره ما بين دفعه بعيدا عني أو ستر صدري بذراعي وقد نزع ما كان يسترني
اخذت أردد بهذيان من وسط بكائي: لابد أن هذا حلم، بل كابوس.. كابوس بشع وسأستيقظ الان سأفيق نعم
ولكنه لم يعطني الفرصة للابتعاد فقد أمسك وجهى بين يديه ليتطلع لعيناي بقسوة وهو يهدر عاليا :أتعرفين هذا أفضل ما قلته حتى الأن، أنه كابوس بالفعل وسيكون أسوا كابوس تعيشينه بأدق التفاصيل، كابوس مجسم ثلاثي الابعاد ولكنكِ لن تستيقظي منه قط، سيكون كابوسكِ الأبدي
ثم انحني ومد يده خلف ساقي وحملني بين ذراعيه بسهولة.. فأخذت أنتحب بقوة وأنا أحاول القفز من بين ذراعيه وسدى تذهب كل محاولاتي
ألقاني فوق السرير بازدراء وتشفي يقول :أصرخى، أصرخى كما تشائين، فصراخكِ وبكائكِ هو أعذب سيمفونية سمعتها أذناي، دعينى اتلذذ بعذابك وأرتوى من دموعك
وقبل أن أنجح في الفرار من الجهة الأخرى، لا اعرف أي سادى هذا الذي اوقعني سوء حظى تحت رحمته كأن قد أمسك بي وجثم فوق خصري بتملك، وببطء متجاهلا صراخاتي المذعورة خوفا مما سيفعله بي بدأ يحل أزرار قميصه مراقبا لرعبي وبكائي بنشوة وتشفي، وحين صار عارى الصدر أنحنى نحوى فلفحتنى أنفاسه الساخنة ومسح دموعي بشفتيه بوحشية متلذذا بالفعل وهو يقول :ما أعذب هذه الدموع!
وحين بدأ في نزع قطعة ثيابي الاخيرة صرخت برعب وأنا أتمسك بها متوسله رغما عني وعن ارادتي التي ترفض التوسل لإنسان :لا.. لا أرجوك!
ولكن يديه اجتاحتني بقسوة لم أتخيل أبدا أن ذلك الوسيم الشهم الخلق قد يملكها.. شلني الرعب بعد أن أدركت أنه سيمتلكني، وسيمتلكني الأن وبوحشية وأنه ما من مهرب لي
فتعالت صرخاتي تشق صمت الليل دون مجيب لماذا.. لماذاااااااا؟
#رومانسي
#ما_بين_الحب_والعقاب

ما بين الحب والعقابDonde viven las historias. Descúbrelo ahora