الفصل الحادي والعشرون "دموعي وابتسامتي"

145 14 6
                                    

الفصل الحادي والعشرون

 دموعي وابتسامتي

******************

 صعد أمير درجات السلم في تلك العمارة الفخمة ذات الواجهات الرخامية مفضلا عدم استخدام المصعد لينتهي من هذه الكارثة التي سوف تدمر سمعته وسمعة عائلته بعد أن سأل حارس العقار إن كان السيد علي حسن لا زال يقطن في البناية أم لا؟

كان ذلك الاسم هو المدون كوالد للفتاة سارة الضحية الأولى لساهر، طرق الباب بهدوء، فتح له رجل فى العقد الخامس من العمر ،عرفه وأمير بنفسه وطلب الإذن بالدخول ..كان الرجل متوجسا بعض الشيء فقال له أمير يطمئنه :أنا حضرت بسبب تحقيق في كلية الاداب، وأرجوك لا تقلق الموضوع خير إن شاء الله ،فقد أعطيني الفرصة لأشرح سبب مجيئي

 سمح له الرجل بالدخول وبعد عدة محاورات حاول فيها أمير إقناع الرجل بضرورة شهادة ابنته سارة وقد عرض عليه صورة الشكوى السابقة التي قدمتها ولكنها تفاجئ بالرجل يقول مقاطعا :افهم من مجيئك هنا إنك تريد من ابنتي أن تذهب للجامعة التي لم تعد طالبة فيها وتشهد ضد ذلك الدكتور

قال أمير بثقة كي يتأثر محدثه ويقتنع :نعم إنها ببساطة شهادة حق هي كل ما أريد منها، ذلك الدكتور يتحرش بالفتيات وقد رفعت عليه شكوى بسبب تحرشه بزوجتي و..  قطعه الرجل مجدا رافعا يده :توقف.. توقف تريد مني أن أسمح لابنتي العذراء أن تذهب للجامعة تشهر بنفسها وتشهد ان طبيب تحرش بها؟! ألا تعرف كم قد تثير هذا الاقاويل حولها من شائعات، كيف تتخيل اني قد أرضى بهذا؟!

 اجابه أمير بسرعة :نحن لن نشهر بها بالتأكيد فكما قلت لك أنا زوجتي من ضمن المشتكيات بالفعل والتحرش أمر تتعرض له السيدات يوميا.. كما أن الموضوع هو مجرد شهادة بالتحرش وليس بالاغتصاب لتخشى على سمعة ابنتك.. هناك فارق بين الاثنين..  جن الرجل فور سمع أمير ينطق كلمة الاغتصاب، هب واقفا وهو يقول :انتهى النقاش يا سيد ،وابنتي شريفة ولم يتحرش بها أحد ولا أعرف عن ماذا تتكلم أصلا

 نهض أمير أمامه لايصدق مدى جبن الناس الذي يدفعهم للتنازل عن حقوقهم خوفا من الشائعات ولكنه قال محاولا لأخر مرة :أرجوك يا أستاذ علي، فكر في الفتيات التي يتعرضن للتحرش يوميا ويحتجنا لإنقاذ.. نظر له الرجل يحاول أن يهدأ من غضبه وتفهم موقف أمير ثم قال ببعض الحزم :أنا لا أستطيع مساعدتك، انت شاب تأخذك حماسة الدفاع عن الحق ولا تعرف أننا نعيش في مجتمع يخلق من لا شيء قصة، فما بالك بأعطائهم فتيل جيد الاشتعال، سينشؤون ألف قصة من صدق ومن كذب لمجرد التسلية ،لذا أنا أسف لن أستطيع مساعدتك

احتقن وجه أمير وشعر بأن الرجل مصمم على رأيه فتوجه للباب أملا أن يستطيع إقناع الضحية الثانية، وقبل أن يخرج قال له الرجل :أنصحك أن تبحث بين ضحاياك عن متزوجة ستكون سمعتها محمية بوجود رجل في حياتها وقد لاتخشي الشهادة، فهكذا هو مجتمعنا قد يعذر من لها رجل ولكنه أبدا لن يرى براءة في من لا رجل لها

ما بين الحب والعقابWhere stories live. Discover now