الفصل الرابع "عيشي واقعي"

250 17 7
                                    

عيشي واقعى

.................

دخلت إلى مكتبه دون أن أطرق الباب وقد بدأت أشعر أني استعدت مكانتي في الشركة بعد أن أصبحت خطيبة أمجد ذهني.. ولكني أدرك تماما أن سبب ابتهاجي لا يرجع لاستعادتي لمكانتي وإنما يرجع لشعوري بامتلاكي لذلك الرجل الكامل الرجوله الذي وضع خاتم خطبته حول إصبعى أمس في وجود أمي وشروق فقط

خاتم نعلن به امتلاكي له وامتلاكه لى
وقف ما إن راني وسار اتجاهي وهو يقول بابتسامة مرحبة :لم أتوقع أن أراكِ اليوم.. ظننتك ستستغلين الفرصة لتدليل نفسك بما أنكِ عروس بدلال تشتاق بالفعل لتكون عروسه.. وله.. فى منزله ،لا وحدة يشعر بها فيما بعد، ولا حزن يؤلم قلبها، مدام سيكون بجوارها ومعها همست :لست عروس بعد انها مجرد خطبه
أمسك كتفي وطبع قبلة على جبيني كالتي فعلها أمس بعد أن صرت خطيبته وهو يقول : رائحتك جميله، ما نوع عطرك؟ لا تبدو لي رائحته مألوفة

بضيق حقيقي قلت :تبدو كمن هو خبير فى عطر النساء؟ اتسعت ابتسامته وقال مازحا بجوار اذنى :اتغارين ياعروس، فقط اعترفى بإرادتك الحرة

ابعدت وجهى قليلا ورفعته بكبرياء :اعترف بماذا يا امجد ذهني.. تطلع لعيناى بتحدى ذكى وكرر سؤاله مانوع عطرك؟

لابأس دعنا هكذا ندور حول بعضنا.. انا فقط سأتمسك بقاعدتي والتى تحولت بعد خطبتنا لاعترف بحبك انت أولا وحينها سأعترف انا

:عطري من باريس كلما اسافر اجلب مجموعة من العطور الفرنسية

ابتعد خطوة وترك كتفي :وفقا لترتيبات والدتك سنتزوج بعد أسبوعين.. استعدي يا عروس واشتري كل ما يلزمك من أشياء ضرورية فليس هناك وقت كافى
كنت متضايقه من تسارع الأحداث هكذا ولكنه اصرار أمي التي ترغب في السفر لفرنسا.. وتأييد أمجد القوى لها منعني من الكلام, في الواقع أمي كانت ترغب بأن تجعل كتب الكتاب أمس ولكن أمجد قال إنه يفضل أن يكون كتب الكتاب مع الزفاف وليس الآن.. لم نشأ أن نعلق وتركنا له الأمور يسيرها كما يشاء

سألنى بهمس وهو يجلس على كرسيه ويتطلع لوجهى :فيما تفكرين؟.. جاوبت بتأني :لم أرى منزلي المستقبلي حتى الآن
قال بابتسامه :كل شيء جاهز بأحدث ديكورات لأجل أحلي عروس، هل تحبي أن ترى منزلك الأن؟
قلت بفرح :نعم أحب ذلك
كيف لا أحب وهو ذلك المنزل الذي سيجمعني بك وفيه ستزول كل الحواجز من بيننا
ببساطة وهو يرجع ليجلس على كرسيه :حسنا سنذهب بعد نهاية اليوم.. أما الآن فسلمى ما عندكِ من مشاريع لأسامة حتى تتفرغي للزفاف.. فأنا لا أريد أي شيء يشغلك عني.. خاصة بعد الزفاف
قال جملته الأخيرة بخبث فشعرت بالحرج ولم أناقش فقط هززت رأسي وخرجت أبحث عن أسامة
أما هو فقد أخذ بصعوبة يضبط أفكاره وقد شعر أنه من الحكمة تأجيل كتب الكتاب لكي لا يتهور مع العروس المنتظر ..فهى بارعة الجمال لدرجة جعلته راغبا في امتلاكها.. وخشي من أن لا تقاومه بما يكفي وتسلم له ذاتها.. فتنهار كل خططه ،فهو لم يكن أبدا راغبا بأن يجعل مرتها الأولى سهلة
أما وهو مجرد خطيب فستكون الحدود بينهما تحمي كلاهما
تراجع في كرسيه للخلف وهو يقول لنفسه :لم يتبقى سوى القليل لقد أوشكت على الحصول عليها وهمس لنفسه :حينئذ وأطبق قبضته بعنف
أما شهد ما إن وجدت أسامة سلمته بالفعل كل المشاريع.. لاحظت أنه يتجنب النظر اتجاه شروق، لابد أن شيء حدث بينهم, تذكرت وجه شروق بالأمس كم بدت سعيده لسعادتي ولكنني لم أغفل عن الحسرة بعينيها
التفت أتطلع لأسامة سبب حسرتها وأنا أجلس بجوارها، بدا لى منشغلا بالعمل وتنسيق الملفات
فهمست لها :قصي علي الموضوع من أوله لأخره بالتفصيل الممل.. تطلعت لوجهى بعبوس وهى تقول :لم يحدث شيء

ما بين الحب والعقابDonde viven las historias. Descúbrelo ahora